من أعمدة الفن الكويتي والخليجي... النجم محمد المنصور (2 -3):

«الأسرة الضائعة» أدخلتني رحاب «أبوالفنون» مع مسرح الخليج العربي

نشر في 04-07-2016
آخر تحديث 04-07-2016 | 00:04
نتابع في هذه الحلقة محطات أخرى من حياة النجم الكبير محمد المنصور، الذي ينتمي إلى أسرة فنية عريقة «المنصور العرفج»، ورحلة انتقاله من الرياضة إلى الفن، وخاصة المسرح، على يد شقيقه الأكبر الفنان والمخرج الراحل منصور المنصور، إذ استقطبه إلى فرقة مسرح الخليج العربي، ومثَّل أول أدواره على خشبة المسرح عبر «الأسرة الضائعة».
وكان له شرف المشاركة في أول فيلم روائي كويتي طويل «بس يا بحر» عام 1971، من إخراج د. خالد الصديق، وقد جسَّد المنصور من خلاله شخصية «مساعد»، وشارك في المهرجانات العالمية التي حصد فيها هذا العمل 9 جوائز ما بين ذهبية وفضية.
يؤكد الفنان محمد المنصور، أن ثلاثة عناصر مهمة أسهمت في التاريخ الذهبي للمسرح بالكويت، وهي الصدق والاحترام والتقدير، سواء كان ذلك من قبل القائمين على العمل، أو من صاحب القرار، أو المتلقين. وأشار المنصور إلى أنه بصدد إنتاج ثلاثة أفلام سينمائية وليدة أفكاره، سينفذها قريباً وهي «الماي» تأليف عبدالرحمن الصالح، وسيناريو وإخراج عبدالله بوشهري، و«مستر يوسف» للمؤلفة سارة الجروان، والثالث للكاتب إسماعيل عبدالله. وإليكم تفاصيل الحوار:
* متى تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية؟

- حصلت على بكالوريوس المعهد العالي الفنون المسرحية عام 1972، تخصص تمثيل وإخراج مسرحي، ثم بعد سنوات طويلة نلت درجة الماجستير من "أكاديمية الفنون" في القاهرة عام 1995.

من الرياضة إلى الفن

* ماذا شكل لك انتقالك من الرياضة إلى الفن؟

- تمثل عملية انتقالي من كرة القدم والرياضة إلى مجال الفن، والمسرح خاصة، النقلة الحقيقية في حياتي، وهي تشبه إلى حد بعيد الانتقال من مهنة إلى أخرى، لأنني بطبعي رياضي، وأسرتي كانت رياضية، فشقيقي الأكبر منصور كان حارسا لمرمى النادي العربي، وكل ما يحيط بي كان يتحرك في عالم الرياضة، ولهذا حينما جاءت انتقالي إلى مرحلة "أبوالفنون" كانت بمثابة الميلاد الجديد لمسيرتي الفنية.

* كيف انضممت إلى فرقة مسرح الخليج العربي؟

- عندما عدت من رحلة سفر إلى اليونان ودول أوروبية أخرى مع فريق الكشافة، قال أخي الكبير منصور المنصور مع زملائه، وكنا حينها في الدسمة، إنهم عملوا على تأسيس فرقة مسرح الخليج العربي. وأبلغني منصور بأنهم يريدون مشاركتي في مسرحية "الأسرة الضائعة" من تأليف مجموعة من مسرح الخليج.

مسرح الخليج

* كيف تأسست الفرقة؟

- تأسست فرقة مسرح الخليج العربي وأعلن إشهارها في 13 مايو 1963، عن فكرة جماعية تولاها صقر الرشود، منصور المنصور، عبدالعزيز الفهد، سالم الفقعان، مكي القلاف، عبدالله خلف، نورة الخميس، يوسف الشراح، سعيد الرفاعي، عبدالله الرومي، حمد المؤمن، جاسم شهاب، مساعد الفوزان، أحمد القطان، وليد الخالد، وحياة الفهد.

* ما العمل الذي أدخلك رحاب المسرح؟

- "الأسرة الضائعة" هي أول مسرحية لي مع فرقة مسرح الخليج العربي، وكنت أبلغ حينها 15 عاما، وجسَّدت من خلالها دور الولد الشقي ويسبب المشاكل وغير مبالٍ، وكان معي زيد خلف، شقيق عبدالله خلف، وكنا نمثل دور أبناء تلك الأسرة التي تعاني الكثير من المشاكل الأسرية.

«بخور أم جاسم»

* كيف ابتكرت شخصيتك في "بخور أم جاسم"؟

- كتب الفنان محمد السريع المسرحية، وأديت دور رجل أبكم، فقلت للمخرج صقر الرشود: كيف سيفهم الجمهور ماذا تقول هذه الشخصية؟ رد: هنا دورك كفنان. عانيت وكنت قلقاً، وقبل العرض بساعتين ذهبت إلى الحلاق في الجمعية مقابل مسرح كيفان للحلاقة، وناداني أحد الأشخاص كان معنا في الكشافة "أطرم" درس في جامعة عين شمس بالقاهرة ثم عاد، فتحدثت بهذه الطريقة التي اقتبستها منه.

