تدليك القدمين... علاج ذاتي بلا عواقب

نشر في 30-08-2011 | 22:02
آخر تحديث 30-08-2011 | 22:02
 في السنوات العشر الأخيرة تزايد اهتمامنا «بالطب المكمّل» والطب الطبيعي، والطب الصيني (الوخز بالإبر) والطب التجانسي Homeopathie ومعالجة العظام بالتدليك Ostheopathie. أما الآن، فقد زاد شغف العالم بعلم الرفلكسولوجيا (أو ردات الفعل الانعكاسية) نتيجة اهتمام وسائل الإعلام به.

هذا العلم علاج طبيعي يرتكز على العلاقات القائمة بين مناطق معينة من الجسم وأخرى محددة على اليدين والقدمين. بمعنى آخر، عند تدليك مناطق معينة من القدمين، نحصل على ردات فعل من شأنها معالجة أعضاء أخرى من الجسم.

في كتاب «العلاج بتدليك القدمين» الصادر عن «دار الفراشة» في بيروت معلومات وافية حول هذا الموضوع، اطلعوا على بعضها.

العلاج بتدليك القدمين طريقة شرقية الأصل عمرها آلاف السنين، ترقى الى العهد الذي عرف فيه علم الوخز بالإبر. وهي تؤدي الى استرخاء الجسم والفكر وإحداث التناغم بينهما، كذلك تنبّههما وتنشّطهما.

يعتقد اختصاصيو الرفلكسولوجيا بأن اليد والقدم تعكسان صحة الإنسان. ألم يقل الصينيون: «تأتي الابتسامة من القدم؟»، مؤكدين بهذا القول أن صحة الإنسان عموماً ترتبط بصحة قدميه». فالرفلكسولوجيا هي الطريقة العلاجية المثالية لغير الملمّ بالطب لأنها تقنية موثوق بها، سهلة الدراسة والتطبيق، ولا تقتضي استعمال أي معدات.

عموماً، الطب «المكمّل» في معظم فروعه يعتبر الإنسان وحدة متكاملة، وتختلف هذه المنهجية العلمية بوضوح عن منهجية الطب المتعارف عليه التي تعالج العوارض المرضية بعزلها عن إطارها العام ومحيطها وطريقة عيش المريض.

يرى الاختصاصيون في الرفلكسولوجيا أن بعض العوامل الثانوية قد تؤثّر جدًّا على الأمراض الأساسية، وإن لم يكن له صلة ظاهرة بها. فالعلاجات المكمّلة تعتبر أن المريض «نظام مفتوح» يتفاعل باستمرار مع البيئة المحيطة به.

لهذه المنهجية ميزة أخرى، وهي أن المريض يستفيد من إصغاء الطبيب المعالج له لمدة طويلة، إذ تدوم الجلسة بمعدلها الوسطي ساعة كاملة يقابلها ربع الساعة التقليدية عند الطبيب المتخصّص بالطب العام.

وعلى رغم أنه لا غنى عن الطب التقليدي لعلاج الأمراض، يتجه عدد متزايد من الناس أكثر فأكثر نحو الطرق العلاجية الطبيعية، ذلك خوفًا من استهلاك الأدوية وخشية من آثارها الجانبية الكثيرة.

لسوء الحظ، يجهل معظم الأطباء حسنات وميزات الطب المكمّل عموماً والرفلكسولوجيا خصوصاً. ويأتي موقفهم المشكك في مثل هذه العلاجات نتيجة قلة الأبحاث عنها وعدم وجود إثباتات على أهميتها. لكننا نلاحظ تطورًا ملموسًا في السنوات الأخيرة في هذا الموضوع، إذ ظهرت عيادات تعالج بالطب الطبيعي داخل المراكز العلاجية التقليدية وصار أطباء كثر يوجّهون مرضاهم إلى رفاقهم الاختصاصيين العاملين فيها، ممّن يعالجون بالوخز بالإبر وبالطب التجانسي Homeopathie وبتدليك العظام.

