«حاكم صنعاء» يطالب الكويت بدور أكبر في دفع المشاورات

• أزمة بين هادي ومحافظي عدن ولحج والضالع بسب ترحيل «شماليين»
• ولد الشيخ: نقترب من اتفاق

نشر في 30-05-2016
آخر تحديث 30-05-2016 | 00:04
يمنيات داخل لجنة امتحان شهادة الثانوية العامة في صنعاء أمس الأول (أ ف ب)
يمنيات داخل لجنة امتحان شهادة الثانوية العامة في صنعاء أمس الأول (أ ف ب)
طالب رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد الحوثي الكويت بلعب دور أكبر في مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها، وفي حين تحدث الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ عن قرب التوصل إلى اتفاق بشأن مبادئ لاتفاق شامل، لاحت بوادر أزمة بين الرئيس عبدربه منصور هادي ومحافظي عدن ولحج والضالع على خلفية حملات ترحيل أبناء المحافظات الشمالية.
حث رئيس "اللجنة الثورية العليا" محمد الحوثي الكويت على لعب دور أكبر في مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها البلاد منذ 21 أبريل الماضي.

وقال الحوثي الذي يعتقد أنه الحاكم الفعلي للعاصمة اليمنية صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" المتحالفة مع الرئيس السابق علي صالح إن الظروف التي تجري بها المشاورات تحتم على السلطات الكويتية أن تضطلع بدور أكبر في سيرها أكثر من كونها دولة مضيفة، مضيفاً "والمفترض بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أن يكون لديه مساع كبيرة جداً وأن يتحاور مع السعوديين فيما يخص إنجاح المفاوضات".

وثمن القيادي بـ"أنصار الله"، في حوار بثته قناة "العالم" الإيرانية أمس، الجهد الكبير والبناء لسمو الأمير، وطالبه ببذل المزيد من الخطوات والتفهم لمواقف الوفد المشترك لـ"أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي"، لإنجاح المشاورات، أكثر مما هو حاصل.

دفاع وتقارب

من جانب آخر، قال الحوثي إن هناك تطوراً نوعياً وذاتياً في الصناعات الدفاعية اليمنية "لا يمكن الكشف عنه الآن". نافياً أن تكون قدرة المصانع التي تحت سيطرة جماعته قد تأثرت بحملة القصف الجوي للتحالف الذي تقوده السعودية.

وفيما يخص التقارب مع السعودية، اعتبر الحوثي أن "التقارب في العلاقة بيننا وبين أي دولة عربية أو إسلامية هو أمر ايجابي وهذا ما يفترض أن يكون، وهذا ما يجب أن يتبناه الجميع وأن يعترفوا به، لكننا لسنا من ذهب لتوتير العلاقات مع الآخرين، هم من أتوا لضربنا والاعتداء علينا".

وجدد الحوثي اتهامه للسعودية بما وصفه "مماطلة في الهدنة"، نافياً وجود توتر أو خلاف بين "أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يترأسه صالح، وقال انهم يجلسون على طاولة واحدة ويمثلون فريقا واحدا، بمشاورات الكويت، واصفا العلاقة بين جماعته وحزب صالح بأنها "تحالف سياسي من أجل الدفاع عن الوطن".

واعتبر رئيس اللجنة الموقف الروسي من الأزمة في اليمن إيجابيا وقال إن الروس من أكثر الناس وقوفا إلى جانب الشعب اليمني.

واتهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص والوسيط الأممي بمشاورات السلام إسماعيل ولد الشيخ بعدم الحياد.

مشاورات الكويت

في غضون ذلك، أكد ولد الشيخ أن مشاورات السلام اقتربت من الاتفاق على مبادئ محددة لاتفاق شامل يرتكز على حل سياسي.

وأكد المبعوث الأممي، في بيان أمس الأول، أن المباحثات تحرز تقدما على صعيد قضية الأسرى والمعتقلين، داعيا الأطراف اليمنية إلى الالتزام بوعودهم والإفراج عن مجموعة كبيرة من الأسرى والمعتقلين خلال الأيام القليلة المقبلة بالتزامن مع حلول شهر رمضان.

