فردوس عبد الحميد: عشت القهر في حياتي وفني!

نشر في 17-11-2010 | 00:00
آخر تحديث 17-11-2010 | 00:00
«بنت بلد»... في ملامحها إحساس وشجن خفي وحزن تراه من النظرة الأولى، هي خلطة إنسانية من الالتزام والاحترام والعناد. تتعامل مع حياتها بصداقة ومع أحزانها بفهم ومع مشاعرها بحبّ. عدوّها الخوف وصديقتها المحبة وحبيبها الفن. إنها فردوس عبد الحميد محمود، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الكونسرفتوار (تخصص أصوات)، والمولودة في الإسكندرية في 25 فبراير.

أخبرينا عن عائلتك.

أنا اسكندرانية أباً عن جد، والدي عبد الحميد محمود تاجر موبيليا ووالدتي تدعى فاطمة، ولدي شقيقتان: الكبرى ليلى، مهندسة ديكور والصغرى منى خريجة آداب قسم تاريخ وأنا الوسطى بينهما.

تشعرنا حماستك وانفعالك أمام الأحداث السياسية التي يمرّ بها المجتمع بأنك زعيمة

أفضّل أن أكون زعيمة في فني لأن الفن رسالة، ثم إنني أكره المراكز والأعمال الإدارية ولا أطيق الروتين.

هل فكرت في الانضمام إلى حزب سياسي معين؟

عُرض عليّ الانضمام إلى حزب معين والترشح لانتخابات مجلس الشعب فرفضت يقيناً مني بأن الفن وسيلتي الوحيدة لخدمة مجتمعي.

إذا افترضنا وصولك يوماً ما إلى السلطة، فما أول قرار تتخذينه؟ 

احترام النظام، لأن عدم وجوده في حياتنا كارثة، مع ضرورة احترام الوقت وقيمته.

كيف كانت شخصيتك وكيف تطوّرت؟

كنت طالبة عادية من دون تخطيط أو طموحات أو اهتمامات معينة، أي شخصية بلا ملامح، بعد التحاقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية ظهرت شخصيتي الحقيقية التي بقيت غامضة في طفولتي ومراهقتي.

هل أنت من النوع الذي يسهل التفتيش في مشاعره وصور ذكرياته؟  

لا، أحتفظ بخصوصياتي ومشاعري في خزانة لها رقم سري لا يعرفه أحد سواي.

ما كان اسم الدلع وأنت طفلة؟  

«دوسة».

هل كنت سعيدة به؟  

أبداً لأني أعتز بفردوس اسمي الأصلي.

ألهذا السبب أصبحت شخصية جامدة؟ 

لست جامدة في المشاعر، لكني صلبة وقوية ولا أضعف إلا بصعوبة.

كيف كانت طفولتك مع شقيقتيك؟ 

تربينا على مجموعة من القيم والمثل العليا التي احترمناها منذ الصغر، وكان التعاون أبرز سمة في تعاملاتنا مع بعضنا البعض. لم نعرف الأنانية أو حب الذات وكنا نتسامر كل ليلة حول ما حدث لنا طوال اليوم.

كونك الوسطى، هل شعرت بفرق في تعامل أهلك معك؟ 

لا، لأن والديّ كانا يرفعان شعار الديمقراطية والمساواة.

أيهما كنت الأقرب إليه: والدك أم والدتك؟  

والدي، إذ كان يتمتع بعقلية منفتحة ومشاعر متحضرة.

ما المادة التي لم يكن بينك وبينها ودّ في المدرسة؟  

الحساب، ولغاية اليوم أكره لغة الأرقام و{خايبة» جداً في أي تعاقد مادي.

مَن هو صاحب القرارات في حياتك؟  

أنا عاطفية ولا أحسب بعقلي عكس ما يتصوّر الناس.

ماذا بقي من ذكرياتك في الإسكندرية؟

الإسكندرية مدينة مثل الحلم، تمنح المولود فيها الحرية وعشق الحياة بلا حدود، تعلمت منها السماح وطيبة القلب والتفاؤل والإصرار على التحدي.

ما أكثر نصيحة كنت تسمعينها في طفولتك؟ 

عدم الكذب لأن الصدق ينجّي مهما كانت عواقبه.

ما أسوأ عقاب تلقيته في طفولتك؟ 

عندما كان والدي يخاصمني أكثر من يوم.

هل تستفيدين من أخطائك؟  

ليس دائماً.

أخبرينا عن حياتك الزوجية. 

دام زواجي من زميلي الفنان نبيل الحلفاوي خمس سنوات ورزقت منه بابني خالد. عام 1984، تزوجت من المخرج محمد فاضل ولدي ابن إسمه أحمد.

