تواصلت الاحتجاجات في إيران التي تطالب بمزيد من الحريات الاجتماعية وإرخاء قبضة الأمن الذي يتحكّم بمفاصل المجتمع، والتي تحوّلت الى حراك أوسع يشمل عناوين اقتصادية وسياسية.

وخرجت مزيد من التظاهرات التي تقودها النساء وطالبات المدارس والجامعات في المدن الكبيرة، مثل طهران ورشت وكرج ومشهد، بينما اتخذت واصل تجار وباعة الأسواق في عدد من المدن الكردية الإيرانية الإضراب.

Ad

وفي حين ترددت أنباء عن تفريق الأمن للمحتجين في مدينة سنندج بكردستان إيران، عبر إطلاق الرصاص الحي بكثافة في الهواء، تداول نشطاء مقطع فيديو يظهر مقتل شاب كردي ايراني برصاص الأمن داخل سيارته.

وتأججت الاحتجاجات والاضطرابات بالتزامن مع تقارير عن مقتل ناشط عربي بارز يدعى عماد إبحال حيدري، (31 عاما)، بعد أيام على اعتقاله من قبل عناصر أمنية في جنوب غرب إيران.

وأفادت مصادر بأن الاستخبارات الإيرانية أبلغت عائلة الناشط البارز في الأهواز، ذات الأغلبية العربية، بوفاته ودفنه في مكان مجهول يوم الجمعة.

الجامعات

وفي وقت رأى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن «الطلاب وأساتذة الجامعات لن يسمحوا للأعداء بتحقيق رغباتهم داخل جامعاتنا»، تظاهر طلاب عدة جامعات في العاصمة طهران، فيما أعلنت جامعة شريف أن الفصول الدراسية ستُعقد عن بُعد (أونلاين) هذا الأسبوع.

ومع استمرار إضراب طلاب المدارس والمعلمين وعدم حضورهم الفصول الدراسية، الحضورية والافتراضية (أونلاين) في الأيام الماضية، اضطر وزير التربية والتعليم الإيراني يوسف نوري للرد، واصفا حملة إضراب طلاب المدارس والمعلمين، في تصريحات أمس، بأنها «مخطط العدو لحرق الفرص».

سلاح الاعتقالات

ومع تكثيف طهران تحركاتها الرامية لوأد الحراك الشعبي المندد بقمع الحريات الشخصية، كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أن السلطات الإيرانية لا تكتفي بملاحقة الناشطين ضمن حملاتها لقمع التظاهرات التي عمّت البلاد، إذ إن قوات الأمن تتابع عائلات وأصدقاء هؤلاء الناشطين.

وأشار التقرير إلى أن ما تفعله السلطات جزء من «استراتيجية يستخدمها قادة إيران منذ سنوات لسحق المعارضة، ومنع حركات الاحتجاج من تهديد سلطتهم».

عقوبات واقتحام

وفي حين بعثت 20 منظمة حقوقية برسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، يطالبونه بدعم الاحتجاجات الإيرانية، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدادت باتيل، أن واشنطن ستواصل التنسيق مع حلفائها بشأن كيفية الرد على «حملة القمع الدموية» ضد المتظاهرين في إيران «والعنف الذي ترعاه الدولة» ضد النساء.

وبينما حثّت فرنسا وهولندا رعاياهما، على مغادرة إيران في أقرب وقت ممكن، قائلة إنهم معرضون لخطر الاعتقال التعسفي، أعلنت كندا فرض عقوبات جديدة على «النظام المجرم»، ومنعت 10 آلاف مسؤول من بينهم عناصر «الحرس الثوري» الإيراني من دخول أراضيها بشكل دائم.

وفي تطوّر منفصل، تمّ توقيف إيراني، (32 عاما)، يحمل سكيناً بالسفارة الإيرانية في كوبنهاغن، وفق ما أعلنت الشرطة الدنماركية، حيث اعتبرت طهران أن الرجل كان يستهدف السفيرة أفسانه نديبور.

● طهران - فرزاد قاسمي