هبط اليورو إلى أدنى مستوياته خلال 20 عاما اليوم ، في ظل تفاقم مخاوف أوروبا بشأن إمدادات الطاقة والنمو الاقتصادي، في حين ارتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية، مدعوما بتدفقات على العملة التي تعتبر ملاذا آمنا.

ووصل اليورو إلى 0.9909 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أواخر عام 2002، وسجل انخفاضا في أحدث تعاملاته بنسبة 0.29 في المئة إلى 0.9914 دولار.

Ad

وستوقف روسيا إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 لمدة 3 أيام في نهاية الشهر، في مؤشر جديد على الحالة غير المستقرة لإمدادات الطاقة بالقارة.

وتسببت الموجات الحارة في أوروبا بالفعل في ضغوط على إمدادات الطاقة، وتتزايد المخاوف من أن أي اضطراب خلال أشهر الشتاء قد يكون مدمرا لنشاط الأعمال.

وهبط الجنيه الإسترليني إلى مستوى منخفض جديد هو الأدنى في عامين ونصف العام عند 1.1729 دولار، في حين استقر الين الياباني عند 137.270 للدولار، بعد أن لامس أدنى مستوى في شهر عند 137.705 في وقت سابق من أمس.

وتراجع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر إلى أدنى مستوى في شهر، وسجل في أحدث التداولات انخفاضا بنسبة 0.29 بالمئة إلى 0.6859 دولار، وتراجع نظيره النيوزيلندي 0.15 في المئة إلى 0.6163 دولار، كما تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في عامين تقريبا عند 6.8552 للدولار.

وتعزز مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه أمام سلة من العملات الرئيسية أثقلها اليورو، عند 109.12، محاولا اختراق أعلى مستوى في 20 عاما عند 109.29 الذي سجله في يوليو، ومما يزيد إقبال المستثمرين على الدولار باعتباره ملاذا آمنا خطر إصدار مجلس الاحتياطي الاتحادي رسالة متشددة خلال ندوة «جاكسون هول».

ويتوقع بنك مورغان ستانلي أن ينخفض اليورو إلى 0.97 دولار هذا الربع، وهو مستوى لم نشهده منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فيما حددت شركة نومورا إنترناشيونال هدفا لليورو عند 0.975 دولار بحلول نهاية سبتمبر، وبعد ذلك قد يبحث السوق عن المستوى 0.95 دولار أو ربما أقل، حيث يزيد الضغط على إمدادات الطاقة من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي، ومن المحتمل أن يعزز واردات منطقة اليورو.

وكتب استراتيجي العملات في «سوسيتيه جنرال»، كيت جوكز، في مذكرة للعملاء، «نهاية الصيف ستشهد عودة الضغط على اليورو، ويرجع ذلك في أحد الجوانب إلى أن الدولار بات مدفوعا بتزايد الطلب عليه، وفي الجانب الآخر إلى أن سيف دموقليس معلق على رأس الاقتصاد الأوروبي، ولن يزول قريبا، في إشارة إلى الخطر الدائم الذي تتعرض له المنطقة جراء أزمة إمدادات الطاقة»، وفقا لما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية. نت».

وستكون الأسواق في حالة تأهب لمزيد من الوضوح بشأن استجابات البنوك المركزية للقوى المتضاربة لمخاطر الركود وارتفاع الأسعار في ندوة جاكسون هول هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يكرر رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول التزام البنك الفدرالي الأميركي بمكافحة التضخم، كما سينضم إليه مسؤولون من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا.

ووفقا للخبير الاستراتيجي في «Commerzbank»، أولريتش لوشتمان: «من المرجح أن يكون اليورو عرضة بشكل خاص لمراجعة التوقعات الأساسية لبنك الاحتياطي الفدرالي، حيث اتخذ البنك المركزي الأوروبي ثاني أقوى موقف تشاؤمي ممكن بين البنوك المركزية لمجموعة العشرة بعد بنك اليابان»، وكتب في مذكرة أنه يرى أن زوج اليورو مقابل الدولار يلامس 0.98 بنهاية العام.

محفز مهم

ووفقا لاستراتيجي «مورغان ستانلي»، ديفيد آدامز، فقد يكون التخفيف في مقاييس الظروف المالية الأميركية خلال الصيف، على الرغم من الوتيرة الشديدة لرفع أسعار الفائدة، دافعا آخر لمزيد من تشدد بنك الاحتياطي الفدرالي، مما يجعل نغمة باول في «جاكسون هول» حافزا مهما محتملا للدولار.

وقد تأتي فرص المتداولين لمطاردة انخفاض اليورو أيضا من بيانات مديري المشتريات الأوروبية لهذا الأسبوع، ومن المحتمل أن تكون القراءة قاتمة من استطلاع IFO الألماني، وتكافح المنطقة مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية، مع تقلص الإمدادات النادرة بالفعل بسبب تعطل النقل المائي للسلع الأساسية بعد صيف جاف بشكل غير معتاد.

ويرى المحللون الاستراتيجيون في «غولدمان ساكس» فرصة هبوط الزوج إلى الثمانينيات أو بداية التسعينيات لكل يورو في حالة الانكماش الاقتصادي الحاد، نظرا لمحدودية إمدادات الغاز الروسي.

من جانبه، قال رئيس قسم تداولات الشرق الأوسط في «ساكسو بنك»، ياسر الرواشدة، إن ما يحدث في سعر اليورو حاليا يرتبط بأسعار الطاقة والكهرباء وتدفق الغاز من روسيا والمخاوف من انقطاع الغاز في الشتاء وتأثيره على الاقتصاد الأوروبي، لا سيما الألماني.

وأضاف الرواشدة، في مقابلة مع «العربية»، أن السيولة بدأت تعود إلى الأسواق بعد العطلة الصيفية في بريطانيا وأميركا، مبينا أن كل الأنظار تتجه إلى محافظي المصارف المركزية في اجتماعهم السنوي الكبير الخميس والجمعة المقبلين في مدينة جاكسون هول الأميركية.