بعد تجربة زواج فاشلة من فنان عدت وارتبطت بفنان آخر، ألم تخشي الفشل ثانيةً؟ 

كل زواج حالة خاصة. لا أؤمن بالقواعد التي قد يتعارف عليها البعض أو يختلف عليها ولا قاعدة تقول إن زواج فنانة من فنان ناجح أو فاشل، فالمشاعر الإنسانية لا تحكمها القواعد الثابتة.

ما أبرز صفات المخرج محمد فاضل؟

زوجي من برج السرطان، وأهم صفاته أنه كتوم جداً، منضبط تماماً، يمارس عمله بفن، وإذا أحب ذاب في حبه...

وصفاتك؟  

برجي الحوت، يتميز بأنه شديد العطاء والحنان والطيبة، لكن إذا شعر بالإهانة والظلم دمّر كل شيء حوله حتى نفسه وتحوّل إلى قنبلة موقوتة.

ما سبب فشل زواجك الأول؟

عدم التوفيق.

وهل اخترت فاضل أم هو الذي اختارك؟  

تسرّب كل منا إلى أعماق الآخر في اللحظة نفسها.

ما أهم سماتك في منزلك؟ 

التنظيم والإشراف على كل كبيرة وصغيرة. أتسوّق بنفسي ما أحتاج إليه من لحوم وخضار وفاكهة. أكره التكلّف لذا أعيش حياة مختلفة عن باقي الفنانين.

هل تهوين السهر؟ 

يبدأ نهاري مع غروب الشمس ويستمرّ حتى الرابعة صباحاً. الليل أكثر راحة بالنسبة إلي من ضوضاء النهار وضجيجه.اعتدت السهر في بيتي لأستمع إلى الموسيقى أو أشاهد فيلماً أو أقرأ كتاباً أو حتى لأختلي بنفسي.

إلى من تدينين بالفضل في حياتك؟

إلى والدي رحمه الله.

صرّحتِ يوماً أنك كأم لا تفضّلين أن يحيا ابنك في زمن القهر، فماذا كنت تقصدين؟ 

أردد هذه العبارة دائماً. أقصد بالقهر أن يُفرض على الشخص رأي أو قانون لا يقتنع به، وأن تُفرض عليه حياة بأكملها لا يرضى عنها.

هل عشت القهر؟  

نعم في حياتي الخاصة وفي فني.

هل نجحت في مقاومته؟  

بالتأكيد، لأن لديّ قناعة بأن أموت ولا أقهر.

ما الأسئلة التي تحيّرك؟ 

لماذا تغير الناس؟ أين الصداقة؟ لماذا صارت حياتنا سلسلة متصلة من المعاناة؟

هل تخافين الغد؟ 

أحرص على تفادي مفاجآته.

عنيدة؟  

جداً.

متى تزور الابتسامة وجهك؟

في بيتي وحين أكون السبب في إسعاد الغير.

ما حجم الحزن في حياتك؟ 

كبير. المشكلة أنني جادة سواء في فرحي أو حزني.

هل أنت محافظة؟ 

أنا مع التقاليد وأهوى الأمور الكلاسيكية التي لها تاريخ وتندرج ضمن ذكرياتي الجميلة.

هل ثمة أحلام مؤجلة لديك؟  

كثيرة جداً.

ألم يكن من بين أحلامك أن تكوني مطربة؟ 

أبداً.

ما الصوت الذي يطربك؟ 

الرائعة فيروز، خصوصاً ألبومها الأخير «إيه فيه أمل».

«تفتكري لسه فيه أمل»؟ 

أكيد وإلا نموت... يستحضرني عنوان أغنية محمد منير «لو بطلنا نحلم ... نموت».

هل تحتفظين في داخلك بشخصية طفلة؟  

طبعاً ولا أستطيع التخلص منها. أعتقد أنها ظاهرة طبيعية تؤمن توازناً مع النفس وتحمي الشخص من أن يتحوّل إلى وحش كاسر يخاصم البراءة.

ما هي هواياتك؟ 

القراءة والموسيقى والسفر.

اختاري عنواناً يعبّر عنك وعن تكوينك وأعماقك؟ 

البركان الهادئ.

على  هامش الحوار

• «أسوأ ميزة فيّ هي المواجهة وعدم إخفاء مشاعري الحقيقية تجاه الغير، وقد أكسبتني أناساً كثيرين وخسّرتني أناساً أكثر».

• «أكره العبارات التي تكرّس عدم الثقة بالآخرين مثل: اتق شر من أحسنت إليه»، في المقابل أحب قيم الخير والعدل والجمال وأبذل جهدي للحصول عليها» .

• «تعلمت من أمي الكبرياء وعزة النفس فقد كانت شخصية في منتهى الطيبة ولديها إحساس إنساني راق على رغم أنها نالت قدراً ضئيلاً من التعليم».

back to top