قفْ بذاكَ الحيِّ حَيِّ مَن رَحَلْ

حَيِّ مَن ضحَّى وعانى وبذلْ

Ad

بالتزامٍ ووفاءٍ وهدًى

حَيِّ مَن عاشوا من القومِ الأُوَلْ

ملؤُوا الدنيا عمارًا طيِّبًا

فهُمُ أهلُ المعالي والعملْ

لبسوا الأخلاقَ دِينًا خالصًا

ثم غابوا في غياباتِ الأزلْ

رحلوا من غيرِ صوتٍ أو أذىً

مثلما نجمٌ بليلٍ قد أفَلْ

زُهدُهمْ كان مثالًا يُحتذى

فتمعَّنْ في معانٍ لم تزلْ

في مروءاتٍ تراءى سمتُها

فهُمُ أهلُ التغاضي والخجلْ

فرجالٌ همْ، فَخَارٌ للحِمى

عن فِداهم ونَداهم لا تَسَلْ

صبروا دهرًا على عيشِ الجفا

وقضوا عمرًا بلا شكوى مَللْ

بذلوا جهدًا كبيرًا مُضنيًا

وتساموا فوق أنَّاتِ العِللْ

حيثُ جابوا البحرَ كدحًا ساعيًا

سُفُنًا في عرضِ بحرٍ مُكتحِلْ

جلبوا الرزقَ من القاعِ الدَّجِي

ثم عادوا حينما الغوصُ قفلْ

كيف لا تطربُ أشعاري بهم؟

إنهم أهلي، وقومي، والمُثُلْ

يا شبابَ اليومِ هذا إرثُكُم

فانهلُوا منه معينًا مُشتمِلْ

واقتدُوا بالأهلِ أهلِ المَكرُما

تِ ومَنْ سارَ على الدَّربِ وصلْ

يا إلهَ الكونِ يا ربَّ الورى

يا عليمًا بزمانٍ مُقتبلْ

احفظِ النشءَ وكُنْ عونًا لهم

من ضلالٍ وفتونٍ ودَجَلْ

وصلاةُ اللهِ تغشى أبدًا

مَنْ أتى بالحقِّ ختمًا للرُّسُلْ

الرسولَّ الهاشميَّ المصطفى

النبيَّ المُجتبى والمُكتمِلْ

ثمَّ آلَ البيتِ والصَّحبَ ومَن

بهُداهُم قامَ ليلًا وابتهلْ

● ندى السيد يوسف الرفاعي