* كيف استقبل الممثلون مفاجأتكم لهم؟

- عندما دخلت المسرح لم يتمالك الفنانان عبدالعزيز الحداد ومريم الغضبان نفسيهما من الضحك. وهنا يظهر مدى اعتناء الفنان بالشخصية التي سيؤديها، ويندمج فيها.

«ضاع الديك»

* لماذا تأخرت مسرحية "ضاع الديك"؟

- كان صقر الرشود ومنصور المنصور وعبدالعزيز السريع بانتظار عودتي من الدراسة في إنكلترا، إذ كتب السريع المسرحية قبل سنة من عرضها، لأن شخصية "يوسف" تناسبني. لقد انتظروا سنة كاملة، والتأجيل في محله، صار لي 10 سنوات من 1963 إلى 1972، وموقفهم نوع من الالتزام، وهذا دليل على تكاتف أعضاء مسرح الخليج ومحبتهم لبعضهم البعض. أعتز وأفتخر بانتمائي لمسرح الخليج.

* هل تغير الوضع راهناً؟

- الآن أصبحت العملية عبارة عن سلق في سلق، أما أيام زمان، فكانت الأمور ترتكز على ثلاثة عناصر، هي: الصدق والاحترام والتقدير، سواء كان ذلك من قبل القائمين على العمل، أو من صاحب القرار، أو المتلقين.

مسرحيات ناجحة

* ما العمل الذي نجح فنيا ونقديا؟

- نجحت أكثر مسرحية على الصعيدين الجماهيري والنقدي، منها "ضاع الديك" و"شياطين ليلة الجمعة".

* هل سافر مسرح الخليج بأعماله إلى العالم العربي؟

- فرقة مسرح الخليج العربي هي أول فرقة مسرحية كويتية أهلية تسافر خارج الكويت، وكان ذلك من خلال مسرحية "الحاجز" أو "الملاله" عام 1966، وسافرنا بها إلى بغداد والقاهرة، تلك الرحلة ولدت صداقات كبيرة، ومهدت الطريق إلى كمّ من المعارف المهمة، والتي جاءت بعدها زيارات الفنانين العرب إلى الكويت للمشاركة في أعمال مسرحية، كتلك التجارب التي قدمها عبدالله غيث ومحمد الطوخي وزهرة العلا، بعد نكسة عام 1967.

صداقات

* من هم؟

- من صداقات تلك المرحلة، كانت مع الكاتب والناقد عبدالقادر القط، وعلي الراعي، وفي بغداد كانت هنالك قائمة من الأسماء، من بينها إبراهيم جلال وكريم عواد وقاسم محمد وسامي عبدالحميد وزينب وناهدة الرماح وحقي الشبلي.

* هل نشاط الممثلين كان يقتصر على المسرح؟

- يشارك الممثلون الأعضاء في المسارح الأهلية في الأعمال التلفزيونية والإذاعية، من بينها مسلسل: "حبابة" الإذاعي القديم والشهير، من إخراج منصور المنصور وتمثيلي إلى جانب الراحلتين مريم الغضبان وعائشة إبراهيم.

«بس يا بحر»

* ماذا عن تجربتك السينمائية الأولى؟

- خضت غمار أول فيلم فيلم روائي كويتي طويل "بس يا بحر" مع المخرج خالد الصديق الذي تم تصويره على مدى عامين متتاليين 1969 و1970، وهو من أهم التجارب البارزة في مسيرتي الفنية، صورنا في أماكن كثيرة في الشرق والشعيبة وفيلكا.

* هل تحدثنا عن فريق التمثيل؟

- الفنانون سعد الفرج وحياة الفهد وأحمد الصالح ومحمد المنيع وحمد ناصر ومكي القلاف وعبدالله خربيط ونوال باقر وأمل باقر.

* أين صورت مشاهد البحر؟

- في عدة مواقع عدة، وأبرزها صورت في منطقة الجليعة، وكنا فريقا كويتيا متكاملا، ما عدا المونتير، وهو المونتير المصري الشهير "حسنوف". أما التصوير، فكان بإدارة توفيق الأمير، وهذا العمل هو أول فيلم عربي يصور تحت الماء، وقد حصلنا على 9 جوائز عالمية.

مهرجانات عالمية

* هل سافرت مع الفيلم في المهرجانات العالمية؟

- أجل، شاركنا في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، من بينها مهرجان "طشقند" السينمائي الدولي، وحصد الفيلم جائزة المهرجان، ومهرجان دمشق السينمائي، ثم مهرجان طهران السينمائي، وكان "بس يا بحر" يحصد دائماً الجائزة الذهبية أو الفضية، وهو أمر شكَّل إضافة لرصيد السينما العربية والعالمية، وتواصلت رحلة المهرجانات مع الفيلم، حيث عرض في مهرجانات فينسيا ولندن وشيكاغو.

