دأب أحد مدّعي العلمانية صراحة وبلا مواربة على انتقاد رجال دين سنة دون غيرهم، واتهام أحزاب وجمعيات دينية سنية دون غيرها، مدعيا أن الإرهاب سنّي دون غيره.

هذا الدعيّ دأب على الخوض في أمور طائفية يعاقب عليها القانون من دون رادع، مما أثار حوله الشكوك واللغط، فهو يصّر على بث روح الكراهية ضد طائفة بعينها، وعندما يٌتهم ويُنتقد من الكثيرين يخرج علينا بأسطوانة ممجوجة مكررة، مدعيا أنه علماني ومحايد ولا يهتم لأي من الأديان، أو الطوائف.

Ad

نقول: أولاً نحن لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد إن كان علمانيا أو حتى «مسقوفيا»، لأن كتاباته تدل عليه، والكتب رغم كثرتها تُقرأ من عناوينها، فهي لا تدل فقط على طائفيته المقيتة المكشوفة بل حتى على عنصرية لا تخطئها العين ضد كل ما هو عربي، ثانيا إذا كان يدّعي أنه علماني وهذه هي نوعية ما يكتب ضد طائفة بعينها، فماذا إذاً سيكتب عن تلك الطائفة إذا ما اعترف بتحيزه الطائفي والعنصري.

هو يعرف، والعالم يعلم، أن الإرهاب الحاصل في العالم هو من نتاج وتحت رعاية ثلاث دول لا غير: إنها إيران وإسرائيل وأميركا، فالميليشيات التي ترفع راية الطائفة الشيعية، وهي بريئة منه، هي من قامت بتصفية كل معارضيها في سورية والعراق ولبنان واليمن وفي دول أخرى بوحشية لا مثيل لها، وهي التي شردت ملايين العرب من ديارهم الى الشتات، أما الميليشيات التي ترفع راية المذهب السني، والسنة منهم براء، كالقاعدة وداعش وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها، فالكل يعلم بما فيهم أميركا وإسرائيل، وباعترافات إيرانية متكررة، أنها في رعاية وتحت حماية وبتمويل وتسليح وتدريب إيران، فمن الإرهابيون هنا؟ هل هم السنّة العرب أم الدولة الإيرانية الطائفية وميليشياتها الشيعية والسنية؟

أما مواصلة انتقاد خطاب بعض مدّعي غلاة التدين السنّة، ونحن بالتأكيد نتبرأ منهم، فهو تحيز لا ريب فيه، فماذا إذاً نقول عن المعممين الذي دأبوا ليل نهار على سب الصحابة وزوجات النبي، وبث الحقد والكراهية بين المسلمين؟ وماذا عن ظاهرة نشر الخزعبلات والخرافات والمبالغات والغيبيات السخيفة؟ وماذا عن هؤلاء الكفرة الذين زادوا في إلحادهم وشركهم حتى أنهم ادعوا ألوهية سيدنا علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وبعضهم بالغ في أوصاف الألوهية للشهيد الحسين رضي الله عنه، أليس هؤلاء أولى بأن يجنّد علمانيته المزعومة فيهاجمهم كما يهاجم غيرهم، ولو على استحياء؟

لا نعلم حقيقة إن كان هذا الشخص يؤيد التوجه الغربي الصهيوني بأن توصم حركات التحرر بالإرهاب، لأن المعروف تاريخيا أن كل الحركات التحررية والمعارك التي دارت بين المحتلين كانت سنية، ومنها تحرير الشام من المغول، والقدس من الصليبيين.

طلال عبد الكريم العرب