لم أنقطع عن زيارة لبنان منذ عام 1998، لي فيه أصدقاء ومعارف كثر، بلد شعبه طيب مضياف قريب إلى القلب، ولديه كيمياء خاصة مع شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً الكويتيين، لاعتبارات تتعلق بوجودنا في مناطق الجبل مثل بحمدون وصوفر وعاليه وحمانا.

أفرح كثيراً لحرص ساسة لبنان على استضافة الخليجيين، وخصوصاً في فترة الصيف، وفرحت أكثر في بداية هذا الموسم عندما شاهدت دولة رئيس مجلس الوزراء السيد نجيب ميقاتي وهو يجول على الأماكن الخاصة بالمصطافين للتأكد من مدى الاستعدادات.

Ad

لكن الواقع ينافي ذلك، فقد عدت أمس من لبنان، وأكاد أجزم أن الأمور في غاية السوء.

تكييف الفنادق سيئ جداً، وبعضها تنقطع عنه الكهرباء مدة ساعة باليوم، صرف العملة مختلف من مكان إلى آخر، والطامة الكبرى هي المغادرة من مطار بيروت، فقد دخلت من البوابة عند الساعة الثانية وخمس وخمسين دقيقة ظهراً، وتم ختم جوازي في تمام الساعة الرابعة والربع عصراً، مما يعني الوقوف مدة ساعة وثلث في زحام شديد وحر أشد، أضف إلى ذلك عدم وجود ممر خاص للدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال!

دولة الرئيس... نحن نعلم أن حضورنا يساعد اقتصادكم وأزعم أنني أتحدث باسم الكثيرين عندما أؤكد أننا نريد ذلك، وحسب ما أتذكر فإن الصندوق الكويتي للتنمية حاول إقراضكم 200 مليون دولار بفوائد لا تكاد تذكر ووزارة الطاقة لديكم رفضت هذا العرض، لكن هذا لا يمنع أن عليكم واجب تهيئة الظروف المناسبة للسائح الخليجي، فهو قادر على إيجاد أفضل البدائل، وأنت خير من يعلم ذلك.

كل ما أتمناه أن يستقر لبنان وأن يعود كما كان «سويسرا الشرق»، فهو بلد الثقافة والفن والجمال، هو البحر والجبل، هو فيروز والرحابنة ونصري شمس الدين، هو بيروت وجونيه وجبيل وجزين وبكفيا وبرمانة والأرز.

لبنان قطعة من السماء أرجو أن يدرك بعض أبنائه ذلك.

فهل وصلت الرسالة... آمل ذلك.

قيس الأسطى