بعد التفاؤل في عودة النهج التصحيحي للأوضاع السابقة تلبية لرغبة الشعب وتفويت الفرصة على كل مساع تريد أن تجر البلاد إلى مفترق طرق في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية دخلنا في وحل مجدداً أمام أزمة التشكيلة الحكومية والمطالبة بتأجيل جلسة الافتتاح، الأمر الذي خلط الأوراق وحول الفرح إلى صدمة، وكأننا أمام بداية غير موفقة لمرحلة يفترض أن يسودها التفاؤل، خصوصا بعد نتائج انتخابات شعارها الإصلاح وتعديل المسار بعد أن لبى الشعب الكويتي النداء واختار الأنسب والأفضل للمرحلة الحالية، إلا أننا ما إن نرسم الابتسامة على شفاهنا ونسعد ونتفاءل حتى تتوالى الصدمة تلو الأخرى من دعوة نيابية غير موفقة من أحد النواب لتوزيع اللجان في ديوانيته دون احترام لنائبتين اختارهما الشعب الكويتي بمراكز متقدمة، وهما عالية الخالد وجنان بوشهري، وتلاها المطالبة بتأجيل جلسة الافتتاح. فهل أصبح الفرح غصة؟ وهل اعتدنا على دوامة المشاكل والصراعات والتناحر؟ لقد أصبحنا أمام حملة أفكار متطرفة يقنصون أي فرصة لإثبات قدراتهم المهولة بأساليبهم الملتوية التي لا يختلف عليها اثنان وتوجهاتهم التي تخضع لاعتبارات قيادات يتبعون لها، فهم يسيرون بمنهجية التسلق للوصول، وأمام رئيس وزراء تلقى كل الدعم من النواب الذين وضعوا الآمال عليه خلال المرحلة المقبلة، فالرسالة الشعبية بتاريخ 29 سبتمبر كانت واضحة وبالتالي كان يفترض الرد بتحية للشعب الكويتي. فنحن أمام مرحلة يفترض أنها تهدف لبدء صفحة جديدة عنوانها التعاون والبناء والقضاء على الأذناب والفلول وغيرهم من تركات حقبات الفساد والفاسدين، فالشعب الكويتي يجب أن يصان ويرد له الشكر والعرفان من نواب سيراقب مجهر الشعب أعمالهم وأداءهم ويحاسبهم على أفعالهم دون مجاملات، وعلى الحكومة التعاون ورسم خريطة جديدة في العلاقة مع مجلس الأمة، لأننا أمام مرحلة حاسمة، إما التقدم أو العودة إلى المربع الأول وبالتالي فإن خيبة الأمل ستعود على الشعب الكويتي الذي سيسأم من الأوضاع المتوترة في كل مرة.

فالتعاون وفتح صفحة جديدة بين السلطتين رسالة لمن يعملون على وضع العصا في الدواليب حتى تتوقف المسيرة وتتعطل المشاريع، ومحاولات المتربصين للمشهد لن تثني الإصلاحيين عن الاستمرار في مسيرة البناء والإيفاء بتعهداتهم للشعب الكويتي، خصوصا أن أمامهم جملة من الإصلاحات والعديد من القوانين التي يفترض أن تتحقق على أرض الواقع دون مماطلات.

Ad

والأهم من كل ذلك أن يشارك الشعب في صنع القرار عبر تفعيل رقابته للنواب ومحاسبتهم وجلد كل متخاذل حتى يتم تنقيح المتلاعبين والممثلين.

آخر السطر: بعيداً عن الأقزام والباحثين عن خلط الأوراق القادم سيكون أفضل.

● د. مبارك العبدالهادي