رغم مخاوف المسؤولين الغربيين من استخدامه لدعم هجومها في أوكرانيا، أطلقت روسيا، أمس، قمرا اصطناعيا إيرانيا للمراقبة، وأبلغت واشنطن بتعليق عمليات التفتيش الميدانية المنصوص عليها في معاهدة ستارت المعنية بالحد من الأسلحة الاستراتيجية.

وحمل صاروخ روسي من طراز «سويوز» القمر الاصطناعي الإيراني «خيّام» من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان. ويهدف القمر الذي يحمل هذه التسمية نِسبة الى العالم والشاعر الفارسي عمر الخيّام، الذي عاش بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، إلى «مراقبة الحدود» وتحسين الإنتاجية في مجال الزراعة، ومراقبة موارد المياه وإدارة المخاطر الطبيعية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

Ad

وبينما ترى الولايات المتحدة أن البرنامج الفضائي الإيراني له أغراض عسكرية أكثر منها تجارية، تؤكد طهران أنه لأغراض مدنية ودفاعية حصراً، ولا يخالف أي اتفاقات دولية، بما فيها الاتفاق مع القوى الـ 6 الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي أبرم عام 2015، وانسحبت الولايات المتحدة منه في 2018.

لكنّ السلطات الإيرانية اضطرت هذه المرة إلى دحض اتهامات من نوع آخر، بعدما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن روسيا «تنوي استخدام القمر مدة أشهر عدة»، في إطار هجومها على أوكرانيا قبل أن تسلّم إيران الإشراف عليه.

وأكدت منظمة الفضاء الإيرانية، في بيان، أن القمر «خيّام يعود لإيران، وكل الأوامر المرتبطة بالتحكم بهذا القمر الاصطناعي وتشغيله سيتم إصدارها من اليوم الأول ومباشرة بعد الاطلاق من قبل خبراء إيرانيين في قواعد الفضاء العائدة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات».

«نيو ستارت»

في غضون ذلك، أفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن موسكو أبلغت رسميا الولايات المتحدة بأن جميع منشآتها الخاضعة للتفتيش بموجب معاهدة نيو ستارت ستعفى «مؤقتا» من عمليات التفتيش.

ويتعلق الأمر بقواعد إطلاق الصواريخ، وكذلك القواعد الجوية والبحرية، حيث يتم نشر الصواريخ النووية.

وجاء في البيان أن «روسيا مجبرة على اللجوء إلى هذا الإجراء بسبب الحقائق القائمة التي تخلق منافع أحادية للولايات المتحدة، وتحرم روسيا من حقها في إجراء عمليات تفتيش على الأراضي الأميركية».

وتستشهد «الخارجية» الروسية خصوصا بالعراقيل لسفر المفتشين الروس والصعوبات المرتبطة بإصدار التأشيرات بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو إثر حرب أوكرانيا.

من ناحية أخرى، غادرت سفينتان جديدتان محمّلتان بـ 70 ألف طن من الحبوب أمس، ميناء تشرنومورسك الأوكراني على البحر الأسود، بموجب الاتفاق على استئناف الصادرات الأوكرانية، متوجهتين إلى تركيا وكوريا الجنوبية.

وفي تكثيف لمساعداتها المالية والإنفاق العسكري لأوكرانيا، أعلنت واشنطن أنها سترسل 4.5 مليارات دولار لدعم الميزانية ومليار دولار في شكل أسلحة، بما في ذلك ذخائر صاروخية بعيدة المدى وعربات نقل طبية مصفحة.

استفزاز زيلينسكي

على صعيد آخر، أثارت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فرض حظر دولي على السفر يشمل جميع الروس، انتقادات حادة من جانب موسكو.

وأعلن الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف، أنه تم استقبال دعوة زيلينسكي «الاستفزازية بشكل سلبي للغاية». وأضاف: «انعدام العقلانية في التفكير تجاوز كل الحدود»، مشيراً إلى أنه «لا مجال لعزل الروس عن بقية العالم».

وكان زيلينسكي قال في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، إن «العقوبات الأهم هي إغلاق الحدود، لأن الروس يستولون على أراضي غيرهم».

وتدور مشاورات في الاتحاد الأوروبي لجعل إصدار التأشيرات السياحية للروس أكثر صعوبة، أو حتى إيقافها تماما.

وتعليقا على مقترح زيلينسكي بفرض عقوبات على السفر، وصف الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الرئيس الأوكراني، أمس، بأنه «أعظم مهرج أوكراني»، وشبّهه بالدكتاتور النازي أدولف هتلر.

خسائر هائلة

وبينما صعّدت روسيا هجومها على أوكرانيا، مستخدمة القوات البرية والضربات الجوية والقصف المدفعي، قدّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن ما يصل إلى 80 ألف شخص قُتلوا أو أُصيبوا على الجانب الروسي في الحرب الأوكرانية.

وقال المسؤول في «البنتاغون»، كولين كاهل، للصحافيين «لم يحقق الروس أي هدف من أهداف فلاديمير بوتين في بداية الحرب»، وأضاف أن الجيش الروسي تكبّد «خسائر بشرية هائلة».

من ناحية أخرى، أكدت الأجهزة الأمنية الأوكرانية أنها أحبطت محاولة اغتيال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، وأوقفت عددًا من المُخططين المفترضين للعمليات.

محادثات صريحة

من ناحية أخرى، أجرى الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، اتصالا بالرئيس بوتين، أمس، ركز على العلاقات المتوترة بين البلدين.

وأفاد مكتب هرتسوغ بأن المحادثات كانت «صريحة وصادقة»، وأن الجانبين بحثا القضايا الثنائية، ومن بينها مشكلات اليهود في الشتات.

واستفاض هرتسوغ في الحديث عن أنشطة «الوكالة اليهودية»، المسؤولة عن التعامل مع الهجرة إلى إسرائيل، والتي تسعى وزارة العدل الروسية لحلها، رغم احتجاجات إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن هرتسوغ كان رئيسا للوكالة اليهودية قبل تولّي منصبه.