دقت ساعة العمل وانطلق سباق مجلس الأمة 2022، وتم فتح باب التسجيل في الانتخابات البرلمانية التاسعة عشرة في تاريخ الكويت، والتي ستجرى في 28 سبتمبر المقبل، حيث تأتي هذه الخطوة لإكمال المسار الذي وعد به سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، بهدف حل الأزمة السياسية التي احتدمت بين الحكومة والبرلمان خلال الفترة الماضية، وعرقلت الإصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية في البلاد، وتسببت في تعطيل المصالح العامة والخاصة، وتوقف عجلة التنمية والبناء.

ومنذ الإعلان عن فتح باب الترشح في انتخابات مجلس الأمة 2022 ونحن نشاهد إقبالاً كبيراً من المرشحين الذين يسعون إلى الوصول لقاعة عبد الله السالم وخدمة الكويت وشعبها العظيم، واهتماماً أكبر من المواطنين الذين ينتظرون يوم الاقتراع لاختيار من يمثلهم في البرلمان خير تمثيل، ولعل هذا الإقبال والاهتمام يؤكد أهمية هذه الانتخابات وأنها تمثل نقطة فاصلة في تاريخ الكويت، وتتعلق عليها الآمال في تصحيح المسار الديموقراطي الذي حاد عن طريقه وتحقيق رغبات الشعب في الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد والتأكيد على دولة الدستور. وينشد الجميع من الانتخابات المرتقبة لمجلس الأمة تحقيق الإصلاح الذي سيبدأ من الصناديق الانتخابية والتي ستحدد شكل التغيير ونوعه، ثم بعد ذلك تطبيق مبدأ فصل السلطات مع تعاونها والذي بدوره سيخلق مساحة حوار صحية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تناقش قضايا الوطن والمواطنين الكثيرة والمتخمة والمهملة بكل جدية ودون محاباة أو مجاملات وبعيداً عن الصدام حتى نحقق الاستقرار الإداري للدولة، ويكون لدينا القدرة على التحرك باتجاه التنمية، فلا وجود للتنمية دون استقرار وحوار، وبالتالي يقع على الناخبين مسؤولية وطنية كبيرة في حسن الاختيار من أجل انطلاق «الكويت الجديدة».

Ad

وفي الحقيقة أن الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة السياسية الآن غير مسبوقة، حيث كان للقيادة السياسية الحكيمة في البلاد دور كبير في خلق هذا الأجواء من خلال وضع خريطة إصلاح، والتعهد بعدم التدخل في العملية الانتخابية أو اختيار رئيس المجلس الجديد، وألقت بالكرة في ملعب الشعب الذي ينتظر منه المشاركة الفعالة وحسن الاختيار وإيصال من يستحقون وأصحاب الكفاءات إلى قاعة عبدالله السالم بعيداً عن الطائفية والقبلية، ونحن متفائلون بأن تكون انتخابات أمة 2022 مختلفة شكلاً ومضموناً، وأن تفرز برلماناً يحقق الطموحات، وينهي مرحلة التأزيم، ويتبنى برامج جديدة للنواب والحكومة تحاكي الواقع وتسهم في حل القضية الإسكانية وتطوير التعليم والصحة، وتنهض بالبنية التحتية وتحقق تطلعات المواطنين في مكافحة الفساد والقضاء على التنفيع.

مشاري ملفي المطرقّة