فيما قفز سعر البيض في الأسواق الموازية بنسبة 25 بالمئة، تظهر المؤشرات أنه سيواصل الصعود إلى 40 بالمئة خلال الفترة المقبلة، بسبب زيادة أسعار الأعلاف وانتشار مرض إنفلونزا الطيور واحتكار إحدى الشركات المنتجة للبيض.

وأمام هذا الصعود غير المبرّر، طالبت جمعية حماية المستهلك بتدخّل الدولة، عبر تأسيس شركة محلية لإنتاج البيض للمساهمة في استقرار الأسعار واتباع سياسة المقاطعة، فيما أكد اتحاد الجمعيات التعاونية أنه رفض طلبا للشركات المنتجة برفع الأسعار، مشددا على أنه سيكون سدا منيعا في وجه جشع بعض الشركات.

Ad

وفيما خلت الجمعيات التعاونية في مختلف أسواقها الرئيسية والفرعية من البيض، كشف مصدر تعاوني لـ «الجريدة» أن شركات البيض المورّدة للجمعيات التعاونية قلصت من الكميات التي يتم تسليمها يوميا، وقد تجاوزت نسبة التقليص 60 في المئة، وهو الأمر الذي انعكس غيابا للبيض المعروض في الجمعيات التي أبقت على سعر السلعة دون تغيير، في حين زادت شركات الدواجن مبيعاتها الى الأسواق الموازية التي رفع بعضها أسعار البيض بنسبة قاربت 40 في المئة.

بدوره، قال رئيس جمعية حماية المستهلك، مشعل المانع، إن الجمعية رصدت زيادة في أسعار البيض بنسبة 25 بالمئة، ومن المحتمل أن تصل إلى 40 بالمئة، لافتا إلى أن أسباب الزيادة تعود، حسبما أكدت بعض الشركات، الى زيادة أسعار الأعلاف الخاصة بمنتجات الدواجن والحديث عن انتشار إنفلونزا الطيور، مما ساهم في تقليل الإنتاج، وبالتالي قلة المعروض، بيد أنه لفت الى أن هذه المسببات غير منطقية، كما أن نسبة الزيادة غير منطقية.

مواطنون: المقاطعة هي الحل

قال المواطن علي المحميد إن زيادة أسعار البيض كبيرة، ولا يوجد رقابة كافية على الأسعار، وعلى حماية المستهلك متابعة الوضع ومراقبة الأسعار بشكل أفضل.

من جهته، دعا المواطن بويوسف الرجيب، المستهلكين إلى أن يكونوا يدا واحدة ضد جشع التجار وأن يقاطعوا السلع التي يتم زيادة أسعارها، حيث إن المقاطعة ستجبر على تخفيض الأسعار، والزيادة ليست في البيض فقط، بل في جميع السلع.

وقالت إحدى المواطنات: «نحن لا نعلم سبب ارتفاع سعر البيض، مضيفة: جميع السلع تشهد زيادة في الأسعار بشكل كبير، والراتب يبقى كما هو، والمقاطعة مسألة غير سهلة».

وأضاف المانع لـ «الجريدة» أن الكويت لديها شركات إنتاج محلي لمنتج البيض، وأصدرت وزارة التجارة قرارا بمنع تصديره، وبالتالي لا بدّ أن يكون هناك وفرة بشكل كبير في السوق المحلي، مردفا: أن الشركات الكويتية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بالسوق المحلي في البيض.

وتابع: كما أن الدعم المقدم من الدولة لهذه الشركات كبير، وبالتالي هي قادرة على توفير منتج البيض بوفرة في الأسواق والمركزية والجمعيات التعاونية، مما سيوفر استقرارا في الأسعار.

وطالب المانع جهاز حماية المنافسة بضرورة استدعاء الشركات للتحقق مع مبررات زيادة أسعار البيض في السوق المحلي.

وأكمل: قدّمنا لوزارة التجارة مقترحا حول أهمية تدخّل الدولة في الانتاج المحلي للبيض، وأن تؤسس شركة محلية لاستقرار أسعار منتج البيض، كما أننا نوجه رسالة للمستهلكين لمعاقبة كل من يستغل جيوبهم ويزيد الأسعار.

رفض الزيادة

من جهته، قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية، بداح الدوسري، لـ «الجريدة» : تواصلنا مع نحو 40 جمعية تعاونية، وتأكدنا أن الأسعار كما هي حتى الآن، مستطردا: لكن هناك شركات تقدمت بطلبات لزيادة أسعار البيض، إلا أننا رفضنا هذه الزيادة.

وتابع الدوسري: ندعو الشركات المنتجة للبيض إلى الجلوس على طاولة الحوار مع اتحاد التعاونيات لنقف على أسباب مطالبتهم بزيادة سعر البيض.

وأضاف: خطتنا القادمة هي مخاطبة الشركات خارج الكويت بجلب منتج البيض إلى الكويت وتوزيعه على الجمعيات بالأسعار المناسبة، قائلا: بالتأكيد لن نضرب سعر المنتج الكويتي، لأن له الأفضلية، ولكن الاتحاد سيكون سدا منيعا في وجه جشع التجار وطمعهم.

اكتفاء ووقف تصدير
وفقا لبيانات الادارة المركزية للإحصاء لعام 2019، فإن نسبة الاكتفاء الذاتي من البيض في البلاد تبلغ 115 بالمئة.

يذكر أن وزارة التجارة كانت قد أصدرت قرارا بوقف تصدير البيض من 1 أكتوبر الجاري حتى مايو 2023.

نرمين أحمد