أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، أنه لا وجود لأي تصعيد بين الولايات المتحدة والسعودية حالياً، مشددة على أن «الصراع النفطي لا يؤثر على الروابط والعلاقات الدفاعية مع الخليج».

وقالت ليف، في لقاء مع الصحافيين، أمس، في ختام زيارتها للكويت، إن «الرئيس جو بايدن ليس مستعجلاً لاتخاذ أي قرار حالياً، وسيناقش الوضع مع أعضاء الكونغرس لاتخاذ القرار الذي يناسب مصلحتنا القومية».

Ad

وبينما أوضحت أن «السعودية لم تكن على جدول زيارتها الحالية للمنطقة»، قالت إنها لا تستبعد زيارتها مستقبلاً.

وعن الملف النووي الإيراني، اعتبرت أن إيجاد تسوية شاملة له والسيطرة عليه، «يشكلان الهاجس الأكبر لأميركا، للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها»، مؤكدة أن «طهران لا تزال المصدر الأساسي لحالة عدم الاستقرار بالمنطقة، وتهديد الشحن الدولي البحري في باب المندب، وأن ما يحدث من اضطرابات حالياً في إيران لم يؤثر على سلوكها المزعزع لأمن المنطقة».

وأشارت ليف إلى أن الشرق الأوسط لا يزال يحظى باهتمام كبير لدى الإدارة الأميركية التي تنظر إلى أمنه واستقراره كأولوية في علاقاتها الخارجية، موضحة أن بلادها «تستطيع أن تفعل الكثير في المنطقة، لكنها لا تستطيع فعل ذلك بمفردها».

ورداً على سؤال حول تقارب بعض دول المنطقة من الصين وروسيا، قالت إن «الدول المستقلة تستطيع اتخاذ قراراتها بحرية»، مستدركة: «ولكن، ماذا قدّمت روسيا والصين للمنطقة»؟!

من جهتها، قالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، دانا سترول، إن بلادها حريصة على تعزيز تعاونها العسكري مع الكويت وتسليحها بأحدث المعدات التي تساعدها في حماية نفسها، مشيدة بالعلاقات الوثيقة بين البلدين في المجال الدفاعي والأمني.

في تفاصيل الخبر :

أشادت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، بالعلاقات التاريخية المتميزة مع الكويت، معربة عن سعادتها بلقاء وزير الخارجية الجديد الشيخ سالم العبدالله، متطلعة الى المزيد من التعاون معه في الفترة المقبلة.

وأضافت في لقاء مع الصحافيين عقدته على هامش زيارتها للكويت، صباح أمس، في إطار جولتها بالمنطقة، مع نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، دانا سترول، وبحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيمس هولستنايدر، والملحقة الإعلامية في السفارة الأميركية، كريستين واتكنز، «أن إيجاد تسوية شاملة للملف النووي الإيراني والسيطرة عليه، تشكلان الهاجس الأكبر لأميركا، للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة»، موضحة أن النجاح في السيطرة على الملف النووي الإيراني، يعود الى مدى الالتزام الإرادة الإيرانية بالقواعد والنظم التي وضعها المجتمع الدولي، لافتة الى أنه لا علاقة لانتخابات «الكونغرس» الأميركي بمسيرة هذا الملف، لكن الامر كله مرهون بتصرّف الحكومة الإيرانية والتزامها.

وعن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها إيران، بسبب الاحتجاجات الشعبية، أوضحت ليف أن «أنظار العالم تتجه نحو ايران، وأن أميركا تساند حق الإيرانيين في الحصول على حريتهم، وبالأخص حقوق المرأة»، وشددت على ان «إيران لا تزال المصدر الاساسي لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأن ما يحدث فيها من اضطرابات حاليا لم يؤثر على سلوكها المزعزع لأمن المنطقة واستقرارها»، لافتة إلى أن «الجميع شهد أخيراً كيف أن إيران جهّزت ودرّبت وزودت بعض المجموعات في دول مثل اليمن ولبنان وليبيا والعراق وسورية بصواريخ وأسلحة تكنولوجية متطورة، مما يؤثر ليس فقط على هذه الدول، بل أيضاً على الشحن الدولي البحري في باب المندب، كما أنها تهدد شبه الجزيرة العربية، لذلك نؤكد أن إيران هي المزعزع الأساسي لعدم استقرار المنطقة، إضافة إلى أن طهران أرسلت المسيّرات الى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا».

وإذ لفتت إلى أن «كل زيارة للمنطقة لها هدف مختلف عن الأخرى»، أوضحت أن «السعودية لم تكن على جدول زيارتها الحالية»، إلا أنها لم تستبعد زيارة المملكة في المستقبل.