العلاج بطريقة الرفلكسولوجيا، أي ردات الفعل التلقائية، يساعد في الوصول الى الغاية المنشودة، وهي تحسين الصحة والعافية، ومعالجة العلل العادية، وشفاء الآلام والأوجاع، وأخيرًا القضاء على الضغط النفسي والقلق وضغوطات الحياة اليومية. يُذكر أن هذا الأسلوب العلاجي لا يحل مكان التشخيص والعلاج بالطب التقليدي. فعلم الرفلكسولوجيا لا يشخّص المرض، لكنه يتيح لكم معالجة أنفسكم ومعالجة أصدقائكم من الأوجاع العادية، مثل آلام الشقيقة، الصداع، أوجاع الظهر، الأرق... وهو غير ضار ومناسب للأعمار كافة، ويتيح لكم الشعور بالراحة  والسعادة.

أهمية كبيرة

يدخل الرفلكسولوجيا في إطار الطب المكمّل للطب الكلاسيكي الذي نتداوى به، إذ يساعد الجسم في استعادة توازنه الطبيعي، ويحفز ظروفًا إيجابية تساعد الجسم على معالجة نفسه بنفسه. إنه عنصر فاعل يطلق سير العملية الشفائية.

من ناحية أخرى، إذا سلمنا بأن 75 بالمئة من المشاكل الصحية مرتبطة بالضغط النفسي، أدركنا أن الرفلكسولوجيا هو الحل لأنه يساعد على الاسترخاء العميق والراحة الجسدية والنفسية، ويساهم كثيرًا في دورة الشفاء، وفي الوقاية من الأمراض.

ويشكل تدليك الجسم في إطار علاج ما، وسيلة ناجحة وفاعلة تؤثر إيجابًا في الفكر والانفعالات. فنحن نعلم، ومن خلال الاكتشافات المتعلقة بثالوث الأجهزة: النفسية ـ العصبية ـ المناعية، مدى تأثير الأفكار السوداوية السلبي على جهاز المناعة، ما يساهم ولو ثانويًا بظهور الأمراض الجسدية أو النفسية.

أثبت الرفلكسولوجيا فاعليته في معالجة أوجاع كثيرة وتخفيف حدتها. ويُشار إلى أنه علاج غير مؤذٍ ولا تنجم عنه آثار جانبية، وهو يناسب الأولاد مثلما يناسب المسنين.

لكن ذلك لا يعني أبدًا أن الرفلكسولوجيا هو العلاج المعجزة، وعلينا الاعتراف بحدود إمكاناته إذ لا نستطيع بواسطته إيقاف أي علاج بالأدوية أو الامتناع عن إجراء أي جراحة. فالاستعانة بالطب المكمّل لا تنحصر في تطبيق علم الرفلكسولوجيا، بل تفرض الاهتمام الشامل بالصحة الجسدية والنفسية.

عموماً، يقوم مبدأ الطب المكمّل على ضرورة الحفاظ على الصحة بشتى الطرق، كالتغذية أو السيطرة على الضغط النفسي أو اللياقة البدنية، أو كل ما قد يفيد الصحة.

موقف العلماء

يؤكد العلماء باستمرار ألا وجود لإثباتات علمية موضوعية تبرهن فاعلية العلاجات الطبية المكملة وتعطيها رصيدًا طيبًا كافيًا يسمح بمنحها مصداقية طبية. وهم يعتمدون بحكمهم هذا على نتائج الأبحاث التي يجرونها عشوائيًا، من دون أن يعلم المريض ولا الطبيب ماهية الدواء الموضوع تحت الاختبار.

في هذا النوع من الدراسات، يتطوّع فريقان لمتابعة علاج ما. الفريق الأول يعطى دواء فعلي، بينما يعطى الفريق الثاني دواء وهمي، وهو عبارة عن دواء من دون أي فاعلية علاجية. فهذه الطريقة تسمح بتقييم المفعول الحقيقي لدواء ما أو طريقة علاجية ما.

بنتيجة هذا الاختبار، أظهر عدد غير قليل من الفريق الذي تناول الدواء الوهمي تحسنًا لمجرد اقتناعه بأنه يأخذ فعليًا الدواء الشافي. يذكر أن الأطباء المعالجين أنفسهم لم يعرفوا طبيعة الدواء المستعمل.

