الأغـــــــاني أراك عصي الدمع

في الشعر:

هذه ابيات مختارة من قصيدة طويلة شهيرة لابي فراس الحمداني، في البيت الاول تقول كلمة عليك مع كسرة على اللام وسكون على الكاف، مثلما تلفظ بالعامية وذلك مراعاة للوقوف. ثم حين لا تتوقف عند كلمة عليك، تلفظها مع لام فتحة وكاف فتحة، مثلما تقال بالفصحى، وهذا معهود في الغناء في غير اغنية، وتعاد هذه الطريقة مع كلمة الليل في البيت الثالث.

في الشكل:

يلاحظ في الجملة اللحنية المغناة الاولى توقفها عند كلمة عليك على غير معهود القصائد التي تنطبق فيها الجملة اللحنية طولا، على طول بيت الشعر، وحين توالي غناء البيت كله، تمد الجملة اللحنية الى كلمة نعم في اول البيت الثاني حيث تتوقف مرة اخرى ويدخل اللحن في البيت الثالث على مقام العجم لينتهي الى الصبا، وهو ايضا مقام اللازمة عند بدء الصفحة الثانية من الاسطوانة حتى كلمة جوانحي, ويعود اللحن الى مقام البياتي عند قولها: اذا هي اذكتها ويتحرك اللحن تحركا دراماتيكيا عند قولها:

معللتي، فيفتح بابا عريضا الى تصعيد نحو الذروة لاسيما عند وصولها الى قولها: وقالت لقد ازرى بك الدهر بعدنا. ويبدأ الانحسار والتمهيد للختام المحكم عند قولها: بل انت لا الدهر. ويكتمل هذا الختام بتكرارها البيت الاخير من القصيدة.

ملاحظات:

لحنت هذه القصيدة ثلاث مرات فبعد عبده الحمولي لحنها الشيخ ذكريا احمد وغنتها ام كلثوم سنة 1944، لكنها لم تسجل ثم اعاد رياض السنباطي تلحينها فغنتها ام كلثوم يوم الخميس 3 ديسمبر 1964 وستثبت الاغنية في مكانها في هذا الكتاب، مع الابيات التي اضيفت اليها من اصل قصيدة أبي فراس.

ان لحن عبده الحمولي هذا معقد ومتطور، وينم عن فكر تلحيني متقدم ففيه تعرج مقامي في عدد من المواضع، ومفهوم واضح للبنية التي تقتضي التصعيد الى الذروة قبل الختام وهو امر افتقرت اليه بعض من قصائد ابي العلا محمد، التي تتسم بالبساطة. كذلك يتسم غناء ام كلثوم في هذه الاغينة برخامة وبنضج جديدين. وتتضح براعتها الفائقة في قولها كلمة الليل، في البيت الثالث، وفي المرة الثانية على الاخص، ويتعاظم التعبير الشجي، في غنائها تكاد تضئ النار وفي الآه بعد كلمة معللتي. وفي المرة الاخيرة التي تقول فيها: وقالت لقد أزرى بك الدهر.

د. فكتور سحاب

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر

أما للهوى نهي عليك ولا امر

نعم أنا مشتاق وعندي لوعة

ولكن مثلي لا يذاع له سر

إذا الليل اضواني بسطت يد الهوى

وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

تكاد تضئ النار بين جوانحي

إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

معللتي بالوصل والموت دونه

إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر

وقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا

فقلت معاذ الله بل انت لا الدهر

تفاصيل الأغنية

اسم الأغنية: أراك عصي الدمع

المؤلف: أبوفراس الحمداني

الملحن: عبده الحامولي

النوع: قصيدة

ظهورها: اسطوانة أوديون 1928

مقامها: بياتي

إيقاعها: الوحدة الكبيرة

زمنها: 5.35 د.

البحر: الطويل وتفعيلته الأولى فعولن