لا تزال العلة عند بعض المتسيسين الذين حولوا برنامجهم الانتخابي الذي يفترض أن يكون حاضراً إلى سلوك عدواني في ضرب خصومهم وتوجيه أدواتهم لإثارة بعض القضايا الخارجة عن النص العقلاني، لأن هؤلاء خلعوا الدشداشة وارتدوا الزي التنكري الذي تم تفصيله حسب دور كل مهرج فيهم، فكان الأجدر بهم تطهير سلوكهم وأخلاقهم بدلا من المشاركة في عملية ديموقراطية لتمثيل الشعب الكويتي من مختلف طوائفه وأطيافه دون تمييز وعنصرية، والمحزن هو اتباع هؤلاء الذين أصبحوا أمام وضع محرج لا يستطيعون معالجته أو الانسحاب التكتيكي حتى لا يفقدوا العطايا الشهرية وأجرهم مقابل الخضوع والخنوع وتنفيذ ما يطلب منهم من أساليب رخيصة لضرب الوطنيين والإصلاحيين وغيرهم من المخلصين الذين يسعون إلى تصحيح المسار وضرب معاقل الفاسدين والمفسدين.

وفي خضم موجة التنافس الانتخابي مع العدد الكبير من المرشحين لا تزال مساعي البعض مستمرة لثني منافسيهم عن الاستمرار في خوض الانتخابات حتى لا يتسببوا في فقدان الكرسي، رغم أن هؤلاء يشكلون سبة في العمل الديموقراطي بسبب مواقفهم التي شكلت انتكاسة وتشويها لدور النائب، وهذا الأمر يجب أن يعيه الناخبون جيداً لأن من باعوا قضاياهم في السابق سيبيعونها في المستقبل، ولن يلتفتوا لهم بقدر مصالحهم الشخصية، فضلاً عن أنهم اعتادوا أن يكونوا أدوات بيد الآخرين.

Ad

إن المرحلة المقبلة مسؤوليتها بيد الناخبين لأنهم هم من سيرسمون الصورة التي يجب أن تكتمل في اختيار من سيمثلهم خير تمثيل بدون مجاملات أو اعتبارات كانت السبب في عودتنا وعدم المضي بنا إلى الأمام في إنجاز الملفات المعطلة والمشاريع التنموية والمحاسبة الحقيقية لكل متخاذل.

فالشعارات كثيرة وتحمل عناوين جميلة في ظاهرها، لكن باطنها يحمل العديد من الخبايا، وبالتالي يجب عدم التأثر بما يردده الممثلون في كل انتخابات لأنها لن تجعلنا نخطو خطوة نحو مستقبل مشرق، فضلا عن الذين سيكون دورهم عند الوصول إلى الكرسي البرلماني خلق الأزمات أمام أي خطوات إصلاحية، وتعطيل أي أمور من شأنها محاسبة الفاسدين والمتنفذين، ونحن لا نستبق أو نعلم المستقبل حتى لا يثرثر البعض، لكن مواقفهم السابقة حاضرة وأدوارهم مرسومة سواء في هذه الانتخابات أو في حال وصولهم لأنهم إمعات.

آخر السطر:

التاريخ لا يرحم والأحداث لا تنسى والمواقف حاضرة... لتكتمل الصورة الجميلة.

د. مبارك العبدالهادي