بعد أن أُخضع الرفلكسولوجيا لاختبارات سريرية واضحة، تبين أن لهذا العلاج دورًا في تسهيل الدورة الدموية واللمفاوية. فلوحظ أن عدداً من المرضى الخاضعين لعلاج طبي يرافقه علاج الرفلكسولوجيا تحسّن بشكل ملموس، ما دفع الطبيب المعالج الى تخفيض جرعة الدواء والاستغناء عنها كليًا أحياناً. لكن ما يجدر توضيحه أن تلك الاختبارات تبقى هامشية. وكي يحظى الرفلكسولوجيا بمصداقية طبية يجب أن يخضع لدراسات معمّقة أخرى.

آليّة

علمياً، يُعتقد بأن تنشيط النقاط الخاصة بالرفلكسولوجيا يدفع الدماغ الى إفراز مواد طبيعية مسكّنة ومهدّئة ترخي في الوقت عينه التوتر العضلي، ما يسهل جريان الدورة الدموية واللمفاوية والطاقة بشكل أفضل. على غرار الوخز بالإبر، يُنصح بالرفلكسولوجيا كعلاج وقائي يحافظ على الصحة الجسدية والنفسية. فهو يساعد في تقوية الجهاز المناعي فيجنّب الجسم الإصابة بالأمراض. والواقع أن النتائج الإيجابية تظهر سريعًا عند اعتماد هذا النوع من العلاج، لكن أحيانًا يواجه المرء صعوبة في الشفاء من الاضطرابات، خصوصاً إذا كانت مزمنة لأنها تتطلب عددًا أكبر من الجلسات.

يعتبر الاختصاصيون بعلم الرفلكسولوجيا أن الجسم يشفي نفسه بنفسه. وهدف هذا العلم، معالجة أمراض الإنسان ككل عوضًا عن معالجة الأعراض وحدها. ونستطيع وصفه بأنه علاج مكمّل شامل.

فوائده

الضغط النفسي جزء من حياتنا اليومية، لا يمكننا تفاديه وتصعب السيطرة عليه. كذلك، يدمّر مناعة الجسم ويجعله معرضًا للإصابة بالأمراض. لكن العلاج بالرفلكسولوجيا، الذي يحثّ على الاسترخاء العميق، يوفر حالة من الراحة تساعد الجسم على القيام بردود الفعل المناسبة والإيجابية في مواجهة الاعتداءات الخارجية المتنوّعة.

عادة، يشعر المرء، بعد الانتهاء من الجلسة، بالصحة وبالراحة الجسدية والنفسية.

• الرفلكسولوجيا كتدبير وقائي: ينشّط الرفلكسولوجيا سير العلاج الطبيعي في الجسم، إذ إنه يعيد إلى هذا الأخير التوازن والنظام. فعندما يساعده في تثبيت عمل أعضائه الداخلية يحرّره من الضغوطات كافة التي هي مصدر الاختلال، والعوامل المؤدية إلى الإصابة بالأمراض.

• الدورة الدموية: يحسّن العلاج بالرفلكسولوجيا الدورة الدموية في الجسم كله، ما يتيح للخلايا الحصول على نسبة أفضل من الأوكسيجين والعناصر الغذائية.

• إزالة السموم: يحث العلاج بالرفلكسولوجيا أعضاء الجسم مثل الكبد والقولون والجلد والرئتين على القيام بوظائفها العضوية الأساسية، ألا وهي تحرير الجسم من سمومه الداخلية.

• الطاقة الحيوية: تؤدي جلسة الرفلكسولوجيا إلى مدّ الجسم بالحيوية والطاقة لمجابهة حالات التعب المزمن كافة والكسل.

• الاضطرابات النفسية: يزيل العلاج بالرفلكسولوجيا الأحاسيس السلبية كافة، فمن المؤكد أن كثيراً من الأمراض الجسدية جاء نتيجة أحاسيس نفسية سلبية أو مكبوتة تقف حاجزًا أمام جريان الطاقة الحيوية. ففي نظر خبراء الرفلكسولوجيا يتحرر الجسم من هذه الأحاسيس السلبية بواسطة تمسيد المناطق الانعكاسية المرتبطة بها. فتحدث تغيرات نفسية تساعد الجسم في استعادة توازنه عضوياً وفكرياً.

