مسلمات أساسية في تأديب الأبناء

نشر في 17-09-2011
آخر تحديث 17-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 نوال أحمد الصالح كثيرا ما تشتكي الأمهات من صعوبة إيجاد أسلوب عقاب جيد لردع سلوكيات أطفالهن المزعجة والمؤذية في معظم الأوقات، وغالبا ما يُطرح عليّ سؤال هو: هل باعتقادك أن الطفل يجب ألا يعاقب بالضرب؟ فكيف يمكن السيطرة على الطفل المؤذي الذي يتعمد أذية الأطفال من حوله بضربهم وأخذ ممتلكاتهم الشخصية؟ وهل باعتقادك أن الطفل المؤذي منذ فترة طويلة يمكن أن يعدل عن سلوكه إذا ما تعاملنا معه بطريقة محترمة؟

لتكون لإجابتي مصداقية يجب علينا أولا أن نعرف بعض المسلمات التي تساعدنا على فهم سلوكيات أبنائنا والتعامل معها ومن أهمها أن مشاعر الطفل والمراهق هي التي تسير سلوكهما وحالما عرفنا الأسباب الحقيقية وراء مشاعرهما سواء كان غضبا أو غيرة أو الشعور بالظلم أو الحيرة فسهل علينا تغيير سلوكهما، فالطفل والمراهق غالبا ما تكون مشاعرهما هي المحرك الأساسي لسلوكياتهما خاصة في وقت الغضب، كما أن هناك مسلمة أخرى تقول إن الطفل والمراهق وقت الغضب لا يمكنهما تلقي أي نصيحة أو وعيد، فعقلاهما وقت الشعور بالغضب غير قادرين على استقبال أي معلومة أو نصيحة، وبالتالي لن ينفعنا أي أسلوب توبيخ أو تهديد في حالة هيجانهما وشعورهما بالغضب، ووجب علينا أن نعطيهما الفرصة لكي يهدآ، ومن ثم نبدأ معهما رحلة التأديب، أما بالنسبة إلى أساليب العقاب المختلفة فيقول د.إروين هايمان إن كل هذه الممارسات التأديبية من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي وخطير في نفسية الطفل على المدى البعيد، وبالتالي وجب علينا اختيار أسلوب العقاب المناسب للسلوك المزعج المتوقع وأن تكون شدته مناسبة لمدى خطورة السلوك المزعج الصادر من الطفل والمراهق، كما يجب علينا الوضع في الحسبان سن الطفل وجنسه قبل القيام بأي عملية توبيخ أو تأديب.

أما المسلمة الأخيرة فهي أن الطفل بالذات يحتاج فترة زمنية قد تصل إلى شهر لتعلم الأسلوب المقبول المطلوب منه، وكذلك المراهق الذي قد يحتاج إلى مدة زمنية لتعلم السلوك المرغوب منه، لذلك يجب علينا كأولياء أمور ومعلمين ألا نتوقع منهما تغيير سلوكهما في الحال.

أما الإجابة عن الشق الأول من السؤال فهي أنه يجب إيقافه ونهيه ومن ثم إعادة توجيهه، ولن يتم ذلك بعملية الضرب لأنه لا يحتاج إلى دليل آخر يثبت له وجهة نظره بأنه يمكن للشخص الكبير القوي أن يؤذي شخصا صغيرا وضعيفا، بل يجب علينا كآباء ومصلحين أن نستخدم أساليبنا القوية في الإقناع وليس في الألم الذي يسببه العقاب.

مخلص القول:

"إذا كنا نرغب أن نعلم أطفالنا الرحمة، فعلينا أن نستخدم طرقا رحيمة للتعامل معهم". أديل فابر.

back to top