مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الثالث أمس، كثفت الدبلوماسية المصرية جهودها بهدف التوصل إلى تفاهم لإعلان وقفٍ لإطلاق النار؛ لتفادي توسُّع موجة العنف، التي تركز على ضرب أهداف لحركة الجهاد الإسلامي، لتشمل حركة حماس المسيطرة على القطاع.

وأكدت مصادر مطلعة لـ «الجريدة»، ظهر أمس، أن القاهرة تضغط على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لإقرار وقفٍ لإطلاق النار بشكل فوري، على أن تبدأ بعده اتصالات ومشاورات غير مباشرة بين الطرفين لإقرار «هدنة طويلة الأمد».

Ad

وكشفت المصادر أن «حماس»، أبلغت الجانب المصري عدم رغبتها في التصعيد خلال الفترة الحالية، وأنها تنتظر ما ستسفر عنها اتصالاته الحالية.

ووسط ضبابية بشأن نجاح جهود احتواء أسوأ موجة عنف بغزة منذ عام، ذكرت أوساط عربية، أن الدعوة المصرية ستطالب الجانبين بوقف إطلاق النار بحلول الثامنة مساء بتوقيت غرينتش.

وأشارت الأوساط إلى أن مساعي التهدئة تصطدم برغبة «الجهاد»، التي تتحدث عن تعرضها للخداع من إسرائيل، في الثأر بعد تلقيها ضربات نوعية استهدفت الصف الأول من قيادتها العسكرية. وذكرت أن القاهرة تعهدت لـ «الجهاد»، ثاني أكبر حركة بغزة، بمتابعة ملف الأسرى خصوصاً قائدها في الضفة الغربية بسام السعدي، الذي أدى اعتقاله الاثنين الماضي في عملية وُصِفت بالهمجية، إلى اندلاع الاضطرابات الحالية، كما تضمن التعهد المصري قيام إسرائيل بتسهيل دخول المواد الأساسية إلى القطاع المحاصر لتخفيف الضغط على السكان.

ويأتي التحرك المصري في وقت تحدثت الحكومة الإسرائيلية المؤقتة بزعامة يائير لابيد عن نجاحها في تحييد القيادة العسكرية العليا لـ«الجهاد»، التي تصفها بأنها ذراع إيران، بعد اغتيالها قائد اللواء الجنوبي خالد منصور خلال غارة على رفح، وذلك بعد يومين من مقتل قائد اللواء الشمالي تيسير الجعبري.

وإذ أكدت حكومة لابيد أنها غير معنية بالتصعيد وأوصت بإنهاء الحملة بعد تحقيق «نجاحات كبيرة»، ادعى الجيش الإسرائيلي أن منظومة «القبة الحديدية» للدفاع الجوي أسقطت 97 في المئة من الصواريخ الفلسطينية.

في المقابل، أعلنت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ«الجهاد» توجيه ضربات صاروخية، هي الأكبر والأوسع منذ بدء المواجهة، باتجاه تل أبيب وقاعدة بلماحيم وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت ومفلاسيم ومفتاحيم وجميع مستوطنات غلاف غزة. وفي تطور نوعي، ذكرت «السرايا» أنها استهدفت إحدى المقاتلات الإسرائيلية في خان يونس بمضادات طيران.

وأطلقت «السرايا» صواريخ على مناطق بالقدس الغربية بالتزامن مع قيام المئات من المستوطنين اليهود بقيادة النائب المتطرف في «الكنيست» إيتمار بن غفير باقتحام باحات المسجد الأقصى، لإحياء ما يصفونه بـ«ذكرى خراب هيكل سليمان»، في خطوة استفزازية جديدة أطلقت موجة تنديد عربية وإسلامية، وتحذيرات من المساس بالوضع القائم بالمدينة المقدسة.

وفي حين أفادت وزارة الصحة بـ«سقوط 35 شهيداً، بينهم 6 أطفال، و4 سيدات، في حين وصل عدد الجرحى إلى 265»، طالبت الرئاسة الفلسطينية بتدخل دولي وأميركي لوقف العدوان على غزة، ودعت مجلس الأمن إلى عقد جلسة استثنائية اليوم لمناقشة التطورات.