• الصفاء الذهني: تؤثر الرفلكسولوجيا بشكل غير مباشر على الحالة الفكرية، فتجلي الأفكار وتزيد القدرة على التركيز والانتباه.

10 تقنيّات لاسترخاء القدمين

1 - تحريك القدم دائرياً: أسند كعب القدم بيدك واجعل القدم تدور بواسطة اليد الأخرى، خمس مرات باتجاه عقارب الساعة وخمس مرّات بالاتجاه المعاكس، ذلك لتحمية المفاصل والقدم.

2 - تمسيد باعث على الاسترخاء: إجعل يديك تنزلقان بثبات وبشكل متقطع على الجزء الأعلى من القدم، ثم على الجزء السفلي وجانبيها. دلّك بعد ذلك بالطريقة ذاتها القسم الأدنى للساق وحول العركوب أي الكاحل. كرّر هذه الحركات مرات عدة، فهي تسمح بزيادة سيلان الدم وبترخية القدم وتحميتها، قبل التدليك الخاص بالرفلكسولوجيا.

3 - تدليك مشط القدم: أمسك القدم التي تريد معالجتها بيديك. ضع الإبهمين على جهة أعلى أخمص القدم، واجعلهما ينزلقان من الوسط نحو الطرفين. عد بعد ذلك الى نقطة الانطلاق. كرّر الحركة وأنت تهبط بإبهاميك تدريجًا نحو الكعب. في المرحلة الثانية، أسند طرف القدم بيدك بينما تضغط بقبضتك على الجزء الأعلى من أخمص القدم. دلّك هذا الجزء عبر القيام بحركات دائرية خفيفة، ثم كرّر الحركة وإبهامك ينزلق تدريجًا نحو كعب القدم. هذه التقنية تسمح بتليين أنسجة أخمص القدم وبتنشيط مجمل مناطق التدليك.

4 - تمسيد الخط الوسطي بالإبهامين: أمسك بالقدم واضعًا إبهاميك على باطنها، واترك أصابعك على الجهة الخارجية منها كما في السابق. قم بحركة من الأعلى إلى الأسفل والعكس بالعكس على الخط الوسطي من باطن القدم وأنت تبتعد قليلاً نحو الجانبين الخارجيين منها. دلّك بعد ذلك الباطن بحركات دائرية صغيرة بواسطة إبهاميك، على أن يدلّك الإبهام الأيمن باتجاه عقارب الساعة والإبهام الأيسر بالاتجاه المعاكس، انطلاقًا من العقب وصولاً إلى أصابع القدم.

5 - مدّ القدم: أمسك القدم بيديك عبر بسط الجزء اللحيم من إبهاميك على أخمصها، ثم أبعدهما عن بعضهما باتجاه الطرفين كما لو كنت تحاول فتح القدم. أعد بعد ذلك إبهاميك إلى أخمص القدم. قم بذلك وفقًا لحركة متناوبة، أي أنه يجب أن يتحرّك الإبهامان من قاعدة أصابع القدم نحو الكعب، ثم من الكعب نحو الأصابع. حاول أن تتحسس جيدًا أخمص القدم بأكمله.

6 - تدويب متناوب للراحتين: ضع كعب كل واحدة من راحتي يديك على الجزء الأعلى من العرقوبين أي الكاحلين. إضغط بالتناوب براحتي يديك على العرقوب، كي يتحرك طرف القدم من اليمين إلى اليسار والعكس بالعكس في حركة ذهاب وإياب سريعة للغاية.

7 - ضغط على القدم ومطّها: ضع يدك مفتوحة على طرف القدم الداخلي، واليد الأخرى مفتوحة على الطرف الخارجي. شدّ بيدك أحد الطرفين نحوك، واضغط باليد الأخرى في الاتجاه المعاكس، والعكس بالعكس. إبدأ بالقيام بهذه الحركة بوتيرة بطيئة إلى أن ترتخي القدم كلها، خصوصًا منطقة العمود الفقري، ثمّ سرّع حركاتك تدريجًا بغية تحمية القدم بأكملها.

