لغة «رموز المشاعر» ترسم معالم الدماغ

نشر في 11-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 11-02-2014 | 00:01
{رموز المشاعر} (Emoticons) مثل الوجوه المبتسمة باتت لغة جديدة وهي تغيّر معالم دماغنا وفق بحث أسترالي جديد.
منذ أن ظهرت رموز المشاعر للمرة الأولى خلال الثمانينيات، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تواصلنا، لا سيما في الرسائل النصية والإلكترونية. يقول الباحث أوين تشيرشز من كلية علم النفس في جامعة فليندرز في أديلايد: {رموز المشاعر شكل جديد من اللغة التي ننتجها. ولفك شيفرة تلك اللغة، أنتجنا نمطاً جديداً من نشاط الدماغ}. وفق تشيرشز، الوجوه شكل مميز جداً من الناحية النفسية.

 يضيف تشيرشز الذي يدرس علم الأعصاب في مجال إدراك تعابير الوجه منذ سنوات: {يركز معظمنا على الوجوه أكثر مما نركز على أي شيء آخر. نعلم من التجارب أن الناس يتجاوبون بشكل مختلف عند رؤية الوجوه أكثر مما يفعلون عند مشاهدة أغراض من فئات أخرى}.

عندما ننظر إلى صورة وجه حقيقي، ندرك موقع الفم نسبةً إلى الأنف والعينين، وبالتالي تنشط أجزاء معينة من الدماغ. عندما تكون الصورة معكوسة، ينشأ نمط آخر من نشاط الدماغ.

أراد تشيرشز أن يعلم ما إذا كان الأمر نفسه يحصل حين ننظر إلى رمز يُظهر وجهاً مبتسماً، أي تجسيد لوجه بشري مبتسم.

دراسة الفيزيولوجيا الكهربائية

 

عرض تشيرشز وزملاؤه على 20 مشتركاً وجوهاً حقيقية ورموزاً لوجوه مبتسمة (تشمل استعمال نقطتين وقاطعة وقوس) ومجموعة لا معنى لها من الرموز.

فاستعملوا الفيزيولوجيا الكهربائية لتحديد نمط النشاط الكهربائي في الدماغ عندما نظر المشاركون إلى الحوافز المختلفة وقد درسوا أيضاً ما حصل عند تغيير شكل كل حافز.

نجم نشاط الدماغ عند رؤية الوجه عن صور لوجوه حقيقية صحيحة أو شائبة، لكنه لم ينشط إلا عند عرض رموز المشاعر وفق التركيبة التقليدية {:-)}.

يوضح تشيرشز: {إذا انقلب ذلك التسلسل فوُضع أولاً القوس ثم القاطعة والنقطتان (-:، لا تتمكن المناطق الدماغية المعنيّة من تحليل الصورة على أنها وجه}.

عند الابتعاد عن التركيبة المألوفة، لا يعكس القوس والقاطعة والنقطتان شكل الفم والأنف والعينين وتصبح الصورة مجدداً مجرد سلسلة من علاقات الترقيم.

الثقافة ترسم معالم الدماغ

ظهر رمز الوجه المبتسم للمرة الأولى في مقالة للهيئة العامة للعلوم المحوسبة في جامعة كارنيجي ميلون واستعمله الأستاذ سكوت فالمان في عام 1982.

منذ ذلك الحين، أصبح نمط النشاط الذي تولّده الوجوه مرتبطاً بالرموز التي كانت تُستعمل سابقاً كعلامات ترقيم حصراً. يقول تشيرشز: {ما من رد عصبي فطري ينشأ منذ الولادة على رموز المشاعر. قبل عام 1982، لم يكن هناك سبب كي ينشّط رمز {:-)} مناطق حساسة في القشرة الدماغية لكن هذا ما يحصل الآن لأننا تعلّمنا ما يمثّله هذا الوجه. هذا الرد العصبي له خلفية ثقافية. إنه أمر مذهل فعلاً}.

رسائل إلكترونية من الطلاب

بدأ تشيرشز يهتم برموز المشاعر بسبب الرسائل الإلكترونية التي كان يتلقاها من الطلاب الذين يستعملون دوماً الوجوه المبتسمة (وفق التركيبة الصحيحة): «تلقيتُ عدداً كبيراً من الرسائل الإلكترونية من الطلاب حيث يكتبون مثلاً: «مرحباً أوين، هل يمكن أن أمدد المهلة لتقديم الفرض؟». ثم يوقّعون ذلك الطلب بوجه مبتسم.

كان يجب أن يستعملوا الرموز بالترتيب الصحيح وإلا ما كان تشيرشز ليفهم الرسالة.

back to top