فيما يتصل بذكرى رحيل سامي المنيس التي مرت قبل أيام معدودة، وبالتحديد بتاريخ الثالث والعشرين من أغسطس، فإن استرجاعها يثير في النفوس ألم الفراق، وهو الذي قد رحل أثناء تكليفه في مهمة تمثيله للشعب في مجلس الأمة عام 1999، أما فيما يتصل بالعبرة من تاريخ سامي المنيس، فإن برنامجه الانتخابي، وكل تاريخ انشغاله بالشأن العام، لم تتخلله أفكار أو نظرة كهنوتية لأحوال الناس وهذه نقطة أساسية. وأرى أنها بلورت سجل سامي المنيس، كمناضل وطني وقومي، وتتيح لعموم الناس الالتفاف أكثر حول حقوقهم، وإعمال العقول لحمايتها أو انتزاعها، فلا سر يجب عدم البوح به، ولا غموض يجب عدم مناقشته، وهذا الالتفاف وطني بالضرورة، فوفق ما تركه سامي المنيس من أثر، يكشف للناس أنهم لم يكونوا ضيوفا على أرضهم، بل هم سكانها وشعبها وبُناة تطورها، وقد اكتسبوا حقوقا وطنية عبر أجيالهم المتعاقبة. والدليل على ذلك أن إسهام سامي المنيس لم يكن لفئة دون أخرى من الشعب، وقد طال مناحي كثيرة، على سبيل المثال إسهامه في تأسيس نادي القادسية، وفي الدفاع عن حرية الصحافة، وفي تأميم ثورة شعب الكويت النفطية، وفي الدفاع عن كرامة الإنسان العربي في فلسطين العربية ضد الكيان الصهيوني. يدل كل ذلك على أن الانتماء إلى الأرض لا الانقياد خلف الكهنوت كان طريق سامي المنيس، وقد انبثق من هذا الطريق برنامجه الانتخابي طوال مسيرته النيابية، ويدل أيضا على أن الانتماء الوطني ليس عدما لا يمكن الإشارة إليه، فلو كان عدما فإن من حقي كمواطن السؤال عن كيفية تطور الكويت أو تدهورها، إذا كان الانتماء لها أو عدم الانتماء لها، لا يؤدي إلى أي تغيير؟ ولو كان عدما، فأيضا هناك سؤال ثانٍ أجده مستحقاً ويطرح نفسه، وهو ما البديل عن الانتماء الوطني؟ ولو افترضت أن الانتماء للطائفية والقبلية هو البديل، فلماذا أثمر هذا الانتماء عن علقم أذاق الأحوال العامة المُر؟إذاً أستنتج بناءً على تجربة سامي المنيس أن الانتماء الوطني تماشى مع الأرض، ولم يناقضها، ويقطع أواصر شعبها، إنما استثمرها لإعلاء رايتنا الوطنية، والاستثمار يعني استمرار انتقال الراية من جيل تجاسر وضحى وتلألأ في سماء الفخر، إلى جيل آخر تعلم أن كرامته العربية ليست وهم، وحمايتها مسؤوليته.
اضافات
هل اعتمد سامي المنيس على الكهنوت؟
02-09-2022