مع اشتداد الجفاف يوماً بعد يوم في جميع أنحاء أوروبا، تشهد الكثير من عواصمها موجة حر عالية مبكرة على غير العادة هذا الصيف.

ولأن فترات الحر قصيرة، فإن الاستعداد لها ضعيف، لذا يضطر الناس للذهاب إلى الشواطئ والأنهار، على غرار أهالي العاصمة السويسرية، فيذهبون إلى نهر آرا، الذي يشق مدينتهم برن.

Ad

وللمرة الثالثة منذ يونيو، ترزح فرنسا وإسبانيا تحت وطأة موجة حر خانقة، في حين أعلنت هولندا رسمياً تسجيل «شح في المياه».

وبعد انخفاض الدرجات لفترة وجيزة في أواخر يوليو، شهدت إسبانيا مجدداً حرارة تخطت 40 درجة مئوية في العديد من مناطق الجنوب، بعدما وصلت الحرارة إلى 43.3 درجة في تالافيرا دي لا رينا بمقاطعة توليدو.

وشهدت فرنسا أمس اليوم الأشد حراً على الصعيد الوطني.

ويهدد ازدياد طول الفترات التي تنحسر فيها الأمطار بعض المحاصيل، ويؤدي إلى تقييد استخدام المياه في فرنسا، وهي من البلدان الأوروبية الأكثر عُرضة للجفاف.

وفي المدن الفرنسية التي يخنقها الحر، يتهافت الناس على المياه.

وأعلنت هولندا رسميا تسجيل شح في المياه، بسبب الجفاف الذي يضربها منذ أسابيع، كما سجلت بولندا مستويات منخفضة جدا لمجاري المياه. واعتُدمت قيود على استخدام المياه في العديد من المناطق.

والبلاد محمية من مياه البحر عبر نظام سدود وقنوات، لكنها لا تزال معرَّضة لتداعيات تغيّر المناخ، في ظل وجود ثلث مساحتها تحت مستوى سطح البحر.

وفي بريطانيا، كان يوليو الأكثر جفافا منذ 1935 والأشد جفافا على الإطلاق في الجنوب. وباتت تعاني «طقسا جافا مطولا»، وهو تصنيف يسبق وضعها في حالة جفاف، ويفرض اتخاذ تدابير احترازية.

وجراء ذلك، يبقى خطر اندلاع حرائق حرجية ماثلا، بعد حرائق مدمرة في يوليو جنوب غربي فرنسا وإسبانيا والبرتغال واليونان وألمانيا.

عبدالمجيد الشطي