أقامت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان «الطباعة والنشر في الكويت: طموحات وتحديات» شارك فيها الكُتاب والناشرون: د. أحمد الحيدر، هديل الحساوي، سعد البدر، وأدار الحوار الكاتب صالح الشمري.

واستهل د. الحيدر كلمته بالحديث عن موقع الثقافة، قائلاً: «محوري هو اهتمام الدولة بجانب الثقافة، لكن دعوني أبدأ معكم من دستور الكويت، الذي ينص في المادة 14 منه على أن ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون، وتشجع البحث العلمي، وهناك مواد أخرى تشجع على ذلك. الكلام النظري جميل جداً، والدستور يشجع على الثقافة والفنون والآداب».

Ad

وتابع: «لكن على أرض الواقع، هل فعلاً الدولة لدينا تشجع الثقافة والفنون والآداب، أم أننا تخلفنا كثيراً عما كُنا عليه في السابق؟ لا أعتقد أن الكثيرين قد يختلفون معي، أننا تراجعنا بشكل واضح عن الدول، وفي مختلف المجالات الثقافية».

وتحدَّث د. الحيدر عن الجوائز، لافتاً إلى أنه «عندما تتكلم عن الجوائز التي تقدمها على سبيل المثال الإمارات، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، جائزة الرواية العالمية (البوكر)، وغيرها، وهي تدخل ضمن مجال رعاية الكتب، أما الكويت، فماذا لدينا؟ جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية؟ ثم ماذا؟».

وطرح تساؤلات بشأن الجوائز، كالتالي: «ما معايير تقييمها؟ وكيف يتم اختيار اللجان فيها؟ وكيف يتم اختيار الفائزين؟ وإذا تكلمنا بواقعية، هل هي حيادية جداً؟ لماذا نجد الناشر والكاتب الكويتي يصل إلى جوائز عالمية، ولا نجد ذلك في الكويت إلا ما ندر؟».

الثقافة

من جانبها، قالت هديل الحساوي: «عندما ننطلق من الثقافة بالشكل العام، ونتكلم عن الدول الأوروبية أو الخليجية، فنحن لا نرى دعماً للكتاب بشكل خاص، بل هناك دعم للثقافة بشكل عام، فالمسرح يوجد فيه دعم، والأنشطة الموسيقية يوجد دعم، والمتاحف وغيرها، نحن في الكويت هذا الشيء غير موجود».

وأضافت: «الشباب اليوم متعطش للقراءة، لكن للشكل الجديد، وليس القديم». وتطرَّقت إلى تحديات النشر، التي ترى أنها تكمن في الأمور التالية: أولاً تحتاج إلى الكتاب، وهو المادة الأساسية، وكناشر حتى تحصل على كتاب جيد للنشر يتطلب منك البحث والتعب، الأمر الآخر الطباعة، فهناك تكاليف بدأت تُضاف بجانب طباعة الكتاب، ومن ثم التوزيع، والذي هو «من مشاكلنا اللوجستية في العالم العربي»، فمثلاً تعاني الكثير لتوصيل الكتاب إلى خارج منطقة الخليج، وأخيراً التسويق، ففي الدول الأخرى يوفر الناشر للكاتب جولة لتسويق كتابه.

وأوضحت أن هناك معادلة جديدة بدأت تلغي دار النشر، والناس انتقلوا إلى ما يسمى «Self – publishing».

وذكرت الحساوي أن الناشر يمر بالكثير من التحديات، واليوم بدأت تظهر بدائل، مثل الكتاب الإلكتروني، ومنها المسموع والمقروء، مشيرة إلى أن سوق النشر بدأ يختلف، ولم يعد مثل المعادلة القديمة، لذلك يتوجب على الناشر أن يغيِّر طرقه في التسويق، حتى في الكميات التي تُطبع من الكتاب.

وعود

من جهته، قال سعد البدر: «قرأت ما يعادل 38 بياناً لمرشحي مجلس الأمة، وخططهم»، لكنه لم يجد في أي بيان الحديث عن وضع الثقافة.

وأضاف البدر: «في الكويت عدد دور النشر تعدَّى عشرين داراً، وهو عدد لا يُستهان به».

وعن صعوبات جائحة كورونا، ذكر أن دور النشر واجهت مشاكلها وحيدة، لافتا إلى أن البعض تعدَّى هذه الأزمة من باب الخبرة التي يمتلكها، لكن البعض الآخر غارق في الديون.

وتمنى البدر أن يكون هناك اهتمام حكومي، وأيضاً من مجلس الأمة بدور النشر الكويتية، التي ما زالت في معارض الخليج تصنف الأولى، رغم كل المشاكل التي تواجهها.

الهندال: قوانين أكل عليها الدهر وشرب

في مداخلة، قال الكاتب والناقد فهد الهندال: «أريد الحديث عن نقطة، وهي دور النشر. هي بالأصل مشاريع شبابية، قد تكون متوسطة أو صغيرة، وأصحابها شباب متفرغون. نحن لا نطالب الدولة بأن تصرف علينا أموالاً أو تعطينا دعماً مادياً بحتاً، نحن نتكلم عن تسهيلات وتذليل صعوبات».

وتابع الهندال: «نحن نعاني قوانين أكل عليها الدهر وشرب منذ الستينيات، لذلك لابد من مراجعة القوانين، ثم القيام باستراتيجيات تبنى عليها أرضية صحيحة تستطيع أن تشرع عليها وتبني خططاً».

فضة المعيلي