وقال ولد الشيخ إن اليوم شهد عقد جلستين صباحية ومسائية مع الوفد المشترك جرى خلالهما البحث بتوسع في قضايا رئيسية من أبرزها تفاصيل وآليات الانسحاب وتسليم السلاح واستئناف الحوار السياسي واستعادة مؤسسات الدولة.

وأضاف أن لجنة السجناء والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفيا اجتمعت كذلك وسلم خلالها والوفد المشترك بيانات خاصة عن الأسرى على أن يسلم الوفد الحكومي بياناته غداً.

على صعيد متصل تقدم المبعوث الاممي بالشكر الى رؤساء الدول السبع العظمى على بيانهم الداعم لجهود الامم المتحدة في اليمن.

ولاحقاً، أصدر الوفد المشترك بيانا، عقب جلسة مشاورات ثنائية مع ولد الشيخ في قصر بيان، أكد فيه مواصلة النقاش بشأن وضع تصور لسلطة انتقالية توافقية لإدارة الفترة المقبلة، وفي مقدمتها شكل الحكومة الانتقالية.

وأعرب الوفد عن استيائه مما اعتبره انحيازا من جانب ولد الشيخ للطرف الآخر. وانتقد بشدة إصدار الوسيط الأممي بيانات وإحاطات تتضمن نقاطا غير متفق عليها.

وقد دان الوفد ما وصفه بخروقات التحالف وقوات هادي للهدنة، وخاصة ما حدث في شبوة أمس، محذرا من تهديد تلك الانتهاكات للمسار السلمي واتفاق التهدئة.

بوادر أزمة

على صعيد منفصل، كشف الإعلامي اليمني الجنوبي، المقرب من الرئاسة، أنيس منصور، عن قرارات إقالة رئاسية، قال إنها قد تصدر خلال الساعات المقبلة بحق محافظي عدن ولحج والضالع والقيادات العسكرية والأمنية في المحافظات الثلاث، في حال استمرت حملة التهجير القسري المناطقية والعنصرية للمواطنين أبناء المحافظات الشمالية من عدن، ولم يتم الالتزام بتوجيهات الرئيس هادي التي أصدرها أمس الأول للمحافظين بوقف حملات الترحيل والتحريض المناطقي والعمل على إصدار هويات لمن لا يملكون بدلا من ترحيلهم.

وأضاف منصور، في مداخلة له على قناة "الجزيرة"، أنه إذا رفض المحافظون المذكورون الالتزام بتوجيهات رئيس الجمهورية ولم يمتثلوا لقرارات إقالتهم حال صدورها، فسنكون أمام تمرد جديد على الشرعية ودول التحالف، وسوف تزداد الأمور صعوبة.

تراجع الريال

في سياق آخر، سجل سعر صرف الريال اليمني انهياراً جديداً، مقابل العملات الأجنبية، أمس. وبلغ سعر الدولار الأميركي في السوق الموازية بصنعاء 338 ريالاً.

وعجز البنك المركزي اليمني عن توفير العملات الصعبة، للتجار الراغبين في استيراد المواد الغذائية مع قرب شهر رمضان، الأمر الذي دفعهم إلى التوجه نحو السوق الموازية، بحثاً عن العملات الصعبة.

جدير بالذكر أن ولد الشيخ اقترح إنشاء هيئة "إنقاذ اقتصادي"، من طرفي النزاع للعمل على إقالة الاقتصاد اليمني المتداعي.

إلى ذلك، قتل 25 مسلحاً من "أنصار الله" وقوات صالح و٢٠ من الجيش والمقاومة الموالية للرئيس هادي خلال اشتباكات عنيفة في منطقتي شمس والعلم بمديرية عسيلان ومديرية بيحان في محافظة شبوة شرقي اليمن.

وقال شهود عيان إن أفراد الجيش والمقاومة تقدموا في مختلف جبهات القتال بمحافظة شبوة بعد خروقات كبيرة للطرف الآخر وانهيار للهدنة التي وقعت بين الطرفين.

في موازاة ذلك، جدد التحالف قصفه الجوي لمعسكر "العمالقة" في عمران واستهدف معسكرا في حجة وأهدافا للحوثيين بالحديدة.

(الكويت، عدن- كونا، أ ف ب، رويترز، د ب أ، العالم)

back to top