قال رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق اليوم الاثنين إن الهيئة نفذت عبر تاريخها الممتد أكثر من 25 ألف مشروع إنساني وتنموي نوعي في أكثر من 80 دولة حول العالم.

جاء ذلك في كلمة للمعتوق في الجلسة الافتتاحية للنسخة السابعة من مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان الفتوى وأهداف التنمية المستدامة وتستمر فعالياته يومين برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

Ad

وقال المعتوق إن للفتوى دوراً عظيماً وبناء في عمارة الأرض ودعم مشروعات التنمية المستدامة، مشيراً في هذا الصدد إلى الهيئة الخيرية الإسلامية إحدى تجاربنا الرائدة في دولة الكويت والتي كان لاجتهادات العلماء وتوجيهاتهم الشرعية المتقدمة دور كبير في دراستها وانطلاقتها قبل زهاء 40 عاماً.

وأوضح أن الهيئة تأسست في عام 1984 كفكرة وقفية عبر دعوة كريمة من نخبة علمائية من شتى أقطار العالم الإسلامي حيث رأوا ضرورة إنشاء وقف برأسمال مليار دولار يكون الهدف منه دعم المسلمين ضد ثالوث الخطر «الفقر والجهل والمرض» والعمل على استثمار هذا الوقف والإنفاق من عوائده في وجوه الخير والبر.

وأضاف «شاء الله تعالى أن تنضج الفكرة وأن تحتضنها دولة الكويت وأن تحظى بدعم القيادة السياسية الكويتية وأن تنطلق في شتى ميادين العمل الخيري والإنساني بمختلف دول العالم كمنظمة إنسانية عالمية تنتهج المنهج الإسلامي الوسطي».

وأشار إلى اتساع نشاط الهيئة الخيرية ليضم 10 مكاتب خارجية في الدول الأشد فقراً والأكثر احتياجاً و18 فرعاً في مختلف محافظات دولة الكويت لتسويق المشروعات وجلب الإيرادات بالتعاون والشراكة مع أكثر من 200 منظمة إنسانية محلية وإقليمية ودولية.

وقال إن قيمة المساعدات التي قدمتها الهيئة للفئات الضعيفة تجاوزت 1.3 مليار دولار ومن أبرز إنجازاتها استضافة ستة مؤتمرات دولية للمنظمات الإنسانية غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في كل من سورية والعراق والسودان.

ولفت إلى أن هذه المؤتمرات أسفرت عن تعهدات تزيد على 1.8 مليار دولار تم إنفاقها على قائمة طويلة من البرامج الإغاثية والتنموية التي أسهمت في تخفيف معاناة الملايين من ضحايا النزاعات.

وأكد أن الهيئة الخيرية تحرص على إطلاق المشاريع الوقفية التي تحقق التنمية المستدامة في المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وقال المعتوق «إننا نعيش اليوم في عالم مضطرب ومتصارع يموج بالأزمات التي دفعت أكثر من 100 مليون شخص إلى الفرار من بلادهم حسب تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين».

وشدد على أن هناك حاجة ماسة إلى توجيه خطاب الفتوى نحو بناء هذا الإنسان المهجر وتمكينه تعليمياً وثقافياً واقتصادياً وصحياً واجتماعياً حتى يصبح قادراً على إحداث الأثر الإيجابي في محيطه والاسهام في إنقاذ مجتمعه من ثالوث الخطر المتمثل في الفقر والجهل والمرض، لافتاً إلى أن نصف اللاجئين والنازحين في العالم تقريباً من المسلمين.

وقال إن الحضارة الإسلامية واحدة من أعرق الحضارات وأكثرها رأفة بالإنسان فقد حملت إلى الإنسان منذ فجر الرسالة تباشير الهدى ونسائم الرحمة من خلال القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وتفردت بأدوات عديدة للتمويل الإسلامي ومنها الزكاة والوقف والصدقة وسائر صور البذل والإنفاق وما ذلك إلا لتمكين الإنسان وتحقيق كفايته من مقومات الحياة الكريمة.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة أدركت أهمية أدوات التمويل الإسلامي فأطلقت قبل أيام الصندوق الإسلامي العالمي للاجئين على هامش أعمال الدورة الـ 77 للجمعية العامة في نيويورك ليمثل مبادرة مبتكرة ومستدامة لإغاثة من هجروا قسراً من ديارهم.

كما أشار إلى صندوق الزكاة للاجئين الذي وصل عدد المستفيدين من أموال زكاته وصدقاته خلال النصف الأول من عام 2022 إلى أكثر من 11.2 مليون شخص، مبيناً أن الصندوق ساعد منذ إطلاقه في العام 2017 أكثر من 5.5 ملايين لاجئ ونازح حول العالم وهذا ما يؤكد الدور الكبير لأدوات التمويل الاجتماعي الإسلامي في استدامة العطاء.

وأعرب في ختام كلمته عن الشكر للمشاركين في المؤتمر سائلاً الله تعالى أن يكلل هذا المؤتمر بالتوفيق والسداد وأن يحقق أهدافه المرجوة وأن يسفر عن قرارات وتوصيات توجه المسلمين إلى عمارة الأرض وتسخير الموارد في مساعدة الشعوب الضعيفة والمنكوبة.