تعرّضت أوكرانيا، أمس، لموجة جديدة من القصف الروسي، استهدفت منشآت حيوية في العاصمة كييف ومدن أخرى وخلفت أضرارا كبيرة، وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الضربات المستمرة منذ 10 الجاري، دمّرت 30 في المئة من منشآت الطاقة في البلاد، وهو ما دفع مسؤولين أوكران للتحذير من وضع «خطير».

وأكد مسؤولون أن القصف تسبب في انقطاع الكهرباء عن أجزاء من كييف ومدن أخرى شملتها الضربات الروسية. وبينما تقر موسكو باستهداف محطات الطاقة فقط، تقول أوكرانيا إن أضراراً لحقت أيضا بالبنية التحتية للمياه.

Ad

وقال كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني في تصريحات تلفزيونية «الوضع حرج حاليا في أنحاء البلاد... المناطق كافة عليها الاستعداد لانقطاعات في الكهرباء والمياه والتدفئة».

وفي رسالة عبر «تليغرام»، شدد الرئيس الأوكراني على أن «روسيا الدولة الإرهابية لن تحقق شيئا لنفسها بمثل هذه الأعمال»، مشددا على أنه لم يعد هناك مجال للمفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي زاباروجيا، جنوب البلاد، قال حاكم المقاطعة إن الجيش الروسي نفّذ هجوما على وسط المدينة باستخدام صواريخ من طراز S300 أوقع أضرارا مادية كبيرة في منشأة للبنية التحتية.

كما أعلن قال حاكم مقاطعة دنيبرو (وسط) أن القوات الروسية قصفت منشآت البنية التحتية وتجمعات سكنية ومبنى مخصصا لتوليد الطاقة في مدينة دنيبرو ومدنا وبلدات أخرى في المقاطعة، مستخدمة صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية، مؤكدا تعرّض منشأة طاقة في دنيبرو لأضرار جسيمة.

وفي جيتومير غرب كييف، أكد عمدة المدينة، التي كانت تضم أكثر من ربع مليون شخص قبل الحرب، تعرّض منشأة لإمداد الطاقة لقصف روسي تسبّب في انقطاع الكهرباء والمياه عن المدينة.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت بواسطة أسلحة بحرية وجوية بعيدة المدى عالية الدقة، «منشآت عسكرية وأنظمة للطاقة والقيادة العسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر أجنبية الصنع» في أوكرانيا.

الجنرال هرمغدون

وعينت روسيا في وقت سابق من هذا الشهر الجنرال سيرغي سوروفيكين قائدا عاما لقوات موسكو في أوكرانيا. وسبق أن خدم سوروفيكين في سورية والشيشان حيث كانت القوات الروسية تدك المدن ضمن سياسة الأرض المحروقة الوحشية والفعالة في الوقت نفسه ضد خصومها.

وتطلق وسائل الإعلام الروسية على سوروفيكين لقب «الجنرال هرمغدون» (حرب نهاية العالم) بسبب ما يتردد عن قوته. وأعقب تعيينه أكبر موجة من الهجمات الصاروخية ضد أوكرانيا منذ انطلاق الغزو في 24 فبراير.

وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لإذاعة (بي.بي.سي) إن سوروفيكين يتبنى استراتيجية وحشية وعديمة الجدوى.

وأضاف «الجنرال الجديد الذي يقود العملية الروسية يهدر بعض أنظمة أسلحته الأكثر فاعلية وقيمة ضد أهداف مدنية تبعد مئات الأميال من ... خط المواجهة».

وتابع بالقول «إنه يفعل ذلك لإثارة الرعب في محاولة لكسر إرادة الشعب الأوكراني. يمكنني أن أعده بأن ذلك لن يتحقق بالتأكيد

استعادة بلدة

وفي تطوّر ميداني هو الأول من نوعه منذ استعادت القوات الأوكرانية معظم أراضي المقاطعة من الروس في شهر سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة في مقاطعة خاركيف (شمال شرق).

وبالتزامن، تستمر المعارك على مشارف مدينة باخموت في دونيتسك، وكذلك في مقاطعة خيرسون التي تشنّ فيها القوات الأوكرانية هجمات مضادة.

الى ذلك، أكد الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أن المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا أخيرا «أجزاء غير قابلة للانتزاع من روسيا الاتحادية تخضع بالكامل لحماية ترسانتها النووية». وكان بيسكوف يشير إلى مناطق دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس (شرق)، وزاباروجيا وخيرسون (جنوب).

في موضوع آخر، أعلن المحققون الروس، أمس، أنهم يرجحون فرضية «عطل تقني» وراء تحطّم طائرة عسكرية من طراز سوخوي 34 إثر اصطدامها بمبنى سكني في ييسك بجنوب البلاد وقرب أوكرانيا، والذي أوقع 13 قتيلا على الأقل، يوم الاثنين.

بن زايد وزيلينسكي

سياسياً، بحث رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني «علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، إضافة إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية، وأهمية العمل على خفض التوتر والتصعيد، من خلال اللجوء إلى الحوار والحلول الدبلوماسية» وفق وكالة «وام».

وأكد بن زايد أن «الإمارات ستبذل كل ما في وسعها من جهد لمنع تفاقم الأزمة، والمساعدة في تهيئة الأجواء للتهدئة والتفاوض لمصلحة جميع الأطراف»، مشددا على أن «التبعات الخطيرة للأزمة الأوكرانية لا تتوقف عند روسيا وأوكرانيا فقط، وإنما تمتد إلى أنحاء العالم كافة، وأنها تؤثر سلبيا على الاقتصاد العالمي والأمن والسّلم الدوليين».

وقالت «وام» إن رئيس الإمارات شكر الرئيس الأوكراني «لثقته في جهود الإمارات وسيطا في القضايا الإنسانية والأمن الغذائي وغيرها، مؤكدا استعداد الدولة لمواصلة الجهود ودعم المبادرات التي من شأنها تخفيف التداعيات الإنسانية والاقتصادية للأزمة».

وفيما لا تزال التحقيقات سارية حول الحادث، رجح محققون ألمان أن تكون التفجيرات التي طالت خطوط أنابيب «نورد ستريم» في بحر البلطيق الشهر الماضي، ناجمة عن عمل تخريبي وعبوة ناسفة، في تأكيد لنتائج أولية مماثلة توصلت إليها السويد.

جاء ذلك، فيما وزعت صحيفة سويدية، أمس، شريطا مصوراً يظهر أن جزءا من خط نورد ستريم بطول 50 مترا (160 قدما) مفقود في منطقة بحر البلطيق، حيث وقعت انفجارات تسببت في تمزق خط الغاز الشهر الماضي.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الصحيفة السويدية قامت بتصوير خط الغاز أسفل المياه باستخدام طائرة من دون طيار تحت المياه تابعة لشركة بلوي أي روبتكس. وركز الفيديو على الضرر الذي لحق بخط نورد ستريم 1 خارج المياه الإقليمية للسويد، حيث وقع انفجار بقوة 3. 2 درجة على مقياس ريختر منذ 3 أسابيع. وعثرت الطائرة على « تأثير كبير» على سطح البحر حول خط الغاز المتضرر، الذي يمرّ عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا قادما من روسيا، وكان محور تركيز التحقيقات التي أجرتها السلطات في ألمانيا والسويد والدنمارك.