أعادت مظاهر الحداد والإضراب الشامل، الذي شل الحياة اليومية المعتادة للفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأذهان، مشاهد الإنتفاضة الفلسطينية الأولى في 1987، وذلك بعد مقتل عدي التميمي (22 عاما)، منفذ عملية قتل جندي اسرائيلي قرب مخيم شعفاط بعد 11 يوما من المطاردة.

وبعد أيام من التهديد باقتحام المخيم، هاجم التميمي، مساء أمس الأول، حارسين إسرائيليين في مستوطنة معاليه أدوميم، فأصاب أحدهما بجراح طفيفة في يده، قبل أن يتم إطلاق النار عليه وقتله بعدة رصاصات.

Ad

جاء ذلك، فيما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مقتل الفتى الفلسطيني حمد فادي نوري (16 عاما) متأثرا بجراح أصيب بها الشهر الماضي قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، لترتفع حصيلة قتلى الفلسطينيين على يد اسرائيل منذ بداية العام الحالي إلى 174 (123 في الضفة الغربية و51 في قطاع غزة) بينهم 41 طفلا.

وعم الإضراب مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة، ودعت حركة «فتح» في بيان الفلسطينيين الى هذا الإضراب الشامل «من أجل فارس القدس ومقاتلها» عدي التميمي.

وظهر التميمي في تسجيل فيديو وهو يطلق الرصاص من مسدسه على حراس المستوطنة، بالرغم من كثافة النيران التي كانوا يطلقونها عليه.

في المقابل، «هنأ» رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، قوات الأمن «بقتلها الإرهابي عدي التميمي فيما كان يحاول ارتكاب اعتداء آخر بعد اعتداء شعفاط»، الذي اسفر عن مقتل الجندية نوعا لازار (18 عاما) عند حاجز على مدخل المخيم الذي يحمل الاسم نفسه في القدس الشرقية.

وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية، لاسيما في منطقتي نابلس وجنين وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة، حيث كثّفت قوات الدولة العبرية مداهماتها في أعقاب هجمات دامية ضد أهداف إسرائيلية في مارس وابريل.

في هذه الأثناء، فرق الجيش الإسرائيلي، مسيرة عربية في بلدة دير شرف غربي نابلس بالضفة الغربية المحتلة، منددة باستمرار حصار مدينة نابلس لليوم الـ 11.

وأفاد شهود عيان بأن عشرات الفلسطينيين وصلوا بلدة دير شرف في مسيرة منددة باستمرار حصار نابلس، محاولين فتح طريق أغلقته سلطات الاحتلال منذ مقتل المجندة على يد التميمي.

في المقابل، أُطلقت صافرات الإنذار في قطاع غزة مدة دقيقة، بناء على دعوة أطلقتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، تكريماً لـ «منفذ عمليتي شعفاط ومعالي أدوميم، الشهيد عُدي التميمي». ومنذ استشهاد التميمي، خصصت الإذاعات المحلية في غزة موجات مفتوحة للإشادة بـ«الشهيد وعمليتيه البطوليتين، ونشرت صوره وفيديو عمليتيه في منصات التواصل». وفي 12 أكتوبر الحالي، أعلنت جماعة «عرين الأسود»، من نابلس، تنفيذها 5 عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين. وظهرت المجموعة علنًا في عرضٍ عسكريّ مطلع سبتمبر الماضي في البلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.

والخميس الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إن نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية تشكلان «تحدياً كبيراً» لجيشه. وتوعّد بالقضاء على «عرين الأسود». وطالبت مصر بالوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وبتحرك دولي لتهدئة الأوضاع. وبينما نفى مصدر فلسطيني مطلع وجود أي اتفاق مصري فلسطيني- إسرائيلي لاستخراج الغاز من شواطئ قطاع غزة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس انه سيزور تركيا لإجراء محادثات مع نظيره التركي.وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه بدأ مناورة عسكرية لمدة أسبوع في شمال إسرائيل، مؤكداً أن «التدريبات مخطط لها مسبقا، ولا تنبع من تقييم جديد».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورة كبيرة في جنوب إسرائيل، وامتدت التدريبات، التي استمرت بين الثلاثاء والخميس، في صحراء النقب ومنطقة وادي عربة ومدينة إيلات الواقعة في أقصى الجنوب.