في وقت دخلت التظاهرات في إيران أسبوعها الثالث تنديداً بمقتل الشابة الكردية، مهسا أميني، شهدت العديد من المدن الإيرانية، أمس، إضراباً شاملاً بالتزامن مع خروج احتجاجات جديدة بعدة مناطق رئيسية أبرزها العاصمة طهران واصفهان وخوزستان وكردستان ومشهد.

ووفق مقاطع فيديو واردة من إيران، شهدت أسواق سنندج وماريوان وبانه في محافظة كردستان الإيرانية، وأرومية، وبوكان، ونقده، وبيرانشهر وأشنويه في محافظة أذربيجان الغربية، إضرابات عامة للتنديد بالهجمات الصاروخية التي يشنها «الحرس الثوري» على مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في كردستان العراق.

Ad

وأعلنت مجموعة من سائقي حافلات النقل العام والموظفين في شركة النقل بالعاصمة طهران في بيان لها انضمامها إلى الإضرابات العامة رداً على قمع السلطات الأمنية للمحتجين والمتظاهرين ضد تقييد الحريات الشخصية.

انتفاضة الجامعات

وشهد كثير من الجامعات، أمس، مظاهرات ومسيرات طلابية واسعة للتنديد بالأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، وطالب المتظاهرون الأمن بوقف حملة القمع المستمرة منذ أسبوعين، كما طالبوا بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين.

وانضم طلاب جامعة شيراز، جنوب غربي البلاد، إلى إضراب الجامعات، ونظموا تجمعاً، أمس، في حرم الجامعة وهتفوا في مسيرتهم الاحتجاجية.

كما انضم طلاب الجامعة الحرة في مشهد، شمال شرقي البلاد، إلى إضراب الجامعات واشتبكوا مع القوات الأمنية التي حاولت إنهاء احتجاجاتهم.

ونظم طلاب جامعة زنجان احتجاجات مناهضة للنظام وتعالت الهتافات ضد القمع، وهتف البعض «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي.

وقبل ذلك بدأ طلاب كلية الطب في جامعة طهران الحرة احتجاجاتهم وأكدوا استمرار المظاهرات حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.

احتجاجات عالمية

وغداة إعلان وزارة الاستخبارات الإيرانية اعتقل 9 مواطنين من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد ودول أخرى لـ»دورهم في الاضطرابات»، نظم إيرانيون تجمعات في 150 مدينة حول العالم لدعم الاحتجاجات الإيرانية ضد مقتل مهسا أميني بعد احتجازها من شرطة الآداب لمخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي.

ونظمت التجمعات في واشنطن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجلس بأميركا، ولندن في بريطانيا، وتورنتو، وفانكوفر، وكيبيك مونتريال في كندا، والبندقية في إيطاليا، ووارسو في بولندا، وبراغ في جمهورية التشيك، ولشبونة في البرتغال، وكارلسروه في ألمانيا، وغوتنبرغ في السويد.

دعوة موسوي

وفي ظل اتساع رقعة التظاهرات واستمرارها للأسبوع الثالث على التوالي، دعا قائد احتجاجات 2009 زعيم «الحركة الخضراء» مير حسين موسوي، أمس، القوات المسلحة إلى الوقوف بجانب «الحقيقة والشعب».

وقال المعارض الخاضع للإقامة الجبرية منذ عام 2010 في بيان مسرب، إنه «لا يحق لأحد أن يقف ضد الشعب وينفذ الأوامر بشكل أعمى».

اشتباكات همدان

في غضون ذلك، أفادت منصات إيرانية بمقتل قائد استخبارات «الحرس الثوري» في محافظة سيستان وبلوشستان العقيد سيد علي موسوي وعقيدين آخرين، خلال اشتباكات أمس الأول.

وفي حين ذكرت المنصات الحكومية أن الاشتباكات وقعت مع مجموعة إرهابية تابعة لجماعة «جيش العدل» السنية المتمردة خلال محاولتها السيطرة على مركز شرطة بمدينة زهدان عاصمة المحافظة الحدودية مع باسكتان، علمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن الاشتباكات دارت بين أهالي من السكان البلوش وعناصر القوى الأمنية بعد تردد أنباء عن قيام قائد شرطة زاهدان باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً بعد اعتقالها في مدينة تشابهار بتهمة تهريب البضائع.

وذكر المصدر أن الأهالي تجمعوا في زاهدان للاحتجاج ضد قائد الشرطة مطالبين باعتقاله ومحاكمته وعندما اقتربوا من مقر قيادة شرطة المدينة فتحت القوات الأمنية النار عليهم.

ووسط استمرار قيود الإنترنت التي تفرضها السلطات سرت الشائعات بين الأهالي في المدن المجاورة التي أعلن أهالي بها تأييد الاحتجاجات.

وفي وقت سابق، ذكر محافظ سيستان بلوشستان، حسين مدرس خيباني، أن «الحوادث أسفرت عن مقتل 19 بينهم ضابط بالحرس الثوري».

وأكد أن «عدداً من أفراد الشرطة والمارة أصيبوا في تبادل إطلاق النار».

وتشهد منطقة سيستان بلوشستان الفقيرة والمتاخمة لأفغانستان وباكستان، اشتباكات متكررة مع عصابات تهريب مخدرات ومتمردين من الأقلية البلوشية وجماعات متطرفة.

طهران - فرزاد قاسمي