هل تم انتهاك الدستور في السنوات الأخيرة؟ سؤال يختلف على طرحه الكثيرون، فهناك من يرى أن رئاسة الأخ المحترم مرزوق الغانم قد حافظت عليه، وهناك من يعتقد أنها ساهمت في انتهاكه بشكل غير مسبوق، وما بين هذا وذاك يجب علينا، إن كنا نتوخى الدقة والموضوعية، أن نرجع للوقائع من دون أي تحريف أو إضافات غير محايدة.

في السنوات الأخيرة تم حفظ استجوابات بشكل غير مقنع وتم التصويت على «المزمع» وهو قانون يسمح للمجلس بتأجيل الاستجوابات التي قدمت والتي لم تقدم إلى سمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ صباح الخالد لسنتين، كما تم التصويت على حرمان أي مسيء للذات الأميرية من الترشح مدى الحياة، وهو ما ينافي العقل والمنطق، لأن الأمور تتغير، وسبق للكويت أن تجاوزت الخلافات السياسية في مراحل مختلفة، ويكفي أن نعلم أن المرحوم بإذن الله عبداللطيف ثنيان الغانم قد أدين بأحداث عام 1938 وعاد ليرأس المجلس التأسيسي الذي أقر الدستور عام 1961 ، وفكرة الإدانة مدى الحياة مبالغ فيها بشكل غير معقول، وفي السنة الماضية تحديداً تم أيضاً التصويت على ميزانية الدولة وقوفاً، هنا نحن نتحدث عن أرقام تصل إلى اثنين وعشرين مليار دينار كويتي، سُلقت بربع ساعة تحت حجة أن بعض النواب قد جلسوا على مقاعد الوزراء، مع العلم أن أي تسوية سياسية كان ممكناً أن تحل الموضوع، لكن العناد السياسي كان في ذروته!

Ad

لكل ما سبق وغيره وكمواطن أرى أن رئاسة الأخ المحترم مرزوق الغانم قد شكلت ضرراً غير مسبوق للدستور وأن استبدال رئاسته بالمجلس القادم حاجة وطنية ملحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولإعادة الهيبة للدستور.

هنا يأتي النقاش حول الرئيس القادم، ومطالبة البعض برئيس جديد يعتلي سدة الرئاسة للمرة الأولى، ومطالبة البعض الآخر، ومنهم شخصي المتواضع، شخصيات ذات خبرة كبيرة كرئيس مجلس الأمة الأسبق العم أحمد السعدون بالترشح مرة أخرى للنيابة ومن ثم للرئاسة لإعادة الهيبة لدستور 1962 مرة أخرى.

أرى أن ما يطرحه المعارضون لترشح العم بوعبدالعزيز غير موضوعي، بل على العكس من ذلك فإن خبرته الطويلة في الرئاسة قد تساهم في إعادة الهدوء للحياة السياسية وانتظام سير جلسات مجلس الأمة ومواكبة الإصلاحات المطلوبة ومحاربة الفساد، الذي يعتقد الكثيرون أنه قطار قد انطلق فعلاً وبسرعة كبيرة تحت إشراف القيادة السياسية بشكل مباشر.

لنكن موضوعيين، نحتاج إلى عامل الخبرة، والعمر رقم مجرد رقم، فكم من شاب يقضي جل حياته متنقلاً بين مستوصف ومستشفى، وكم من متقدم في العمر لديه صحة وطاقة أكثر من كثير من الشباب.

نحن في مرحلة دقيقة من تاريخ الكويت السياسي، نعم الكل مع التغيير فهو سنة الحياة، لكن بكل المجالس المحترمة حول العالم هناك نواب يسمون «senior» أي نواب أمضوا سنوات وسنوات في عضوية المجالس التشريعية، وهم قيمة مضافة للمجالس الذي يشاركون في عضويتها.

باختصار عم بوعبدالعزيز حسناً فعلت، فالبلد بحاجة إلى خبرتك، وخصوصاً بعد الضرر الكبير والفوضى العارمة التي حصلت بالسنوات الأخيرة.

فهل وصلت الرسالة... آمل ذلك.

قيس الأسطى