«أصدقاء سورية»: لن يكون للأسد أي دور في الحكومة المقبلة

نشر في 23-10-2013 | 00:08
آخر تحديث 23-10-2013 | 00:08
No Image Caption
• كيري: الرياض ستشارك في «جنيف 2» • الجربا: لا تفاوض لا تصالح لا اعتراف

لاتزال الأزمة السورية تواجه حائطاً مسدوداً رغم الجهود الدولية المتواصلة لعقد مؤتمر «جنيف 2» وإنهاء الأزمة عبر المفاوضات بين الأطراف المتصارعة. ورغم إعلان مجموعة «أصدقاء سورية» التي اجتمعت أمس في لندن أنه لن يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في المستقبل فإن المعارضة السورية لم تبد مطمئنة، إذ قال رئيس الائتلاف السوري إنه لن يشارك في أي مؤتمر إذا لم يكن يهدف إلى إقصاء الأسد.

 بعد الهجوم الإعلامي الذي شنه الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأول معلناً أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ومقللاً من إمكانية نجاح مؤتمر "جنيف 2"، أعلنت مجموعة "أصدقاء سورية" التي اجتمعت أمس على مستوى وزراء الخارجية في لندن بحضور الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه لن يكون للأسد أي دور في الحكومة المقبلة التي يمكن أن تنتج عن "جنيف 2".

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عقب الاجتماع أن "أصدقاء سورية" متوافقون على ضرورة ألا يضطلع الأسد بـ"أي دور في الحكومة المقبلة"، مؤكداً أن هذا الأمر حظي بـ"موافقة شاملة" خلال الاجتماع. وأشار هيغ الى أنه "لن يكون هناك حل سياسي وسلمي في سورية من دون مشاركة المعارضة المعتدلة"، مضيفاً: "توافقنا أيضا على أن المعارضة السورية، وبينها مجموعات مسلحة معتدلة، لاتزال تحتاج الى دعمنا".

وفي البيان الختامي للاجتماع، اكدت "مجموعة أصدقاء سورية" ايضا التوافق على أن "الأسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يكون لهم اي دور في سورية"، مضيفة "ينبغي المحاسبة على افعال ارتكبت خلال هذا النزاع". وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا قال خلال الاجتماع بحسب كلمته التي وزعت مسبقاً أن المعارضة لن تحضر الى جنيف إلا إذا كان هدف المفاوضات هو رحيل الأسد.

كيري والجربا

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد الاجتماع: "اتفقنا على زيادة المساعدة للمعارضة بما في ذلك الائتلاف الوطني السوري الذي هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وعلى تقديم المساعدة العسكرية المباشرة عبر الدول الراغبة في ذلك". وأكد على" ضرورة التوصل الى حكومة انتقالية في سورية"، داعيا الى "الالتزام بعقد مؤتمر جنيف 2 على اساس ما تم التوصل اليه في جنيف 1". وأشار الى أن "المعارضة والنظام في سورية غير قادرين على الحسم العسكري"، معتبرا ان الحرب هناك لن تنتهي إلا بالمفاوضات.

ورأى كيري أن "الأسد فقد كل الشرعية والقدرة على حكم سورية"، آملا أن "يعقد مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل"، ومؤكدا أن "وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اكد لي مشاركة السعودية في جنيف 2، وأن السعودية التزمت ببيان مؤتمر اصدقاء سورية ونعمل بشكل وثيق معها".

وكان كيري قال مساء أمس الأول في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية في باريس:"لا اعرف احدا يعتقد ان المعارضة ستوافق على ان يشارك بشار الاسد في الحكومة"، وأضاف: "لقد قصف سكان بلاده وسممهم بالغاز. كيف يمكن لهذا الرجل شرعيا ان يطلب الرئاسة مستقبلا؟".

من ناحيته، قال رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا عقب الاجتماع "لا تفاوض لا تصالح لا اعتراف" بنظام الأسد إلا بشرط أن يفضي مؤتمر "جنيف 2" الى سلطة انتقالية.  

الأسد

وكان الأسد وجه ضربة قاسية الى الجهود الدبلوماسية الغربية والعربية لعقد مؤتمر "جنيف-2"، معلنا ان شروط نجاح هذا المؤتمر غير متوافرة راهنا، ومؤكدا من جهة اخرى انه لا يرى "اي مانع" على الصعيد الشخصي للترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل. وقال الرئيس السوري في مقابلة مع تلفزيون "الميادين" الذي يتخذ من بيروت مقرا ردا على سؤال عما اذا كان مؤتمر جنيف-2 سينعقد، "لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن اذا اردنا أن ينجح"، واضاف "من هي القوى المشاركة فيه؟ ما هي علاقة هذه القوى بالشعب السوري؟ هل هي قوى ممثِّلة للشعب السوري أم قوى ممثلة للدول التي صنعتها؟".

وجدد الأسد بوضوح اكثر من السابق موقفه من الترشح للانتخابات المقبلة، قاطعا الطريق امام كل الدعوات الموجهة إليه للتنحي. وقال ان هذا الموضوع "يستند الى نقطتين: الأولى هي الرغبة الشخصية، والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الأولى والمتعلقة بي شخصياً لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة". وتابع انه "من المبكر الآن أن نتحدث" عن الرغبة الشعبية، مضيفا: "لا يمكن أن نبحثها إلا في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية".

«الكيماوي»

الى ذلك، اعلنت منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية والامم المتحدة المكلفة الاشراف على تطبيق قرار مجلس الامن القاضي بنزع الترسانة الكيماوية السورية سيغريد كاغ أمس أن دمشق تتعاون "بشكل كامل" مع المفتشين، وذلك في بيان اصدرته من دمشق.

وتخضع مجموعة من خبراء الأسلحة الكيمياوية الذين يبلغ عددهم 24 من 17 بلداً وينطلق القسم الأكبر منهم للمشاركة في مهمة خطيرة تتمثل بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، لتدريبات على ظروف إدارة الأوضاع الخطيرة من الانفجارات الى تبادل إطلاق النار مروراً بعمليات احتجاز الرهائن.

  (لندن، دمشق ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)

back to top