8 - مطّ إصبع القدم وتحريكها دائرياً: أسند بإحدى اليدين القدم فيما يمسك إبهام وسبابة يدك الأخرى بأحد أصابع القدم. مطّ هذا الإصبع برفق ثم حرّكه دائريًا، أولاً باتجاه عقارب الساعة ثم بالاتجاه الآخر. كرّر هذه الحركة مع كل واحد من أصابع القدمين. هذه التقنية ستزيد مرونة أصابع القدم وتحضّرك لتدليك المناطق الرفلكسية الخاصة بالعنق والرأس والكتفين.

9 - إرخاء القدم والساق: أسند كعب القدم الموضوعة في باطن يدك، ثمّ حرِّك القدم بسرعة من اليمين إلى اليسار كي يشعر المريض بارتجاجات في مجمل القدم والساق. بعد ذلك أرجع جسمك إلى الوراء حتى تمطّ القدم برفق باتجاهك أنت، ثم ارجع ببطء إلى الوضعية الأولى.

10 - الاسترخاء التنفّسي: الضفيرة الشمسية متواجدة في المنطقة الأساسية التي تتخزّن فيها الضغوط النفسية والتوتّرات. لذا، قبل البدء بجلسة الرفلكسولوجيا، ينبغي العمل على أن تسترخي هذه المنطقة بأكملها وذلك بالضغط المستمرّ على نقطة التدليك الخاصة بها. وينبغي أن تطلب من المريض أن يتنفّس بعمق وهدوء أثناء التدليك. عيّن موضع الضفيرة الشمسية عبر وضع يد فوق الجزء الأعلى للقدم التي ستشدّ عليها برفق، بهذه الطريقة، سيظهر تجويف على باطن القدم أي أخمصها، وهو يقع تقريبًا في وسط خط الحجاب الحاجز. تلك هي نقطة تدليك الضفيرة الشمسيّة. أترك القدم، لكن إبق إبهامك على موضع نقطة تدليك الضفيرة الشمسيّة. ثمّ إفعل الشيء ذاته في القدم الأخرى. أمسك القدم اليسرى بيدك اليمنى والقدم اليمنى بيدك اليسرى، على الإبهامين أن يضغطا على منطقة الضفيرة الشمسية وعلى الأصابع أن تكون على الجزء الأعلى من القدم. إضغط برفق تدريجًا لبضع ثوانٍ على نقطة التدليك واطلب في هذه الأثناء من المريض أن يزفر ما في صدره من هواء ببطء وبعمق. بعدئذ أرخ الضغط ليستنشق المريض الهواء، شرط أن تبقى يداك في مكانهما على القدمين. كرّر هذا التدليك مرّات عدة منسّقًا بين استنشاق الهواء والضغط على منطقة التدليك الخاصة.

أمراض وعلاجات

هذه العلاجات الطبيعية المختلفة فاعلة لمعظم المشاكل الصحية اليومية، ما يجنّبك تناول أدوية تسبب لك أعراضًا جانبية. لكن، قبل اعتماد المداواة الذاتية، يستحسن أن تطلب النصح من مدلّك مجاز أو معالج خبير بالرفلكسولوجيا. في الواقع، عليك أن تعرف أن لتأجيل التشخيص الطبي أو العلاج الطبيّ عواقب وخيمة على تطوّر المرض وشفائه.

سيُطلب منك معالجة منطقة أو مناطق عدّة محدّدة بالتدليك بحسب المرض الذي تعاني منه. يُنصح بتدليك هذه النقاط بعد جلسة رفلكسولوجيا شاملة عولج فيها باطن القدم كله لتجهيز الجسم وتنشيط الدورة الدموية وتحريك طاقات الجسم. إذا كنت تفتقر إلى الوقت، ركّز على هذه المناطق بمعدل دقيقتين من التنشيط لكل نقطة تدليك. في معظم الحالات، ينصح بتدليك هذه المناطق كل يومين تقريبًا، إذا كان المرض حادًا، ومن مرة إلى مرتين أسبوعيًا إذا كان مزمنًا.

