وقّعت بكين والخرطوم، اليوم ، مذكرة تفاهم لإنشاء خط للنقل الملاحي بين البلدين لتسهيل عمليات نقل وإيصال السلع والبضائع إلى الصين وإندونيسيا والفلبين وروسيا وغيرها من الموانئ، بهدف تخفيف الضغط على ميناء بورتسودان وخفض تكلفة الصادرات وتسهيل سرعة وصولها للموانئ المستهدفة إضافة إلى تسهيل وسرعة شحن البضائع الواردة من الموانئ نفسها إلى ميناء بورتسودان.

وأوضحت الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية وفاق مبروك بعد توقيع مذكرة التفاهم مع شركة «غرين روود» الصينية و»شركة الخطوط البحرية السودانية»، لأنه تم الاتفاق كذلك على أن يكون السودان المركز اللوجستي لعبور الشحنات والبضائع للبلاد المجاورة والدول المغلقة غير المشاطئة، مؤكدة أن «أهمية الاتفاقية تأتي في وقت يشهد العالم خللاً واضحاً في سلسلة النقل والإمداد بسبب الأزمة الأوكرانية - الروسية والزيادة الكبيرة التي طرأت على تكلفة الشحن عبر الشركات الملاحية العالمية».

Ad

احتواء الصين

من ناحية أخرى، أعرب الدبلوماسي الأميركي السابق زالماي خليل زاده عن اعتقاده أنه من بين التحديات التي تواجه السياسة الخارجية لبلاده حالياً، هناك تحديان يشكلان الخطر الأكبر المحتمل لأمن البلاد ولمستقبل النظام العالمي.

وقال السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، في تحليل نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، إن «الخطر الأول هو التحدي الذي تفرضه الصين كقوة صاعدة تسعى لتجاوز أميركا كأبرز قوة في العالم. أما الثاني، فهو روسيا التي تشكل قوة آخذة في الانحسار وترتكب عملاً عدوانياً صادماً ضد أوكرانيا في محاولة غير ذات جدوى لاستعادة مجد إمبراطوري».

ويرى خليل زاده، الذي عمل أيضاً سفيراً لبلاده في العراق وأفغانستان، أنه «في حين أن التحدي الذي تفرضه الحرب الروسية على أوكرانيا يعتبر أمراً عاجلاً، من منظور الأمن القومي، تشكل الصين تهديداً أكثر شمولاً وخطورة، وله أبعاد اقتصادية وسياسية وتكنولوجية وعسكرية. وحتى في الوقت الذي تتعامل فيه أميركا مع مسألة أوكرانيا، يتعين أن يظل التهديد الصيني هو التركيز الأساسي... ولم يكن الحال كذلك خلال معظم فترة ما بعد الحرب الباردة، وهو ما سمح بالصعود المستمر للصين، والذي تواصل أميركا الإسهام فيه».

تقدم واسع

ورأى الدبلوماسي السابق أنه «فيما يتعلق بالتكنولوجيا، سبقت الصين أميركا في بعض المجالات، كما أن قوتها العسكرية تتزايد. وأنجزت الصين تقدماً واسعاً في المجال الاقتصادي».

وقال خليل زاده إن «الحزب الشيوعي الصيني استخدم القوة الاقتصادية لمد مخالب النفوذ الصيني في أنحاء العالم، فقد صارت العديد من دول العالم مديونة بشكل كبير للصين. كما أن بكين تستفيد من علاقاتها الاقتصادية ومبادرة الحزام والطريق لتحقيق مميزات جيوسياسية.

وتسعى بكين إلى إنهاك أميركا خارجياً عبر دعم أعداء واشنطن مثل إيران وكوريا الشمالية، كما تعمل على تقويض الداخل الأميركي بدعم روح الانقسام. وفي خضم ذلك تأتي حرب أوكرانيا».

ويتابع خليل زاده أنه يبدو أن «حلفاءنا الأوروبيين صاروا يدركون أخيراً أنهم يواجهون مخاطر أمنية حقيقية، وأنه يتعين عليهم أخذها على محمل الجد، من خلال وضع ميزانية واقعية للدفاع، وخفض الاعتماد على إمدادات الطاقة من روسيا»، مشدّداً على أن «الأداء السيئ لروسيا في أوكرانيا خلق فرصاً لمزيد من التعاون الدفاعي مع دول مثل الهند، وآخرين اعتمدوا بشكل كبير على المعدات العسكرية الروسية». وقال إن «تطويل أمد الصراع وكلفته في أوروبا، مع امتصاص القوة العسكرية الأميركية والاهتمام الدبلوماسي، من شأنه أن يجعل روسيا أكثر اعتمادا على الصين، وهو ما يخدم أغراض بكين على غرار ما جرى في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر، ولذلك يتعين التوصل لنهاية سريعة للصراع في أوكرانيا من خلال تسوية تفاوضية مقبولة لموسكو وكييف. كما أنه من المهم لأميركا أن تعطي مزيداً من الاهتمام للشرق الأوسط، للحيلولة دون وجود هيمنة إيرانية في المنطقة، والحد من تزايد نفوذ الصين، والبحث عن فرص».