أيا قلمَ الطلاءِ رفيقَ أمسي

أيا مَن كنتَ محراثي وفأسي

Ad

أيا من كنتَ في فصلي وجيبي

تصححُ غلطةً وظهورَ وكسِ

تقاعدتِ السنونَ تريد مرسى

على خمسينَ ذاكرةً وخمسِ

فألفيتُ العناءَ وبعضَ وهنٍ

وألقيتُ الدفاترَ بعدَ يأسِ

ولملمتُ احتياجاتي وحِملي

ملفَّاتي وأقلامي وكأسي

وأطفأتُ المصابحَ بعدَ نورٍ

وأغلقتُ المصالحَ بعدَ حِسِّ

وها هي رحلةُ الأيامِ حطتْ

مضى عهدُ الشبابِ وكلُّ درسِ

لكل معيشةٍ أمَدٌ وزادٌ

وها هي رحلةُ الأيامِ تُمسي

تذكرتُ السعادةَ في صباحٍ

منيرٍ مُشرقٍ يزهو كعُرسِ

أجولُ به فأُسرعُ كي ألاقي

رفاقَ الدربِ في عجلٍ وعفْسِ

تذكرتُ التزاماتي وصبري

وحِرصي أن أساعدَ كلَّ نفسِ

وجُهدي في ليالٍ كادحاتٍ

بأكوامِ من الأوراقِ كَدسِ

تذكرتُ الرضا بوجوهِ نشءٍ

أحَبوا الشرحَ في جِدٍّ وأُنسٍ

وكانت أجملُ الأوقاتِ وقتًا

منحتُ به المعاني دونَ لَبْسِ

وقد كانت أمانيِّي وحُلمي

بأن أحيا لسُقيا خيرِ غرسِ

وقد حاولتُ عزمًا باقتداري

بنقلِ الفهمِ من رأسي لرأسِ

فحمدًا للإلهِ، عظيمَ شكرٍ

على ما كان من عَونٍ وبأسِ

سنرحلُ كلُّنا من غيرِ حولٍ

ولن يبقى من الحاجاتِ، كُرسي

دعوتُ اللهَ أن أحظى بعفوٍ

وقد مالت إلى الآفاقِ شمسي

وصلى اللهُ في الأكوانِ جَمًّا

على مَن كان مسراهُ لقُدسِ

رسولِ العالمينَ وخيرِ بشرى

إلى الأقوامِ من جنٍ وإنسِ

نبيٍّ شرَّفَ الدنيا بنورٍ

فصارَ دعاؤهُ عوني وتِرسي

وآلِ البيتِ مَن صبروا ففازوا

لهم حُللُ الفضائلِ كالدِّمقْسِ

ندى السيد يوسف الرفاعي