مهمة رئيس الوزراء المكلف الشيخ أحمد النواف الصباح، سابع رئيس وزراء في تاريخ الكويت السياسي منذ الاستقلال قبل 60 عاماً، صعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة، فما نجح فيه الآخرون في آلاف التجارب الدولية والعالمية لن يعجز عنه طالما استثمر هذه الموجة من القبول، وترجم مشاعر الشعب إلى تشكيل فريق حكومي يستجيب للحد الأدنى من تطلعات المواطنين، رجال (نساء) دولة من الكفاءات القادرة على تنفيذ المشاريع المعطلة وتسكين المناصب بمن يستحقها، وكما أن علينا أن نكون متفائلين ومترقبين، علينا في الوقت نفسه أن نكون واقعيين ولا نفترض في الفترة القصيرة أن يتحقق ما عجز عنه السابقون!

عاش مواطناً بين الكويتيين... نشأ في أحيائهم وتدرج في مدارسهم ونافس في ملاعبهم... صلى في مساجدهم وارتقى في السلك الشرَطي ضابطاً حتى انتهى به المطاف إلى رتبة فريق... عايش هموم الناس حتى المقيمين بفئاتهم، وتمنى مثلهم أن تتحسن الخدمات وتتطور جودة الحياة، وحتى عندما جرى تكليفه محافظاً بقي تواضعه حاضراً وتواصله قائماً إلى أن انتهت به الأمور نائباً لرئيس الحرس الوطني، فعايش نموذجاً في الأداء القيادي والاستراتيجي المتميز على صعيد مؤسسات الدولة.

Ad

السؤال الذي يزداد حضوراً ويتعالى همسه في المجالس والدواوين، كيف سيواجه رئيس الوزراء الجديد حالة السخط الجارف التي توّجها النواب باعتصامهم السلمي الراقي والتاريخي؟ كيف لرئيس مؤقت أن يتجاوز حالة التعثر اليومية التي تطرأ على المشهد، وكأننا نشاهد فيلماً للرعب تفجعنا «المانشيتات» كل صباح بمقاطع لا تنتهي من سوء الأداء أو من الفساد وأشكاله التي لا تنتهي؟! كيف لرئيس الوزراء أن يتدارك حالة التراجع في أهم 100 مؤشر من مؤشرات التنافسية العالمية وحتى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي؟ حيث بتنا في أغلب هذه المؤشرات في ترتيب متأخر.

على رئيس الوزراء، سواء استمر في منصبه، أو بقي مؤقتاً حتى التشكيل الحكومي بعد انتخابات المجلس القادم، أن يتحلل من الضغوط، وأن يستفيد من الزخم الشعبي الداعم لإنجاز إصلاحات عاجلة لا تقتضي إلا قرارات سريعة لإصلاح الأوضاع المغلوطة التي تأسست على الحالة السياسية السابقة، وأن يختار الكفاءات من الذين لديهم القدرة على إنفاذ برامجهم، وإنصاف المستحقين، ودفع المظالم التي تراكمت على مر السنين، وأن ينتصر للمستضعفين، وألا يتردد في المضي بإنعاش الوضع العام مع خيرة الجادين والمنجزين.

نعم هي مهمة صعبة لكنها حتماً ليست مستحيلة، إذا كان نهج رئيس الوزراء الجديد إصلاحياً فسيجد الدعم والتأييد من جميع النواب، وسيكون الاستقرار السياسي عنوان المرحلة، أما إذا عدنا إلى تلك الممارسات التي نراها بعيدة عن مسيرته الوطنية فلن يكون أمامنا إلا خيار مواجهة الانحراف وتقويم العوج، كما مارسنا ذلك مع من سبقوه، وسنستمر على ذات النهج «فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين» - التوبة (7).

«Catalyst» مادة حفازة:

توقعات شعبية + إدارة ذات رؤية = إنجازات مستحقة

د. حمد محمد المطر*