تحيّة من بيروت إلى شاعر اللون إيلي كنعان

نشر في 17-05-2011 | 00:00
آخر تحديث 17-05-2011 | 00:00
يحيي كلّ من إيليان وسابين وسليم كنعان، بالتعاون مع آمال طرابلسي، ذكرى الفنان التشكيلي إيلي كنعان في احتفالية لونية كبيرة بعنوان «الضوء الملوّن»La Lumière colorée، في «فيللا عودة» في الأشرفية ببيروت.

يأتي «الضوء الملوّن» تكريماً لكنعان ومسيرته الفنية التجريدية الكبيرة كواحد من الرعيل الفني الذي ترك بصمة فنية ومفردات تعبيرية مهمة في الجيل الثاني. وقد أدى دوراً فاعلاً على الساحة الفنية التشكيلية.

كنعان أحد روّاد الحركة الفنية التشكيلية في مطالع الستينات أمثال وجيه نحلة، رفيق شرف، عارف الريّس وفوزي القش وغيرهم من التشكيليين الذين اعتُبروا من أبرز المبدعين في الأعمال الفنية المعاصرة.

وُلد إيلي كنعان في بيروت سنة 1926، ومنذ عمر العشرين اشتهرت لوحاته لتميُّزها بألوانها اللافتة، ثم التقى التشكيلي المشاهير مثل الرسام الفرنسي جورج سير المعروف بجرأته اللونية وأسلوبه التكعيبي المتحرر، وكان لذلك أثر في توجّهه نحو دراسة المنظر الطبيعي بالتبسيط والاختصار والتلطيخ اللوني. وقد سمح له ذلك بالمثابرة في عمله، فاستعمل ألواناً مبهرة لكن بطريقة ممتازة...

في عام 1957، ساهم كنعان في تأسيس «جمعية الفنانين» في لبنان مع قيصر الجميّل وسعيد عقل وحليم الحاج وعمر الأنسي ورشيد وهبي وجان خليفة، وتولى مهام شؤونها الداخلية في المرحلة التي ترأسها الجميّل.

وفي عام 1958، فاز كنعان بجائزة اليونيسكو وبمنحة دراسية للدراسة في فرنسا في أكاديمية غراند شويير. في هذه الفترة، ربطته علاقة صداقة مع جاك فيون وإيف أليكس وغيرهما من كبار أسماء الوسط الفني الفرنسي. وفي باريس، أمضى معظم وقته في استوديو حيث رسم لوحات كثيرة.

أمضى كنعان معظم أيامه يرسم ويسافر إلى باريس ونيويورك وساو باولو وبلغراد وموسكو والإسكندرية مستلهماً مشاهده التشكيلية العالمية. وفي عام 1967، فاز بجائزة فاندوم التي كرّست تقدير أوروبا له. وكتب عنه هنري سيريغ، مدير المتاحف الفرنسية: «أن نجاحه في التأليف الأوركسترالي للألوان ليس مردّه التعبيرات الصادرة عن موهبة الفنان فحسب، بل هي نتيجة بحثه الطويل الموجّه دوماً نحو الجمال». وعندما عاد الى بيروت، تنقل بين الجامعة اللبنانية والأكاديمية اللبنانية للفنون حيث علَّم الرسم.

عُرف كنعان بالرسم الدقيق والتطبيق الصائغ وكقائد لأوركسترا الألوان، ففي لوحاته نبضات الحياة والموت والفرح والخوف، وعين مفتوحة ومترقبة للأمل، لا سيما أعماله الأخيرة المستوحاة من الجبل اللبناني. ذلك كلّه أعطى رسومات كنعان الطابع الذي من المستحيل تفسيره. فهي ميزة كأعمال كبار الرسامين، وصالحة لكل زمان ومكان.

تقول الناقدة مهى سلطان: «إيلي كنعان الفنان المخضرم الذي استطاع أن يستخلص من الطبيعة فحوى عناصرها وتجلياتها ومفرداتها، عرف كيف يؤجج اللون ويضرم بالأحمر نيران الحرائق كي يعود ويطفئها بالأسود الفاحم. عرف كيف يرش الأصفر الذهبي للسنابل وينثره على الحقول المسيّجة بالضباب، حتى ليبدو كل شيء في اللوحة مبللاً ومرتعشاً وغامضاً في آن. فالمناخ اللوني المغموس بالنور والزيغ واللبس هي من العناصر الثابتة في لغة الفنان الذي وصل باللون إلى درجة الملموس والمحسوس كالمائع والأثيري والجامد والسائل، في تصويره لمناظر السماء أو ضفاف الشواطئ أو أحضان السهول».

• المعرض مستمر من 17 مايو الى 17 يونيو المقبل.

back to top