كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن الولايات المتحدة تراجع «التغييرات المقترحة في المسودة التي قدّمها الاتحاد الأوروبي»، فيما يتعلق بإحياء «الاتفاق النووي» المبرم عام 2015 مع إيران.

وقال برايس في مؤتمر ليل الثلاثاء ـ الأربعاء: «سنبلغ أوروبا قريباً بالنتائج مباشرة». وأضاف أن المسودة التي قدّمها مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى واشنطن وطهران ودول أخرى أعضاء في الاتفاق النووي، «تستند بشكل أساسي إلى الاتفاق نفسه الذي تم إعداده منذ مارس»، عندما توقّفت المفاوضات غير المباشرة بين الأميركيين والإيرانيين في فيينا. وأكد المتحدث أن إحياء الاتفاق لا يزال یصبّ في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، لكن هذه الفرصة ليست بلا حدود.

Ad

وأعرب برايس عن أمله في أن «تنتهز إيران الفرصة التي كانت موجودة منذ فترة طويلة، وتتخذ القرار في النهاية».

وبينما تواصل إيران القول إن بعض مطالبها لم تؤخذ بالاعتبار في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، صرح بوريل، في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز، أمس الأول، بأن فرصة تقديم المزيد من التنازلات المهمة قد نفدت. وأشار إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ «قرارات سياسية سريعة» لإنهاء المفاوضات التي بدأت قبل 15 شهرا، والعودة على الفور بشكل كامل إلى الاتفاق النووي المقيّد لأنشطة طهران الذرية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة عليها.

وأضاف: «لقد طرحت الآن نصّاً على الطاولة يتناول رفع العقوبات بالتفصیل، إضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لإحياء اتفاق 2015».

زيادة وإطلاق

وتزامن ذلك مع تأكيد وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، أمس، أن «عائدات تصدير الغاز الإيراني خلال الأشهر الأربعة الماضية بلغت نحو 4 مليارات دولار، وهو ما يعادل تقريباً إيرادات العام السابق بأكمله».

وأمس الأول، تحدثت تقارير إيرانية رسمية عن زيادة تعادل 5 أضعاف في عائدت البلاد من صادرات النفط. وتشير تلك التصريحات، التي لم تتضمن، على خلاف العادة، «الإشادة بجهود إيرانية للالتفاف على العقوبات الأميركية» إلى انفراجة غير معلنة بتخفيف القيود على إمدادات طهران من المحروقات.

وفي خطوة قد تؤشر إلى انفراجة بملف تبادل السجناء بين طهران والقوى الغربية، أفرجت إيران بكفالة عن خبير البيئة البريطاني ـ الإيراني، مراد طاهباز، المتهم بارتكاب مخالفات أمنية أمس.

ونقل عن المحامي حجة كرماني قوله: «أطلق سراح طاهباز بكفالة وبسوار إلكتروني». ويحمل طاهباز الجنسية الأميركية أيضاً.

انفتاح الإمارات

من جانب آخر، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان اتصالاً هاتفياً بنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، تناول آخر تطورات المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات، إضافة إلى العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل دفعها وتعزيزها.

وأشار عبداللهيان إلى «الرؤية الإيجابية لكبار مسؤولي البلدين العلاقات الثنائية»، مرحباً بـ «رفع مستوى العلاقات بين الجانبين»، وواصفاً ذلك بأنه يشكّل خطوة مهمة في وتيرة تنمية العلاقات الثنائية. واعتبر الوزير الإيراني أن وجود إسرائيل بالمنطقة سبب لزعزعة الاستقرار وانعدام الأمن، وأضاف «أن الكيان الصهيوني سعى لتحويل الاجتماع الأخير في جدة إلى أزمة بالمنطقة، لكن بحكمة الدول المشاركة من المنطقة، فقد تم التأكيد على قضايا التعاون الإقليمي والتقدّم والأمن».

من جهته، أكد بن زايد «حرص الإمارات بقيادة رئيسها محمد بن زايد على تعزيز أمن واستقرار المنطقة وتلبية تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار، ودعمها لكل الجهود المبذولة».

في غضون ذلك، كشف الأكاديمي الإماراتي البارز عبدالخالق عبدالله، ما تنتظره بلاده من إيران مقابل الانفتاح عليها.

وعدد عبدالله عبر «تويتر» 5 نقاط تنتظرها بلاده من الجمهورية الإسلامية، وهي: «الالتزام بحسن الجوار، ووقف الاستفزازات البحرية، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية، وعدم إرسال الأسلحة لجماعة الحوثي باليمن، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار». ويأتي ذلك بعد إعلان مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، أن بلاده في طور إرسال سفير إلى طهران.

عمليات وتحذير

إلى ذلك، زعم وزير الاستخبارات والأمن الإيراني إسماعيل خطيب، أمس، أن بلاده تمكنت في الأشهر الأخيرة من تنفيذ ما وصفه بـ «عمليات ناجحة» ضد إسرائيل، في ظل استمرار المواجهة مع العدو بمختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية، إنه تم اعتقال أعضاء شبكة تتبع «الموساد» الإسرائيلي في أثناء محاولتهم تفجير منشأة نووية حساسة بمحافظة أصفهان.

في المقابل، حذّر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، من أن «إيران أقرب من أي وقت مضى من تطوير أسلحة ذرّية، حيث وصلت تقريباً إلى مستوى تخصيب اليورانيوم إلى الدرجة العسكرية المقدرة بـ 90 بالمئة».