رحل الرئيسان كما أرادت أغلبية النواب، واليوم تبدأ مرحلة جديدة كما يردّد الجميع، و»النهج» هي المفردة المستجدة التي ستبرر التحولات والانقلابات القادمة المعتادة، كلمة مطاطة «عايمة» في عقول قائليها ومتلقيها على السواء، مثلما مررنا سابقاً بمراحل «النّفَس الإصلاحي» و»إلّا الدستور»، وغيرها من العناوين التي تُقرأ ولا تُفهم، فلا أحد يدري بالضبط ما هو «النهج» الذي سار عليه جابر المبارك ليستمر 8 سنوات بمباركة الإصلاحيين وحمايتهم، وربما لولا «النيران الصديقة» لبقي في منصبه حتى اليوم، وبالقياس نفسه، لم يستطع صباح الخالد المشي عليه لأكثر من سنتين ونصف السنة، تخللهما عامان لـ «كورونا»، منهما عام أخير ضائع عقاباً على تصويت الرئاسة.

النهج هو الطريق الواضح المستقيم، ومثلما أن ذلك واجب أيّ حكومة في العالم، فهو مطلوب أيضاً من النواب كذلك، نعلم أنه عمل فردي، لكن حتى النائب الفرد لا يصح أن يكون بلا «نهج» ولا فكرة

Ad

ولا مبدأ ولا كلمة، ولا هم يحزنون، ومجرد ردود أفعال وتعليقات بصوت عالٍ وإيقاع رنّان يواكب الأحداث اليومية، فمثلاً عندما يصطف نائب مع ابن عمه الوزير بالاستجواب، ثم يسحب الثقة من الوزير الذي يلي ابن عمّه بسبب الأخطاء التي ارتكبها ابن عمّه، ثم يأتي بعدها يريد رحيل رئيس الوزراء، ويطالب بـ «نهج» إصلاحي ويرحّب به زملاؤه الإصلاحيون الذين فعل أغلبهم قبله مثلما فعل، وبعدها يطالبون مجتمعين ومنفردين من رئيس الوزراء القادم بالالتزام بـ «النهج» الإصلاحي

والابتعاد عن المحاصصة والفئوية عند تشكيل حكومته!، عندئذ لا يُلام أي رئيس حكومة على تشكيلته حين يرى أن الأفعال تطالب بالمحاصصة وتشجّع عليها وتعدّها من البطولات والمراجل، وإن قالت الألسنة عكس ذلك.

ببساطة، إذا كنتم تتلاعبون وتتذاكون وتبتزون، فلماذا تتوقعون من خصومكم الالتزام بالقانون والدستور والمبادئ والقيم وبقية الشعارات التي ترفعونها؟!

أنتم والحكومة سواء في السوء، الاختلاف بالصلاحيات المتاحة فقط، ورأينا عندما تقلّد بعضكم الوزارة إبداعاته الإدارية، ولم تنطقوا نصف حرف جرّ، لذا فالتغيير يجب أن يبدأ منكم كذلك، فتغيروا أنتم أيضاً، رعاكم الله، إذا أردتم للواقع أن يتغير، وقبل أن يتغيّر «نهجكم» مرة أخرى.

فهد البسام*