وسط مخاوف من إجرائها أول اختبار نووي منذ خمس سنوات، اتهمت كوريا الشمالية أمس، الولايات المتحدة بتشكيل تحالف عسكري على غرار حلف شمال الأطلسي في آسيا، مؤكدة أن الهدف الأميركي الراسخ للإطاحة بحكومتها اضطرها إلى تطوير دفاعات أقوى.

وبعد اتفاق الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ونظيره الأميركي جو بايدن لنشر مزيد من الأسلحة الأميركية إذا لزم الأمر لردع بيونغ يانغ، قالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان على موقعها الإلكتروني أمس الأول: «بينما تُجرى بصورة سافرة تدريبات عسكرية مشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية، تتحرك الولايات المتحدة بشكل كامل لتشكيل تحالف على غرار حلف شمال الأطلسي في آسيا».

Ad

وأكدت كوريا الشمالية، التي ظلت تجري اختبارات صاروخية منتظمة على مدى العام الجاري، مجددا أن مثل هذه التدريبات ما هي إلا استعدادات للحرب من أجل الإطاحة بحكومتها.

وقالت الخارجية الشمالية: «هذا يثبت نفاق الخطاب الأميركي عن (العمل الدبلوماسي) و(الحوار بدون شروط مسبقة) بينما يكشف في نفس الوقت مرة أخرى أنه لا يوجد تغيير في الرغبة الأميركية للإطاحة بنظامنا بالقوة».

وجاء في البيان: «الحقيقة. تجعلنا نشعر بالحاجة إلى بذل قصارى جهدنا لتطوير قوة أكبر تكون قادرة على التصدي لكل أنواع أعمال الولايات المتحدة العدائية».

ويأتي اتهام بيونغ يانغ للولايات المتحدة قبل يوم من سفر يول لحضور قمة لحلف شمال الأطلسي في إسبانيا، وهو أول زعيم كوري جنوبي يقوم بذلك، حيث من المقرر أن يبحث مع بايدن ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، في قمة ثلاثية، يوم الأربعاء المقبل، ظروف الأمن القومي.

وقال مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي إن سيول، التي تهدف إلى تعزيز شراكتها مع حلف شمال الأطلسي ولعب دور أمني أكبر على مستوى العالم، تعتزم تشكيل وفد لها في مقر الحلف في بروكسل.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس، مشاركتها للمرة الأولى في تدريبات عسكرية سيبرانية سنوية تقودها الولايات المتحدة في أكتوبر المقبل وتشارك فيها دول أخرى.

وقال المتحدث باسم نائب وزير الخارجية مون هونغ- سيك، إن الجيش اتخذ معايير مختلفة للتمكن من التعامل مع تطورات التهديدات السيبرانية، مضيفاً أنه سيجري مشاورات مع حلف شمال الاطلسي (ناتو) للمشاركة في تدريبات عسكرية سيبرانية يقودها الحلف في نوفمبر المقبل.

بدوره، حذر رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، من أن التعاون المتنامي بين روسيا والصين يحمل أهمية استراتيجية كبيرة لجميع دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، نظراً للتنافس الجيوسياسي القائم هناك اليوم.

واعتبر ألبانيزي أن قمة قادة «الأطلسي» المقررة في العاصمة الإسبانية على مدار 3 ايام اعتباراً من اليوم وبمشاركة 4 دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان، تأتي في «وقت حرج لجميع ديموقراطيات العالم».

وفي خضم مساعي الصين لعزل الجزيرة عن المؤسسات العالمية، بدأت الولايات المتحدة أمس محادثات تجارية مع تايوان في إطار جديد متفق عليه.

وقالت نائبة الممثلة التجارية للولايات المتحدة سارة بيانكي، إنها ناقشت مبادرة تجارة القرن الحادي والعشرين مع كبير المفاوضين التجاريين لتايوان جون دينغ، الذي أكد أن الجزيرة ما زالت تأمل إبرام اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة في نهاية المطاف.

وفي تسمية جديدة لخطة «الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين» الهادفة لمواجهة النفوذ المتزايد للصين، أعاد بايدن وقادة دول مجموعة السبع إطلاق أمس الأول اسم «الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار»، على المشروع وتعهدوا بجمع 600 مليار دولار من الأموال الخاصة والعامة على مدى خمس سنوات لتمويل البنية التحتية المطلوبة في الدول النامية، ومواجهة مشروع الحزام والطريق الصيني الذي تبلغ تكلفته عدة تريليونات من الدولارات.