من منطلق تمسكها برسالتها القائمة على دعم المواهب الشابة وصقلها وتمكينها، اختتمت أكاديمية لوياك للفنون– «لابا»، ورشة «فعالية الكتابة الضوئية في سينوغرافيا العرض المسرحي»، بعد خمسة أيام متواصلة من التدريبات النظرية والعملية.

عُقدت ورشة الإضاءة المسرحية في مقر أكاديمية لوياك للفنون – «لابا»، تحت إشراف المدرب العراقي د. علي السوداني، بمشاركة شبان وشابات من هواة المسرح والمحترفين في مجال السينوغرافيا ومتخصصين في التمثيل والأداء المسرحي.

Ad

فن حقيقي

وفي تعقيبه على الورشة، أشاد د. السوداني، مدير مسارح العراق، بأكاديمية «لابا»، معتبرا أنها «إحدى الأكاديميات المهمة في الوطن العربي، بحيث تسعى بشكل كبير إلى خلق فضاءات جمالية تحتضن الحُب والمعرفة والجمال، من خلال برنامج سنوي تستقطب عبره نخبة من المدربين والخبراء المحترفين، بهدف اكتشاف مواهب وطاقات جديدة قادرة على مواكبة الحركة المسرحية، لاسيما أن مؤسساتنا الفنية والتربوية غير قادرة على ذلك».

وأضاف: «تعمل (لابا) وفق استراتيجية حقيقية وذكاء كبير وانضباط عالٍ ودقة متناهية، كما تحرص على اختيار الطلاب بشكل نوعي في مختلف تخصصاتهم وأعمارهم وتوجهاتهم، تاركة بذلك بصمة كبيرة داخل المجتمع العربي بصورة عامة، والكويتي بصورة خاصة».

ورأى مدرب السينوغرافيا، أن «لابا» تُعد «من أهم الأماكن التي حاضر فيها وقدَّم ورشة عمل مكثفة»، وقال: «تمكنت (لوياك) من استقطاب الجماهير على تنوعهم، بحيث خلقت مناخا خاصا للتذوق الفني، سواء من خلال الرسم والرقص أو الدراما والمسرح، وهذا بحد ذاته هدف كبير، إذ إن المجتمع الواعي والمثقف يجب أن يكون مجتمعاً يتحلى بنقاء عالٍ، قائم على الفن بكل تخصصاته».

وأوجز السوداني التدريبات بالقول: «تمحورت الورشة حول فعالية الكتابة الضوئية في فضاء العرض المسرحي، حيث اطلع المشاركون على مفهوم المسرح، واقعه وتقنياته، منذ النشأة الأولى حتى يومنا هذا، مروراً بالتطور التكنولوجي الحاصل، فضلاً عن قراءة معمقة في العصور والمذاهب والأشكال المسرحية. وركزت كذلك على تقنية الإضاءة ووظائفها، حيث إن الضوء بصورة عامة هو رؤية حقيقية لعالمنا المظلم، لكن هناك إبصارا وتذوقا ضوئيا وهناك ذوقا للإبصار».

مشاهد مسرحية متميزة

ونوه مدير مسارح العراق بـ «تميز المشاركين، وما أبدوه من طاقة إيجابية ساهمت في تحقيق مخرجات كبيرة للورشة. لقد نجحنا في تشكيل فريق متجانس، وإعداد وتصميم مشاهد مسرحية، وابتكار فضاء جمالي لها، كما في استخدام أهم الأجهزة الرقمية، والإلمام بأنواعها وكيفية عملها، خصوصاً أن المنظومة الضوئية تختزل أسراراً كبيرة، بتعددها وفلسفتها، بين الكثافة والتباين والسطوع والملمس والتحكم بالضوء واللون والظل وإيقاع الضوء وتردداته ومساراته وخطوطه، إلى الموجات الطولية والعرضية والشاشات والأجهزة المتحركة والمساحة والمسافة الجمالية، وصولاً إلى تناغم الضوء مع تقنيات العرض والديكور المسرحي والأزياء والماكياج، ومدى تفاعله مع شخصية كل ممثل».

وتوجَّه السوداني بالشكر لرئيسة مجلس إدارة «لابا» فارعة السقاف، والسينوغرافي د. خليفة الهاجري، وفريق العمل والطلاب الرائعين الذين لعبوا دورا أساسيا في الورشة، حيث آمنوا بأنفسهم، وتمسكوا بقدراتهم، فكانت الورشة بمنزلة محفز دفعهم للتفكير بشكل فاعل منتج.

وأعرب عن فخره بـ «التعامل مع أكاديمية لوياك للفنون- لابا، فهي نافذة للاكتشاف والمحبة والتعايش السلمي وبناء الفن الحقيقي».

العرض والإضاءة

من جهتها، أبدت منسقة قسم الدراما والملاذ المسرحي في «لابا»، حوراء إبراهيم، إعجابها بالورشة، قائلة: «كانت ورشة عملية، ممتعة ورائعة جدا، خضعنا خلالها لاختبارات عديدة تحدد مدى إلمامنا بتقنيات الإضاءة وأهميتها في تجميل المسرح، لاسيما أن العرض المسرحي لا يكتمل من دون إضاءة. لقد أُتيح لنا أيضاً الغوص في تقنيات الألوان واختلاف الآراء حولها، فمن الضروري تنويع الإضاءة والألوان على المسرح، لإظهار المعنى الحقيقي للمشهد، سواء كان مشهد فرح أو حزن».