يعطي الرفلكسولوجيا وحده نتائج ممتازة، وأحيانًا مدهشة فهو يستطيع تخفيف الألم، وإزالة الضغط النفسي وتخفيف عوارض مرض ما أو إزالتها نهائيًا. لكن تستطيع إذا أردت اللجوء أيضًا إلى علاجات طبيعية أخرى كالنباتات الطبية والعلاج بالزيوت العطرية أو الطبّ التجانسيّ Homeopathie، كعلاجات مكمّلة للرفلكسولوجيا، تزيد فاعليته وقدرته الشفائية.

• السعال: عارض مرضي أكثر منه داء، فهو يشير إلى مشاكل صحية مختلفة مثل التهاب الجيوب الأنفية، التهاب البلعوم، التهاب الشعب الهوائية، التهاب الرئة أو الرّشح. ينتج السعال الجاف من وجود مخاط في قاع الحلق أو نتيجة تهيّج عصبيّ يصيب الحلق، بينما يتأتّى السعال المصحوب بإفرازات مخاطية (بلغم) عن التهاب الشعب الرئوية إثر التهاب أو حساسيّة.

العلاج بالرفلكسولوجيا يكون عبر تنشيط المناطق الأساسية أي تدليك النقاط الخاصة بالحلق والرئتين والعنق.

• التهاب الجيوب الأنفية Sinusite: يحدث التهاب الجيوب في تجويفات في الجمجمة قد تلتهب وتفرز مخاطًا، ما يسبّب أوجاعًا وآلام رأس ودموعًا في العينين واحتقانًا في مجاري التصريف الأنفية.

العلاج بالرفلكسولوجيا يكون عبر تنشيط الرفلكسية الخاصة بالجيوب الأنفية وتلك الخاصة بالرأس والعنق. كذلك عبر تدليك مناطق ثانوية كالغدد اللمفاوية والجهاز اللمفاوي والعينين والغدتين الكظريتين.

• تعب العين: يتأتى عموماً عن الضغط النفسي والإفراط في العمل، أو الجلوس مطوّلا أمام شاشة الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو أو عن التلوّث. وهو يسبّب ضغطًا أو ألمًا في العينين، أو اضطرابًا في الرؤية، يرافقه صداع أو إحساس بالضغط حول العينين وصعوبة في التركيز.

يتم علاج تعب العين عبر تنشيط الرفلكسية الخاصة بالعينين، أو تدليك مناطق ثانوية كتدليك الرفلكسية الخاصة بالرأس والعنق.

• ارتفاع ضغط الدم: يعرّف بأنه ضغط الدم على جدران الأوردة. وعندما يكون ضغط الدم مرتفعًا، يتخطى الضغط على الأوردة الحد الطبيعي.

لارتفاع ضغط الدم أسباب كثيرة جدًا مثل الضغط النفسي، البدانة، العوامل الوراثية، مرض السكري، مرض في الكلية، الحمل، اضطراب في الغدد. أما أعراضه فتكون غالباً صداعاً في الرأس، ودواراً وطنيناً في الأذنين. أما علاجه فيكون عبر تدليك الرفلكسية الخاصة بالقلب والضفيرة الشمسيّة والكليتين والغدتين الكظريتين ومنطقة الرأس.

• عسر الهضم: يتجلى عسر الهضم بانزعاج في أعلى البطن بعد أن نتناول الطعام بكثرة أو بسرعة، أو إذا تناولنا طعامًا دسمًا جدًا. وهو يترافق غالبًا وسلسلة توعّكات مثل الغثيان والحرقة في المعدة، والتجشؤ بكثرة ومغص مصحوب بغازات ونفخة. سبب عسر الهضم غالبًا النظام الغذائي السيئ وغير المتوازن والضغط النفسي والقلق. لكنه قد يشير أيضًا إلى إصابات مرضية أخرى كقرحة المعدة والمعي الإثني عشري.

يكمن العلاج في تدليك الرفلكسية الخاصة بالمعدة والكبد والمرارة، وفي تدليك المناطق الثانوية كالرفلكسية الخاصة بالبطن والأمعاء والضفيرة الشمسيّة.

• الأرق: هو عدم القدرة على النوم، ويعتبر أحد عوارض الضغط النفسيّ أو التعب الشديد أو الكآبة أو الإفراط في العمل. وهو أيضًا إحدى عواقب الإفراط في تناول الكافيين والكحول والمخدّرات.

