صدر عن دار أهوار في بغداد كتاب لغة الفيلم وجمالية السينما حول نظريات السينما الكبرى من إعداد وتأليف وتحرير وترجمة د. جواد بشارة.

ويهدف الكتاب إلى تزويد المكتبة العربية السينمائية والفنية بمادة قد لا تكون معروفة لدى عدد كبير من القراء عدا المتخصصين وطلاب وأساتذة السينما ويتمحور حول عرض ومناقشة جهود ونظريات كبار المنظرين للفن السابع، وهو على جزأين سيصدر الجزء الأول قريباً عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة العرقية تحت عنوان «ومضات سينمائية في لغة الفيلم وجمالية السينما» وهذا هو الجزء الثاني المستقل عن الجزء الأول تماماً.

Ad

مسح تاريخي

ويبدأ بعرض النظريات السينمائية التأسيسية التي تدرس في كل معاهد وجامعات وكليات السينما في العالم لتأهيل الطلاب في التعاطي مع فن السينما، ومعرفة لماذا يجب مشاهدة أكبر عدد من الأفلام وارتياد صالات العرض السينمائية، كي يتمكنوا من الحديث عن الأفلام التي يشاهدونها والأفلام التي سيخرجونها.

وبعد المسح التاريخي التحليلي لكل النظريات القديمة والمنظرين الكلاسيكيين، يتناول الكتاب نظريات السينما المعاصرة والمنظرين المعاصرين الحداثيين الذين وضعوا الأسس الأكاديمية للسينما الطليعية والخوض في مواضيع شائكة وممتعة في آن واحد كالعلاقة بين الأدب والسينما ونظرية المونتاج الكلاسيكي والثوري ومفهوم الزمن في السينما والتوقف عند أطروحة الفيلسوف جيل دولوز وعلاقته بالسينما من خلال مناقشة كتابه المهم بجزأين وهو «الصورة – حركة والصورة- زمن».

لوي وأوغست لوميير

في سنة 1895 صور الأخوين لوي وأوغست لوميير مشاهد من الحياة الواقعية في فرنسا على شكل وقائع فيلمية وثائقية أو تسجيلية مثل لحظة وصول القطار إلى المحطة وخروج العمال من المصنع، ووقوف طفل على خرطوم السقي في حديقة لمنع تدفق المياه ومن ثم رفع قدميه لكي يغرق الجنايني في الماء، وهو مشهد كوميدي، فيما قام رائد فرنسي آخر من رواد السينما الأوائل هو جورج ميلييه بإخراج سلسلة من المشاهد السينمائية تروي مواضيع متنوعة وترتيبها على نحو فني خلاق وكانت مثيرة وتتوالى بشكل متتابع، أي كانت فيها بداية ووسط ونهاية.

«سرقة القطار»

وتروي قصة مثل فيلم رحلة إلى القمر سنة 1902. أما في أميركا فقد كانت أولى المحاولات السينمائية الروائية على يد المخرج إ أس بورتر، وهو فيلم سرقة القطار الكبرى سنة 1903 ولم يتجاوز طول الفيلم اثنتي عشر دقيقة. ومنذ ذلك الوقت المبكر لنشأة السينما انقسمت بين السينما التسجيلية والسينما الروائية وظهر منظرون لكلا النوعين السينمائيين، سواء إبان فترة السينما الصامتة أو السينما الناطقة. وهذا الكتاب بجزئيه يتحدث عن هؤلاء المنظرين ومساهماتهم ونظرياتهم الجمالية التأسيسية.