التاجر والنوخذة أحمد عبدالمحسن الخرافي، رحمه الله (1848-1949)، من الشخصيات الكويتية القديمة التي ورد ذكرها في عدد من الوثائق التاريخية. أذكر أنني نشرت وثيقة بتاريخ 17 يونيو عام 2011م تتعلق بشخص هندي اقترض مالاً من التاجر والنوخذة سعود بن شنار المطيري، ولم يسدد دينه بعد مرور وقت طويل، مما دفع النوخذة سعود إلى الكتابة للشيخ مبارك الصباح، الذي كتب بدوره إلى الوكيل السياسي البريطاني يطلب منه المساعدة في استرداد أمواله. وقد طلب المطيري من زوج ابنته أحمد عبدالمحسن الخرافي أن يكون وكيلاً عنه، وأن يتابع هذا الموضوع في الهند. وعندما بحثت أكثر، عرفت من بعض كبار السن (مثل العم جاسم الأرملي) أن النوخذة أحمد الخرافي كان رجلاً محبوباً ومحباً للخير، وكان من أعماله الخيرة أنه خصص إحدى سفنه (وأظن أن اسمها بوشويشة) كوقف شرعي في عام 1890م لجلب المياه الصالحة للشرب من شط العرب مجاناً لمن هو محتاج من أهل الكويت. وقد عثرت على وثيقة جديدة مؤخراً ورد فيها اسم المرحوم أحمد الخرافي، وهي وثيقة تعود إلى عام 1330هـ/1912م أي قبل حوالي 100 سنة كتبها أحد شركائه من عدن باليمن واسمه محمد عبدالله بن حسنعلي (حسن علي). يبدأ حسنعلي رسالته كالتالي: «حضرة الأخ العزيز احمد عبدالمحسن الخرافي دام عزه.. بعد السلام والسؤال عنكم ثم تقدم لكم قبله منا كتاب رقم 26 الماضي وبه عرفناكم منخصوص (من خصوص) دعوة البوم تيسير أن الحكومة عملت علينا دعوى لعدم مرور البوم إلى بربرة حسب الضمانة الذي بيده وغيره حسبما فصلنا لكم في خطنا المذكور فالآن نعلمكم حضرنا مرة ثانية واظهرنا الكتب الذي وصلتنا منكم بخصوص عدم مرور البوم لبربرة بسبب غصب السومال النوخذة والبحرية وتكلمنا ان هالشي صار جبر على المذكورين بسبب الركاب السومال نحو عشرين خمسة وعشرين نفر والبحرية عشر انفار فالحاكم ما قبل هذا الكلام وحكم علينا نسلم دَنْ (أي غرامة) 820 ربية حسبما مكتوب في ورقة الضمانة وحالا سلمنا المبلغ.».

Ad

ويبدو أن الموضوع يتعلق بغرامة فرضت على سفينة النوخذة أحمد الخرافي، لعدم مرورها والتوقف في ميناء بربرة الصومالي حسب المتفق عليه، وذلك بسبب وجود قراصنة من الصومال في تلك المياه. وقد اضطر حسنعلي (شريك الخرافي) لدفع الغرامة الكبيرة نيابة عن الخرافي لحاكم بربرة، لكنه ذكر في رسالته أنه سيستأنف الحكم أمام الوالي، وطلب من الخرافي أن يبلغ الشيخ مبارك الصباح بالأمر لكي يبلغ الوكيل السياسي البريطاني في الكويت ليتدخل في الأمر، ويمنع الظلم عن الخرافي وشريكه. وقد توفي التاجر والنوخذة أحمد الخرافي عام 1949، وعمره يزيد على مئة عام بقليل، وكتب عنه وعن أعمال الخير التي قام بها عدد من المؤرخين.

باسم اللوغاني *