العلاقات الأميركية - السعودية

وعن تأثير قرار «أوبك +» الأخير على العلاقات الأميركية ـ السعودية، لاسيما في الملف العسكري وحرب اليمن، أجابت: «فيما يتعلّق باليمن، فإن مساعدة هذا البلد وتطبيق اتفاق وقف النار فيه مع الأطراف كافة، كانت ضمن أولوياتنا، فالشعب اليمني يستحق المساعدة، كما أن شبه الجزيرة العربية تحتاج الى هذا الاستقرار من خلال انتهاء حرب اليمن، وبخصوص العلاقات مع السعودية، فالرئيس بايدن ليس مستعجلاً لاتخاذ أي قرار في الوقت الحالي، وسيناقش الوضع مع أعضاء الكونغرس لاتخاذ القرار الذي يناسب مصلحتنا القومية»، نافية وجود أي تصعيد في الوقت الحالي بين الولايات المتحدة والسعودية، ولافتة الى أن بايدن «طالب بمراجعة منهجية للعلاقات بين البلدين»، مبينة أن بلادها تسعى الى استقرار سوق الطاقة ليس لمصلحة بلادها فقط، بل لمصلحة مختلف دول العالم، مشددة على أن «الصراع النفطي لا يؤثر على الروابط والعلاقات الدفاعية مع المنطقة».

وأشارت الى أن الشرق الأوسط لا يزال يحظى باهتمام كبير لدى الإدارة الأميركية التي تنظر الى أمنه واستقراره كأولوية في علاقاتها الخارجية، مشيرة إلى أن بلادها «تستطيع أن تفعل الكثير في المنطقة، لكنها لا تستطيع فعل ذلك بمفردها».

ورداً على سؤال حول حالة التقارب بعض دول المنطقة مع الصين وروسيا، قالت: «الدول المستقلة تستطيع اتخاذ قراراتها بحريّة»، متسائلة في الوقت نفسه: «ولكن، ماذا قدّمت روسيا والصين للمنطقة»؟

ورداً على سؤال حول طلب السلطات الكويتية من واشنطن رفع بعض أسماء المواطنين و«البدون» عن قائمة الإرهاب الدولي، أجابت: «لم ندخل في مناقشات عميقة حول هذه المسألة حالياً».

أمن المنطقة

من ناحيتها، أكدت سترول التزام بلادها بأمن واستقرار المنطقة، مشيرة الى وجود عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط، بهدف الحفاظ على أمن المنطقة وإجراء التدريبات المشتركة مع دولها، وتعزير الشراكة معها في مختلف المجالات ومنها الدفاع، مشددة على أن «الكويت كانت دوماً مضيفاً كريماً للقوات الأميركية، ولدينا معها شراكة في محاربة داعش».

وأشارت إلى حرص بلادها على تعزيز تعاونها العسكري مع الكويت وتسليحها بأحدث المعدات التي تساعدها في حماية نفسها، مشيدة بالعلاقات الوثيقة بين الكويت وبلادها في المجال الدفاعي والأمني.

وأكدت أن قائد قوات المنطقة الجديد وضع رؤى استراتيجية للمرحلتين الحالية والمستقبلية للتعاون مع دول المنطقة، واصفة إياه بأنه «الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث إنه يركز على الشراكة فيما بيننا واستخدام التكنولوجيا الحديثة».

وقالت إن وزير الدفاع الأميركي «يتطلع دائما لتعزيز التعاون مع دول المنطقة، وخصوصا دول الخليج التي لها الأولوية في جدول أعماله لمواجهة التحديات، ولاسيما برنامج الملف النووي الإيراني».

وعن سياسية الولايات المتحدة لتطوير تعاونها مع دول الخليج، قالت سترول: «لدينا اتفاقيات أمنية مع كل دولة خليجية على حدة، والتي تدخل في إطار العلاقات بين أميركا وكل دولة»، موكدة «ضرورة التعاون المشترك بين الولايات المتحدة ودول الخليج لتبادل المعلومات، وكذلك في التعاون الجوي والبحري من خلال التمارين والتجهيزات التي نوفّرها لهم».

ولفتت الى وجود مشاورات بين وزير الدفاع الأميركي ونظرائه في المنطقة، مشيدة بالعلاقات الأمنية والدفاعية بين الكويت وبلادها.

وعمّا إذا كانت الأحداث التي تشهدها ايران حاليا تؤثر على أمن واستقرار المنطقة، أجابت سترول: «لا، ولكن ممارسات النظام الايراني لم تتغير تجاه عدم الاستقرار في اليمن والعراق باستخدام اسلحة إيرانية الصنع»، لافتة الى أن «الطائرات المسيرة تسببت في مقتل الكثير من المدنيين في أوكرانيا والنظام الإيراني مستمر في سلوكه المزعزع للمنطقة».

بدوره، قال هولتسنايدر إن «إدارة بايدن واضحة جدا تجاه علاقاتها بدول المنطقة، فهي تعمل على تعزيز علاقاتها مع الكويت وبقية الدول الأخرى وكذلك دول العالم».

ربيع كلاس