في قمة كرَّست تطبيع العلاقات المصرية - القطرية وطي صفحة الخلافات، رحّب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، خلال مباحثاتهما في القاهرة أمس، بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها السعودية في جدة بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، منتصف الشهر المقبل، في وقت أعلنت مسقط أن السيسي سيزور سلطنة عمان غداً للقاء السلطان هيثم بن طارق.

زيارة أمير قطر لمصر تعد الأولى للقاهرة منذ توليه الحكم في 2013، باستثناء مشاركته في القمة العربية بشرم الشيخ في 2015، كما تعد الأولى منذ إعلان المقاطعة الخليجية المصرية للدوحة 2017، والتي انتهت ببيان العلا في يناير 2021.

Ad

وقالت الرئاسة المصرية، في بيانها، إن قمة القاهرة، شهدت عقد مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، وتم بحث تطورات الأوضاع الإقليمية، إذ توافق الزعيمان بشأن ضرورة تكاتف وتضافر جهود الدول العربية، وتعزيز التنسيق المشترك بين البلدين للتعامل مع مختلف الأزمات التي تمر بها دول المنطقة.

وفيما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية، أشاد أمير قطر بالجهود المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، كما توافقت الرؤى بشأن أهمية العمل على إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

واستعرض الزعيمان سبل التعامل مع التداعيات السلبية للأزمة الروسية- الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، فضلاً عن آفاق التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتم التأكيد على أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي في مواجهة هذه الظاهرة، في إطار استراتيجية متكاملة تشمل معالجة الجوانب الفكرية والتنموية بجانب المواجهة الأمنية. وبدت الحفاوة حاضرة خلال القمة الأولى بين الرئيس المصري وأمير قطر، إذ رحب السيسي بضيفه، وهنأه بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم في قطر، مؤكداً أن هذه الزيارة تجسد ما تشهده علاقات البلدين من تقدم، وترسِّخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بينهما خلال الفترة المقبلة في كل المجالات.

ورد أمير قطر، بتقديم الشكر لأخيه الرئيس المصري على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وقدم التهنئة للسيسي بمناسبة قرب الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، معرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، خصوصاً في ظل دورها المحوري في خدمة القضايا العربية، وجهودها لتعزيز التضامن العربي، فضلاً عن السياسة الحكيمة التي تتبعها مصر على الصعد الداخلية والإقليمية والدولية.

وأكد الأمير تميم حرص بلاده على استمرار الخطوات المتبادلة بهدف دفع وتعزيز مختلف آليات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، من خلال تعظيم الاستثمارات القطرية في مصر، واستغلال الفرص الاستثمارية العريضة المتاحة، مثمناً، في هذا الإطار، إسهام الجالية المصرية في عملية البناء والتنمية في قطر بمختلف المجالات.

وكانت الدوحة أعلنت سابقاً ضخ استثمارات في الاقتصاد المصري بـ 5 مليارات دولار في مارس الماضي.

* القاهرة - حسن حافظ