في كل مرة ينشغل الشارع الكويتي بالانتخابات وما يسبقها أو يلحقها من «زوبعة»، أتذكر «مجلس الطالبات» أيام المراحل الدراسية، عندما كانت تنشغل كل طالبة مُرشحة بتعليق لافتات على جدران الصفوف والأبواب، عليها عبارات مؤلفة منهم أو ربما من ذويهم مثل:«ولأن صوتك أمانة، انتخب جمانة»... «الزين عندنا والشين حوالينا»، وغيرها من عبارات يكتبها خطاط مدفوع الأجر وتعلقها الطالبة بتشجيع من أصدقائها، لتبدأ رحلة المشاحنات الباردة.

كل مرشحة تنافس مثيلتها بالوعود و«الحجي المصفصف»، وإذا أرادت إحداهن شراء الأصوات قامت بتدليل الناخبين بتوزيع «بوب كورن» أو «ستيكرات خام» بالمجان، ويتدافع الناخبون إلى صناديق الاقتراع، كل حسب جودة «إغواء مرشحه»، كنت أسمي يوم التصويت «يوم العچاف العالمي»، فتلك المرشحة التي بالكاد تعرفني، تركض نحوي ببشاشة لم أرها من قبل، تناولني «حليب كاكاو» وربما الآن صار «سبانش لاتيه» مع قلم جديد ليساعدني على الكتابة، مع ضمّة لا أدري حقا مناسبتها، وبعد التصويت وانتهاء تلك الفترة تسقط الأقنعة وتظهر الوجوه غير مفلترة، وتبقى أنت نادما على تصويتك لـ«بياع الحجي» والمنافق والمتقلب والكاذب!

Ad

أظن ما كتبته لا يفرق كثيراً عن انتخابات مجلس الأمة، غير أن انتخابات الأمة تكون منمقة أكثر وبحرفيّة متقنة، فالمرشح أكبر سنا وأعلمُ بطرق «دغدغة مشاعر المواطن»، وأبخص كذلك بالحالة «المزرية» لذلك يصعب جدا التنبؤ بحقيقته، بالإضافة إلى أن غالبنا يميل لمن هو من شجرته العائلية، لذلك تكون غالبا مخرجات التصويت «فوضوية» وغير مجدية.

أرجو أن يفهم المواطن معنى أن يكون صوته مسؤولية، وأن يفرق بين «خزعبلات» المرشحين، وأجنداتهم وأهدافهم، وأرجو أن ترجع الكويت كما كانت «لؤلؤة ودُرة الخليج» وأحسن.

تهاني الرفاعي