فيلم القادسية

* ما فيلمك التالي؟

- صوَّرت فيلم "القادسية" مع المخرج الكبير صلاح أبوسيف في بغداد، ومعنا في ذلك العمل الكبير حشد بارز من النجوم، من بينهم عزت العلايلي وسعاد حسني وليلى طاهر ومحمد حسن الجندي.

* لماذا تم اختيارك لتجسيد دور "أبومحجن الثقفي"؟

- في البداية، رشحت لشخصية أحد القادة الفرس، (الهرمزان) الذي يقوم بضرب سعاد حسني في الفيلم، ووافقت على الدور، لكن المخرج صلاح أبوسيف شاهدني أثناء مشاركتي في مسرحية "عريس لبنت السلطان" تأليف محفوظ عبدالرحمن وغخراج صقر الرشود ضمن الأسبوع الثقافي الكويتي في بغداد، ثم طلبني لتأدية هذه الشخصية المثيرة للجدل، وقد حقد عليَّ بعض الفنانين، على رأسهم فريد شوقي، لأنه كان طامعاً فيها.

أول فيلم سعودي

* ماذا عن "ظلال الصمت"؟

- شاركت في بطولة الفيلم السعودي "ظلال الصمت" مع المخرج السعودي عبدالله المحيسن، وهو أول عمل سينمائي روائي سعودي طويل وعرض في مهرجانات عدة، من بينها مهرجان كانّ السينمائي الدولي، وفي الفيلم عدد بارز من النجوم، من بينهم منى واصف وغسان مسعود وعبدالمحسن النمر، وغيرهم من النجوم.

مشاريع سينمائية

* ما مشاريعك السينمائية المستقبلية؟

- ثلاثة أفلام من أفكاري، كتبها مؤلفون من الإمارات الشقيقة، هم: عبدالرحمن الصالح، الذي انتهى من كتابة "الماي"، سارة الجروان "مستر يوسف"، إسماعيل عبدالله، لم نستقر على اسم فيلمه حتى الآن.

* ماذا عن "مستر يوسف"؟

- أتعاون فيه مع الروائية سارة الجروان للمرة الثانية، بعد كتابتها مسلسل "أبوالذهب"، يتطرق إلى مستشرق يعيش في بلد خليجي.

خالص العزاء وصادق المواساة للمنصور
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، انتقلت إلى رحمة الله تعالى زوجة الفنان محمد المنصور، ورفيقة دربه أنيسة عبدالوهاب الماجد، وشقيقتها بدرية عبدالوهاب الماجد، إثر حادث مرور أليم.

وتتقدم «الجريدة» بخالص العزاء وصادق المواساة للفنان الكبير محمد المنصور وآل المنصور العرفج وآل الماجد، في هذا المصاب الجلل، سائلين العلي القدير أن يتغمدهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، ويلهم أهلهما الصبر والسلوان.

«الماي» أعاد عبدالرحمن الصالح للكتابة السينمائية
يشير الفنان القدير محمد المنصور إلى أنه أعاد الفنان عبدالرحمن الصالح إلى الكتابة السينمائية من خلال "الماي"، بعد مضي 44 عاما من مشاركته في كتابة نص أول فيلم كويتي طويل "بس يا بحر" من إخراج خالد الصديق.

وحول العمل الجديد، ذكر المنصور: تدور أحداث الفيلم في الكويت بين عامي 1919 و1920 في عهد الشيخ مبارك الكبير عن شح الماء، ويتمحور حول أزمة تمر بها الكويت، فيختلط الشعب بشرائحه من شيوخ وتجار وأعيان وبدو وحضر، ويتعاونون لإنقاذ البلد.

وأضاف: يتضمن المسلسل إسقاطات على الواقع، فالماء يمكن اعتباره رمزاً لكل شيء، فضلاً عن ارتباطه بموضوع الساعة حالياً، حيث يناقش العالم شح المصادر، في ظل الأزمات الاقتصادية والحروب التي يعانيها البشر حالياً.

وتابع: يحكي الفيلم قصة محمد صاحب الصوت الشجي الذي يصدح في أزقة المدينة الجافة، معبراً عن حبه لفتاة جملية تدعى طيبة، إذ يواجه الحبيبان جملة من العوائق الاجتماعية، فيما يتخذ سكان المدينة تدابير يائسة للحصول على الماء.

وقال إن مخرج العمل عبدالله بوشهري، الذي كتب السيناريو أيضاً، وحصل على جائزة "آي دبليو سي للمخرجين" ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2014 عن سيناريو الفيلم نفسه.

أما عن أبطال الفيلم، فأكد موافقة الفنانة القديرة حياة الفهد على بطولة العمل الذي سيتم تصويره بعد أخذ الموافقة من قبل وزارة الإعلام.

اقتبست دوري في «بخور أم جاسم» من شخصية زميلي بالكشافة

«ضاع الديك» و«شياطين ليلة الجمعة» من أنجح مسرحياتي

«بس يا بحر» شكَّل إضافة لرصيد السينما العربية والعالمية

«الخليج» أول فرقة مسرحية أهلية تسافر خارج الكويت
back to top