«في نهاية اليوم نظل جميعاً أطفالاً»، تلك هي الرسالة التي يحملها المعرض الجديد الذي يستضيفه «غاليري مصر» تحت ذات العنوان للفنانة التشكيلية الكويتية غادة الكندري، التي اختارت أن تقيم معرضها الشخصي الأول في القاهرة، حيث يُفتتح الأحد المقبل (25 سبتمبر) في «غاليري مصر» بضاحية الزمالك، ويستمر حتى 20 أكتوبر المقبل.

ويعكس المعرض الفلسفة الخاصة للكندري في التعبير عن إبداعها الفني، كأنها ترسم بريشة الطفلة المبدعة التي تسكنها دائماً، بل تريد أن تؤكد من خلال باقة لوحات متميزة أن كل البشر في النهاية تسيطر عليهم روح الطفولة التي ترتبط لدى الجميع بالذكريات، وبأجواء النوسالجيا التي ينسج معنى الحنين لكل جميل في حياتنا.

Ad

وقال مدير «غاليري مصر»، الفنان محمد طلعت: «تستمر أهدافنا الجادة في خلق مساحة جادة لتعريف جمهور الفن التشكيلي في مصر بمجموعة من الفنانين العرب المتميزين والتعرف إلى أساليبهم ومدارسهم وتجاربهم الإبداعية»، لافتا إلى أن عالم غادة الكندري يتمحور حول الأسرة عموماً والمرأة بصفة خاصة، وفي هذا المعرض الجديد للفنانة لمحة مهمة من شخصيتها الفنية وعالمها الخاص المشحون بالمشاعر والخيال والذكريات».

أما فكرة اللوحات، فقالت عنها الكندري: «رسوماتي عكست علاقتي بأصدقائي وعائلتي وموقفي من الحياة اليومية، وبعد مرور 50 عاماً لم يتغيَّر الكثير، الخيط الذي يربط بين أعمالي الحالية وبعضها البعض هو نفسه الذي يربطني بطفولتي، فما زلت أرسم بذات الألم والعاطفة والإلحاح كما لو كنت ذلك الطفل، وما زال حُبي للأزياء واللون والفكاهة هو ما يدفعني للرسم».

وأشارت إلى أن المعرض الجديد يقدِّم لمحة عن حياتها في السنوات العشرين الماضية، ويوضح كيف تؤثر حياتها في أعمالها، وبدورها، كيف تؤثر أعمالها فيها، حيث يجمع هذا المعرض بين مجموعة من لوحاتها ورسوماتها منذ عام 2007 وحتى الآن، وبين دفتر يومياتها الذي يعود إلى أوائل عام 2010.

يُذكر أن غادة الكندري، فنانة كويتية وُلدت في دلهي عام 1969، وفي عام 1992 حصلت على بكالوريوس الإعلام في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وكانت دورة الرسم التي استمرت ستة أسابيع في مدرسة الفنون البصرية هي التي شكلت أسلوبها الحالي في الرسم، والذي تأثر أيضاً في وقت مبكر بالرسامين الكلاسيكيين: سيزان، ماتيس، شيلي، موديجلياني وكليمت، والكتب المصورة.

وفي الآونة الأخيرة اتجهت في أعمالها إلى أشكال أكثر تجريدية، واعتمدت على تفكيك أشكالها المعتادة والتخلي عن الأشكال المألوفة التي اعتادت عليها، وقد مكَّنها هذا الأسلوب من الانغماس أكثر في أعمالها.

وتتراوح أعمالها التصويرية بين لوحات أكريليك كبيرة تستكشف مجموعة واسعة من المشاعر الإنسانية والتعقيدات، ورسومات صغيرة بالقلم والحبر تدوِّن الحياة اليومية.

وأقامت الكندري معارض فردية عديدة في الكويت، كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية محلياً ودولياً.

أحمد الجمَّال