يتم العلاج عبر تدليك الرفلكسية الخاصة بالضفيرة الشمسيّة والغدّة النخاميّة، والعمود الفقريّ، ومناطق التدليك الرفلكسيّة الخاصة بالرأس والعنق والغدتين الكظريتين والكليتين.

• الروماتيزم والاعتلال المفصلي: الروماتيزم آلام وتصلّبات عظميّة وعضليّة، وقد تنتج من مرض في المفاصل أو تلي التهابًا فيروسيًا أو تنتج من نقص في الفيتانينات أو من ضغط نفسي أو التهاب في النسيج العضليّ. أما الاعتلال المفصليّ فيصيب عموماً مفصلاً أو مفصلين ويعود الى تفتّت في المفصل أو إلى التهاب.

بالنسبة إلى التهاب المفاصل الروماتيزمي الحاد، فهو مفاصل ملتهبة عدة في الوقت ذاته. ونستطيع التخلّص منه بتدليك الرفلكسية الخاصة بالمفاصل أو بمكان الألم أو بتدليك أجزاء أخرى كالغدتين الكظريتين والكليتين والعمود الفقري ومناطق التدليك الرفلكسية الخاصة بالرأس والعنق.

• اضطرابات في الجهاز التنفسي: يشتمل الجهاز التنفسي على الأعضاء الضرورية للتنفّس فهو يوصل إلى كل خلية في الجسم الأوكسيجين اللازم لها.

يتألف هذا الجهاز من الأنف والفم، والحلق والحنجرة، والقصبة الهوائية، فالشعب الرئوية وأخيرًا الرئة. أما المجاري الهوائية فهي الأنف والفم والحنجرة والقصبة الهوائية والشعب الرئوية. لكن في هذه المجاري الهوائية لا يحصل أي تبادل غازي. فهذه المجاري التنفسية توصل الهواء وترطبه وتدفئه فحسب، فالهواء الذي نتنشّقه من الأنف أو الفم يمر بالحنجرة قالقصبة التي تتفرع إلى شعبتين هوائيتين توصلانه الى الرئتين. وكل شعبة هوائية تتفرّع إلى أنابيب صغيرة الحجم تسمى بشعيبات. وهي تعمل على إيصال الهواء إلى حويصلات رئوية. وهي عبارة عن أكياس رقيقة، تكثر فيها الشعيرات الدموية وهنا يتم التبادل الغازي وفي هذه الحويصلات يعبر الأوكسيجين إلى الدورة الدموية حيث يتخلص الدم من ثاني أوكسيد الكربون والرواسب الناتجة من التحولات الغذائية. تقع الرئتان على يمين التجويف الصدري ويساره، تحميهما الضلوع والحجاب الحاجز، وهو عضلة قوية تسمح بالتنفس. تقع مناطق التدليك الرفلكسية الخاصة بالأنف والحلق من أعلى إبهام القدم حتى التقائه بالقدم. وتقع المنطقة الرفلكسية الخاصة بالقصبة الهوائية أمام المنطقة السابقة على طول الإبهام. أما المنطقة الرفلكسية الخاصة بالرئتين فهي فوق خط الحجاب الحاجز وتحت وسيدات القدمين. أما المنطقة الرفلكسية الخاصة بالحنجرة، فهي موجودة على مفصل إبهام القدم، في ما بينه وبين الإصبع الثاني. ويمكننا القول إن المناطق الرفلكسية الخاصة بالجهاز التنفسي موجودة على القدمين اليمنى واليسرى.

• النشاط الزائد لدى الأطفال: النشاط الزائد مشكلة نجدها أكثر فأكثر لدى الأطفال. فهؤلاء لديهم حيوية فائضة وحركة دائمة يرافقها نقص في التركيز ونوبات غضب منتظمة. هذه الاضطرابات تظهر عمومًا لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن الأربع سنوات، لكنها قد تبقى أحيانًا غير ملحوظة حتى الدخول الى المدرسة. تكثر الآراء المتعلّقة بأسباب هذه المشكلة. يتم علاجها بتدليك الرفلكسية الخاصة بالرأس والعنق والضفيرة الشمسيّة، وتلك الخاصة بالغدتين الكظريتين والغدة الدرقية والعمود الفقري.

back to top