يوم السبت الماضي قمت بمرافقة شخص أصيب بكدمة بسيطة في رأسه إلى المستشفى الأميري في الحادية عشرة مساءً، تجاهلت النصب المحتوي على اسم «مستشفى الأميري» الخاطئ والذي يبدو أنه لم يثر حفيظة أي من المراجعين أو المسؤولين بعدُ على الرغم من خطئه اللغوي الفادح، وعند دخولنا إلى الداخل فوجئت بكثرة اللافتات الداخلية الإرشادية والإعلانية غير المتناسقة (معلقات، ملصقات، أوراق A4 والكثير منها مهترئ) وتلك خاصية تتميز بها دوائر الدولة التي تجولت بالكثير منها في الشهور الماضية، وعلى كثرة الإرشادات إلاّ أنك تجد نفسك مضطراً للسؤال للوصول إلى مبتغاك.

وعند جلوسنا في قاعة الانتظار، لفت انتباهي تسمية بوابة الطوارئ التي شهدت انتظارنا بالمسار السريع (Fast Track) بخط كبير جداً. طال انتظارنا قرابة الساعة والنصف الساعة على الرغم من وجود أقل من عشرة مراجعين سابقين لوجودنا... ماذا لو لم يكن مساراً سريعاً؟ وبمحاولة تفقدي المكان، اكتشفت أن الكثير من المراجعين يتجاوزون الأرقام بدون أي رادع، مع تذمر واعتراض بعض الممرضين الذين لا حول لهم ولا قوة، وبدخولنا إلى الداخل اتضح وجود دكتور واحد فقط لاستقبال مراجعي الطوارئ في أهم مستشفى في العاصمة وأقدم مستشفى حكومي في الكويت والذي مضى على افتتاحه أكثر من 80 عاماً! أبلغت الموظفين برغبتي في تقديم شكوى؛ أملاً في أن تبدي وزارة الصحة حرصاً أكبر تجاه المرضى مستقبلاً، واتضح عدم وجود آلية أو نموذج لتقديم الشكوى لا ورقياً ولا إلكترونياً (شخبار الحكومية الإلكترونية؟). أشار علي أحدهم بالذهاب إلى موظف قابع في أحد المكاتب لإبلاغه بفحوى الشكوى، وعند وصولي إليه رافقني مشكوراً، ودار بيننا حوار قصير أدّخره إلى آخر المقال.

Ad

لم يبتعد المشهد برمته كثيراً عمّا يقوم به فريق مسلسل «تقدير الاحتياج» مع المبدع جاسم القامس، فعلى الرغم من الألوف المؤلفة لموظفي وزارة الصحة (أكثر من 63.000 موظف من غير موظفي العقود)، فإنهم غير قادرين على تقدير احتياجهم لدكتور إضافي على الأقل! كما لا يبتعد عن المشهد الساخر الذي قام به الفنّان أحمد الشمري بالأمس عندما توجه إلى مقر الانتخابات ليطالب بمزايا مالية إضافية وهو ما حصل مع موظف الصحة الذي شكوت له تعطيل المراجعين فأجابني بظلم الوزارة لهم بعدم اعتماد بدلات مادية له ولزملائه!

* فيصل خاجة