جورج سوروس: اليونان عاجزة عن سداد ديونها

نشر في 09-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-10-2013 | 00:01
No Image Caption
هل يجب مسامحة اليونان في جزء من دينها؟ يعتبر جورج سوروس أن هذا أمر ضروري وإلا فلن يتعافى البلد مطلقًا. كذلك يحذر هذا المستثمر الثري من بروز الأحزاب المتطرفة، إن لم تبدّل ألمانيا سياساتها تجاه أوروبا.
دعا المستثمر الأميركي الغني عن التعريف جورج سوروس إلى عملية تخفيف شاملة لديون اليونان. ذكر في مقابلة مع «شبيغل»: «يدرك الجميع أن اليونان لن تتمكن يومًا من سداد دينها». فقد اقترب البلد من تحقيق فائض أولي في الموازنة بعد معاناة طويلة، وفق سوروس، الذي أرغمت مضاربته ضد الجنيه الإسترليني المملكة المتحدة إلى الانسحاب من آلية سعر الصرف عام 1992.

يتابع سوروس موضحًا: «إذا قرر القطاع الرسمي التخلي عن المطالبة بالسداد ما دامت اليونان تلتزم بالشروط التي فرضتها الترويكا (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الأوروبي، والمفوضية الأوروبية)، وهكذا تُعاد رؤوس الأموال الخاصة وتستعيد اليونان عافيتها بسرعة. أستطيع أن أؤكد من خبرتي الشخصية أن المستثمرين سيتدفقون إلى اليونان ما إن تتخلَّص من الدين المسلَّط على رقبتها».

على نحو مماثل، دعا رئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس أخيرًا إلى جولة جديدة من تخفيف الديون المفروضة على بلده. ويعلّق على الموضوع قائلاً: {المهم في رأيي ألا نرجئ الحل طويلاً}. لكن الحكومة الألمانية خصوصًا ترفض خفض دين الحكومة اليونانية. فجلّ ما ترضى به مناقشة خفض معدلات الفائدة وإطالة تاريخ استحقاق القروض. إلا أن خبراء اقتصاد كثيرين يؤكدون أن الخطوتين غير كافيتين لحل المشكلة.

علاوة على ذلك، أشار كلاوس ريغلينغ، مدير صندوق الإنقاذ الدائم {الآلية الأوروبية للاستقرار}، إلى أن عمليات خفض الدين ممنوعة بموجب قواعد هذه الآلية. ويعود الجزء الأكبر من دين اليونان إلى مؤسسات عامة، مثل صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الأوروبي، ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وإذا خُفضت الديون، فستقع كلفة ذلك على عاتق دافعي الضرائب.

الحل في يد القيادة

يقرّ سوروس بهذه المشكلة: {لا يستطيع القطاع الرسمي خفض ديونه لأنه بذلك ينتهك عددًا من المحظورات، خصوصًا البنك المركزي الأوروبي}. ولكن من الممكن تخطي هذه المسائل بدعم من القيادة الألمانية.

يوضح سوروس أن ألمانيا البلد الوحيد الذي يدرك كيفية إنجاح هذه المقاربة. ويتابع: {حري بها أن تتذكر أنها استفادت ثلاث مرات من خفض الديون: مع خطة داوز، خطة يونغ، وضمن إطار خطة مارشال}.

في المقابل، أدى الإصرار الفرنسي على دفع تعويضات الحرب العالمية الأولى إلى ظهور أدولف هتلر والنازيين: {وينتمي حزب الفجر الذهبي في اليونان إلى الفئة ذاتها}.

إذا لم تبدّل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سياساتها نحو أوروبا، حسبما يذكر سوروس، فسيكون انتصارها في انتخابات الشهر الماضي {انتصارًا باهظ الثمن}. يضيف: {لا يُعتبر الوضع الناجم عن هذه الأزمة مقبولاً أو مستقرًّا... لا شك في أن الوضع الراهن لا يعود إلى مؤامرة ألمانية شريرة. إلا أن الألمان لا يستطيعون التهرّب من المسؤوليات والواجبات التي ترافق هذا الدور. يجب أن تضطلع ألمانيا بدور دولة مهيمنة مسالمة. وهكذا تفوز بامتنان الدول الأخرى التي تخضع لها اليوم، تمامًا كما نالت الولايات المتحدة دعم أوروبا الدائم بفضل خطة مارشال}. ثم يحذِّر من أن إخفاق ألمانيا في اتخاذ خطوات مماثلة سيؤدي في النهاية إلى تفكك الاتحاد الأوروبي وانهياره.

يقول سوروس: {مرَّت أمم كثيرة بالمآسي ونجت. لكن الاتحاد الأوروبي ليس أمة، بل تجمّع غير مكتمل يضم دولاً ذات سيادة، تجمّع لن يستطيع الصمود في وجه عقد أو أكثر من الركود. ولا شك في أن هذا الأمر لا يخدم مصالح ألمانيا، خصوصًا أن أوروبا ستتقهقر إلى وضع أكثر سوءًا مما كانت عليه قبل الاتحاد الأوروبي}.

لكن سوروس، الذي يُعتبر أحد أغنى أثرياء العالم مع ثروة تُقدَّر بنحو 20 مليار دولار، يبدو أكثر تفاؤلاً بشأن الأزمة السياسية الراهنة في واشنطن. يذكر: {تشكّل عرقلة الحكومة وخطر التخلف عن الدفع مسرحية سياسية معقدة. إلا أن أسواقها تستطيع توقع النتيجة} لا تخلّف ولا هزيمة للمتطرفين في الحزب الجمهوري. ولكن للتغييرات في سياسة الولايات المتحدة المالية تأثيرات واسعة في العالم النامي}.

back to top