عقب ظهور بوادر حلحة للأزمة المعقدة في العراق، عاد المشهد السياسي إلى ضبابيته، مع تجديد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وعده القاطع بمنع الفاسدين من تسلُّم مقاليد الحكم في ردٍّ سريع على رفع خصمه الأبرز رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي سقف التحدي برفضه تغيير النظام، وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.

وفي تصعيدٍ تزامن مع طرد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض من النجف، كتب الصدر، في تغريدة جديدة بمناسبة العاشر من المحرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه وكوكبة من أهل بيته وأصحابه في سنة 61 هجرية بواقعة الطف في كربلاء: «تالله لا يحكم فينا الفاسد، ومثلي لا يبايع الفساد، أفلا من ناصر ينصرنا؟!».

Ad

ومع استمرار احتلال أنصار الصدر المنطقة الخضراء والبرلمان لليوم الحادي عشر، ذكر المالكي، في كلمة بمناسبة ذكرى عاشوراء: «العراق بلد مكونات، وشعبه يتشكل من مكونات ومذاهب وقوميات، وبالتالي لا يمكن أن تُفرَض عليه إرادة، إلا بإرادة الشعب كله، عبر مؤسساته الدستورية، التي يمثلها مجلس النواب المنتخب».

وبعد يوم من تأكيد الصدر أن حل البرلمان أصبح مطلباً لا بديل عنه، قال المالكي، أمس الأول: «لا حل للبرلمان، ولا تغيير للنظام، ولا انتخابات مبكرة، إلا بعودة مجلس النواب إلى الانعقاد، وهو الذي يناقش هذه المطالب، وما يقرره نمضي به».

وفي ظل الوضع المتأزم وعدم التمكن من تشكيل حكومة جديدة لأكثر من 300 يوم، أعلن الصدر نهاية الأسبوع الماضي، أنه سيلجأ إلى الديموقراطية الثورية لمنع «الوجوه القديمة» من حكم العراق، وحل البرلمان، ثم الانتظار حتى محاسبة الفاسدين، قبل العودة مرة أخرى إلى ما سمّاه الديموقراطية الانتخابية.

وفي ردٍّ غير عادي على رفضه دعوة زعيم التيار الصدري إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، طرد ثوار النجف، ليل الاثنين- الثلاثاء، رئيس «الحشد» فالح الفياض من صحن الإمام علي رضي الله عنه.

وبرر الفياض رفضه مقترحات الصدر الخميس الماضي بأن «حل البرلمان قضية كبيرة لا يمكن القبول بها عندما تطرح من جهة واحدة»، مؤكداً أن «نظام الحكم في العراق، بحسب الدستور، توافقي، ولا يمكن القبول بموقف واحد لجهة معينة».

من جهة أخرى، وخلال مؤتمر السفراء الثالث عشر المنعقد في أنقرة، تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أمس، عن «ممر إرهابي في شمال سورية يبدأ من العراق ويمتد حتى البحر المتوسط»، مؤكداً أن الرئيس رجب طيب إردوغان لن يسمح بذلك، والعملية العسكرية المحتملة هدفها القضاء على هذا الممر لا قتل الأكراد.

ووصف آكار سيطرة الأكراد على المناطق الحدودية العراقية- السورية ووجود الإدارة الذاتية فيها بأنه «ممر إرهابي»، وأن تركيا لن تسمح بشيء من هذا القبيل، مبيناً أن جيش بلاده الوحيد الذي يحارب تنظيم داعش وجهاً لوجه، ويريد تجفيف الإرهاب من مصادره.

ولاحقاً، رد «وزير الصدر» محمد صالح العراقي على متابع طالب بالتصعيد باتجاه القصر الجمهوري لـ «الشد على الفاسدين» إذا لم تتحقق المطالب، قائلاً: «نعم، هناك تصعيد قوي قادم انتظروا التوجيهات من اللجنة المنظمة» لتحركات «ثورة التصحيح».