توجُّه رسمي محمود بمنع الجهات الحكومية من استقبال معاملات النواب والمرشحين الخاصة بالمواطنين، وهو قرار مستحق تأخر كثيراً وطال انتظاره بسبب ما تُلحقه تدخلات كثير من النواب والمرشحين في عمل الوزارات من فوضى إدارية وإخلال بحقوق الناس وإضاعة المصالح، ونأمل أن يكون هذا التوجه سياسة عامة للدولة بكل أجهزتها التنفيذية حتى تستقر أوضاع المؤسسات وتمارس أعمالها بدون ضغوط ويتفرغ النواب لعملهم في التشريع والرقابة.

ظهر واضحاً أيضاً ارتباط هذا القرار الموفق بتوجيهات مجلس الوزراء للقياديين في الدولة بفتح أبوابهم للعامة ولأصحاب الحقوق من موظفين وعملاء مختلفين وإلزام الوزارات بتحديد مواعيد معلنة لاستقبال الناس وتلقي شكاواهم وتسهيل أمورهم وفقاً للقانون واللوائح، ونتمنى أن تطبق تلك التعليمات بشفافية واجتهاد وصدر رحب من الوزارات مع الجميع.

Ad

طالما كانت تدخلات النواب في العمل الحكومي سبباً رئيسياً في ظلم أصحاب الحقوق وتفويت الفرص على المستحقين وترسيخ مبادئ التعدي على الآخرين وتعزيز اللامبالاة بالواجبات الوظيفية على حساب حقوق الموظفين وخدمات الوزارات وسير العمل فيها ومصالح المواطنين، وللأسف وحتى نكون واقعيين فلم يكن الناس ليحتاجوا إلى تدخلات النواب لو أن الوزارات التزمت بالقوانين فعلياً وأعطت موظفيها ومراجعيها حقوقهم بعدالة وحيادية وأنصف القياديون جميع من يترأسونهم في الحقوق والواجبات وأيضاً قاموا بواجباتهم الوظيفية للمراجعين والعملاء بدون تفرقة ولا محاباة، لكن ههنا لدينا علة باطنية في تلك الفئة تستوجب فعلاً الالتفات إليها وتقويمها.

هذه التوجهات الحكومية الرشيدة والجديدة في محاربة آفة الواسطة تستحق الدعم والتشجيع من جميع المواطنين بمختلف مراكزهم، فالواسطة للأسف ظاهرة موجودة في وزارات الدولة، وهي ظاهرة مقيتة تعتاش عليها فئة من الموظفين والقياديين والنواب في تكوين شبكة مترابطة من تبادل المنافع والمصالح في مختلف الجهات الحكومية ولها آثار واضحة جداً في التأثير على وضع النواب والمرشحين، كما أنها وسيلة مباشرة لظلم المواطنين واستباحة حقوقهم والتمييز بينهم في استيفاء حقوقهم ومعاملاتهم، لذلك وجب بتر هذه الظاهرة مع ضمان محاسبة أي موظف أو مسؤول لا يقوم بواجباته الوظيفية وخدمات وزارته بالصورة المطلوبة ليتصحح مسار العمل ويرتاح الناس والله الموفق.

*المدعاب: منفذ صغير موقعه أسفل الباب الخارجي للبيت لتصريف مياه الأمطار وتوضع به أحياناً قضبان حديدية لمنع تسلل الدواب من المدعاب إلى البيت.

وليد عبدالله الغانم