في «زلزال» سياسي، هز إحدى الدول المؤسِّسة لأوروبا، وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، وعلى وقع الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أعاد الحرب إلى قلب القارة الأوروبية، تمكن أكثر تحالف يميني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، من الفوز بالانتخابات التشريعية في إيطاليا، التي جرت أمس الأول، مما يعني أن جورجيا ميلوني زعيمة حزب «فراتيلي ديتاليا» (إخوة إيطاليا) القومي اليميني المتشدد، الذي تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة، تستعد لتصبح أول رئيسة وزراء للبلاد.

وعقب النجاح الذي حققه اليمين المتطرف في السويد قبل أيام، استطاع «فراتيلي ديتاليا» أن يحصل على 4. 26 في المئة من الأصوات، مما يعني أنه سيحصل مع حليفيه حزب «ليغا» (الرابطة) اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني المناهض للمهاجرين (نحو 9 في المئة) و»فورزا إيطاليا» (هيا إيطاليا) اليميني الوسطي المحافظ بزعامة سيلفيو برلسكوني (نحو 8 في المئة) على ما يصل إلى 47 في المئة من الأصوات، وفق القانون الانتخابي الإيطالي المعقد.

Ad

وفي خطاب مقتضب في روما، أعلنت ميلوني (45 عاماً) أنها ستقود الحكومة المقبلة، واعدة «بأننا سنحكم لجميع» الإيطاليين، مع تعمُّدها الحديث بلهجة تصالحية وسطية، لكنها قالت إنها ستفعل كل ما بوسعها لـ «إعادة الهيبة والكبرياء لأمتنا».

وأمس الأول، افتتحت ميلوني اليوم الانتخابي بتغريدة قالت فيها: «في أوروبا، إنهم قلقون جميعاً لرؤية ميلوني في الحكومة... انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا الدفاع عن مصالحها القومية».

وبينما سارع سياسيون من اليمين الأوروبي إلى تهنئة ميلوني، استقبلت العواصم الأوروبية وواشنطن هذا النبأ المتوقع بحذر.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه «يحترم» نتائج الانتخابات الإيطالية ويدعو إلى «مواصلة التعاون»، بعد ساعات مما يشبه الإنذار الذي وجهته رئيسة حكومته إليزابيث بورن، التي حذرت روما من أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي ستراقب احترام قيم حقوق الإنسان، لاسيما حقوق الإجهاض. وكانت ميلوني هاجمت «الأسلمة» و»لوبيات مجتمعات الميم - عين» والمهاجرين.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة «حريصة» على العمل مع الحكومة الإيطالية، خصوصاً بشأن «احترام حقوق الإنسان».