العقل الذكوري وراء حركة «فيمن» النسائية: لست مُستبداً

نشر في 07-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-10-2013 | 00:01
يُقال إن الأوكراني فيكتور سفياتسكي (36 عاماً) هو العقل المدبر وراء حركة {فيمن} النسائية المثيرة للجدل. يختبئ منذ أسابيع. لكن عشية هربه، أجرى مقابلة مع صحيفة {شبيغل} حيث أنكر أنه يؤدي دوراً سلبياً داخل الحركة واتهم الحكومة الروسية بمضايقته.
لماذا هربت من أوكرانيا؟

تعرضتُ للضرب مرتين على يد معتدين مجهولين، ثم زرعت الشرطة في نهاية شهر أغسطس أسلحة في مكتب حركة «فيمن» في كييف فضلاً عن منشورات محورها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والبطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية... لذا فضّلتُ الاختباء وقررت طلب اللجوء في أحد بلدان أوروبا الغربية.

من يقف وراء الاعتداءات عليك وعلى حركة {فيمن}؟

أعتبر الأمر عملاً انتقامياً من أجهزة الاستخبارات الروسية. خلال مؤتمر هانوفر في شهر أبريل، سارعت الناشطات في حركة {فيمن} نحو بوتين وكنّ عاريات الصدر كالعادة. عُلم بعد ذلك أنه استمتع بالاحتجاج ولكنه شعر بالغضب بسبب الإذلال العلني.

ما علاقة ذلك بأوكرانيا، منشأ الحركة؟

هذا البلد معقل لبوتين.

كيف يمكن إذاً أن يقول الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إنه يريد تقريب بلده من أوروبا، ما يعني إبعاده عن روسيا؟

إنه ادعاء ظاهري. نحن عبارة عن دولة تابعة يسيطر عليها الكرملين حيث تنشط أجهزة الاستخبارات الروسية من دون رادع.

تعرضتَ شخصياً للنقد بسبب فيلم وثائقي عن حركة {فيمن}. يُقال إنك سيطرتَ على الحركة النسائية بأسلوب ذكوري وبصفتك العقل الإيديولوجي وراء الجماعة.

جاءت المخرجة كيتي غرين من أستراليا. خططنا معاً لجعل فيلمها أكثر إثارة للاهتمام. قالت لي كيتي: {فيكتور، في الفيلم أنت المستبد والفتيات يَخَفْن منك}. في النهاية، ستتحرر الفتيات مني. هكذا صُورت نهاية الفيلم أيضاً. لكني لست سيئاً بقدر شخصيتي في هذه القصة.

لكنك الرجل النافذ الذي يقف وراء حركة {فيمن}، فقد اخترتَ حتى الآن النساء المشاركات وخططت للتحركات.

لطالما فعلتُ ذلك مع مؤسسي {فيمن} الثلاثة وثمة تنسيق عال بيننا. هم يعرفونني منذ سنوات من بلدتي الأم خملنيتسكي. «فيمن» هي وليدة جهود جماعية. أنا لست مستبداً.

ثمة اتهامات أخرى ضد الحركة: يُقال إنك تعاونت مع الحكومة الأوكرانية. دعا رئيس الإدارة الرئاسية النساء من حركة {فيمن} إلى الحضور كضيفات في برنامج حواري للتعبير عن قضيتهن.

ربما حصلت تلك الدعوة وربما أُعجب رئيس الإدارة باحتجاجاتنا. لكن ما من اتفاق مسبق. لم يسبق أن اشترانا أحد. نحن نستغل كل فرصة للظهور في وسائل الإعلام. لا نستطيع التحكم بهوية من يدعونا أو سبب دعوتنا مثلما لا نستطيع التحكم بالطقس.

لماذا لم تتواصل حركة {فيمن} مع زعيمة المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو؟

ما الداعي لذلك؟ لمجرد أنها امرأة؟ خلال وجود تيموشينكو في السلطة، كانت أشبه برجل يرتدي تنورة. يعتبرها معظم الأوكرانيين سيئة بقدر الرئيس الراهن يانوكوفيتش. حين كانت تملك السلطة، بقي الفساد مستفحلاً بقدر اليوم. لكن يظن الغرب أنها شهيدة لمجرد أنها تقبع في السجن.

لماذا تبدو حركة {فيمن} مشهورة في الغرب أكثر من أوكرانيا؟

لأن معظم الناس هنا لا يهتمون بالسياسة. لقد ابتكرنا نهجاً عالمياً يعكس حركة نسائية جديدة. إنها حركة مهمة بقدر معركة نيلسون مانديلا ضد التمييز العنصري.

ماذا تعني بحركة نسائية جديدة؟

كانت الحركات النسائية القديمة تعني أن ترتدي المرأة سترة رمادية وتترك الشعر ينمو تحت إبطها. أرادت أن تشبه الرجل بهذه الطريقة. لكن وفق شعار الحركة النسائية الجديدة: اختلاف المرأة عن الرجل أمر إيجابي. المرأة جميلة، لذا تظهر نساء حركة {فيمن} عاريات الصدر في الشوارع. لا يمكن أن نحقق المساواة إلا من خلال التميّز عن الآخرين.

لكن ها قد هربت جميع مؤسِّسات الحركة من أوكرانيا، فكيف يمكن أن تتابع الحركة مسارها؟

يقع المقر الجديد في باريس. انطلاقاً من هناك، سيتم تجنيد فتيات {فيمن} من جميع أنحاء العالم. {فيمن} أشبه بالفيلق الأجنبي لأنها تستطيع استهداف أي مكان. في أوكرانيا، سترسل {فيمن} النساء الأجنبيات اللواتي سيتمتعن بحماية أفضل بفضل جوازات سفرهن.

هل ما زلت جزءاً من حركة {فيمن}؟

لا. سبق وقدّمتُ كل ما بوسعي. وسبق وهزّت حركة {فيمن} مجتمعاً ذكورياً صغيراً، وأنا على رأسه. ستتابع النساء المعركة الآن ضد المجتمع الذكوري الكبير.

back to top