أثار فايق الشيخ علي زوبعة من العيار الثقيل، والثقيل جداً، عندما أعلن أنه يُساهم في صناعة سيناريو مع جهة تمتلك من القوة الكافية لإسقاط نظام الدولة العراقية الراهن خلال عام 2024... خبرٌ كهذا دفع بي أن أكتب له التالي:

* أبا أروى العزيز، شهدتُ لقاءك مع المذيعة العراقية في الأردن مرتين؛ الأولى كمشاهدة اعتيادية، ولكن الثانية كانت للبحث والتحليل والاستيعاب، فوجدتُ أنك تتكلم بثقة مُفرطة بالقوة التي ستُحدث التغيير الجذري في العراق، وأنك واثق تمام الثقة من أن كل هذا الذي يسود في العراق حالياً سيزول نهائياً، بل إن جميع اللصوص، والفاسدين، ومن أجرموا بحق العراقيين خلال أعوام ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري سيُحالون إلى المحاكم التي لن تتوانى عن معاقبتهم وبلا رحمة.

Ad

• ثم ذكرت أن العراق الجديد القادم سيجعل من بلاد الرافدين النموذج لكل بلدان المنطقة في الشرق الأوسط من حيث الحرية والديموقراطية والعدالة، مما جعلني أشعر بالتفاؤل لهذا العراق المنشود الذي تُبشر به.

لكنك - يا عزيزي - أبا أروى لم توضح في اللقاء آلية أو لوجستية مثل هذا العمل الجبار الذي سيخلق عراقاً جديداً، وكيف سيكون التعامل مع كل هذه التنظيمات والميليشيات المنتشرة في العراق، فهل معنى ذلك أن هناك عنفاً سيؤدي إلى مواجهات، ومجازر؟

• فكتب لي إجابة بكلمات في غاية الاقتضاب:

«نعم لم أوضح أكثر مما تحدثت به في المقابلة، لأنني لا أستطيع أن أُفصح أكثر، وإلا فسأُجهض الخطة من أساسها. أما الميليشيات، فهي أهون من بيت العنكبوت».

• وكتبت له:

أبا أروى العزيز... لم أتبين فيما إذا كانت قوة التغيير التي تتحدث عنها تستمد مقوماتها من العراق، أم من خارج العراق؟ فلم أتلق رداً.

وكتبت رسالة أخرى... فهل التغيير المنشود ستقف وراءه أميركا؟ ولكن - يا أخي أبا أروى - إن أميركا اليوم هي ليست أميركا ما قبل عام 2003، ثم إن قوى المعارضة العراقية لنظام صدام لم تعُد هي نفس المعارضة؟... فلم يرد.

• والغريب أن الصديق فايق أقفل كل أبواب التواصل معه عندما أعلن أنه لن يتعامل مع أجهزة الإعلام قبل عام 2024، أي عندما يتم تغيير النظام العراقي الراهن بكل مستوياته، ومن الجذور.

• لا أكتمكم أنني أكتب هذا المقال وأنا في حيرة من أمري؛ فهل فايق الشيخ علي قادرٌ على تحقيق ما وعد به العراقيين بتغيير النظام؟ أم أن ما صرَّح به مجرد مناورة سياسية؟

ومما زاد من حيرتي أكثر أنني أرسلت نسخة من هذا المقال إلى الصديق فايق الشيخ علي، لعله يبدي عليه ملاحظة، فوجدته يُجيب بالتالي:

«مقال صحيح وكلماته صادقة، وهذا ما دار فعلاً بيننا...

تقبل محبتي دكتور نجم، وإن شاء الله سنرى عراقاً جديداً كما وعدتُ العراقيين،

لا حرمنا الله من قلمك».

د.نجم عبدالكريم*