على وقع جولة جديدة من المناورات العسكرية الإسرائيلية، ينتظر لبنان جواب تل أبيب على مقترحه حول ترسيم الحدود، الذي نقله المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. وبحسب ما تشير مصادر دبلوماسية، فإن هوكشتاين نفسه لم يكن مقتنعاً بمعادلة حقل قانا مقابل حقل كاريش التي طالبت بها بيروت، ما يعني أنه لا تفاؤل بإمكانية الوصول إلى حلّ.

وتشير هذه المصادر الى سيناريوهين محتملين؛ اما العودة إلى مفاوضات الناقورة على أن يكون «الخطّ 23» هو قاعدة التفاوض اللبنانية، أو عدم تجاوب إسرائيل واستمرارها بإستخراج الغاز، وهنا سيكون أمام لبنان خيارين، البدء في التنقيب والحفر عبر جلب شركات جديدة، أو تنفيذ «حزب الله» تهديداته باستهداف سفينة الحفر لوقفها عن العمل.

Ad

لا أحد يمتلك معطيات دقيقة حول نوايا الأفرقاء، لكن المصادر الدبلوماسية تشير إلى أن الوضع دقيق وحساس، ولا بد من التعاطي معه بدبلوماسية عالية جداً لتجنب وقوع أي خطأ يؤدي إلى صدام.

وتؤكد المصادر أن الصدام أو المواجهة العسكرية ليست في مصلحة أحد، فالجميع يبحث عن الاستقرار وفرصة الاستفادة من الواقع القائم لتصدير الغاز إلى أوروبا، وأنه لا يجب السماح لأي طرف بعينه أن يوتر الأجواء ويعرقل تحقيق ذلك.

وبالتوازي مع انتظار الجواب الإسرائيلي، ينتظر اللبنانيون مفاجآت الاستشارات النيابية الملزمة، التي دعا الرئيس ميشال عون لعقدها الخميس المقبل، لتكليف شخصية برئاسة الحكومة. أيضاً لا شيء محسوماً بهذا الشأن، على الرغم من أن أسهم الرئيس نجيب ميقاتي هي الأكثر ارتفاعاً في ظل دعم فرنسي - أميركي له، بينما لم يظهر موقف خليجي واضح حتى الآن.

وبحسب المؤشرات المتوفرة حتى الآن لا يبدو أن ميقاتي سيحصل على عدد كبير من الأصوات لتكليفه، وتشير التقديرات إلى أنه قد يحصل على 65 صوتاً، وهو الرقم الذي حازه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحال لم يحصل توافق بين نواب التغيير والنواب المستقلين والحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية، لأن التفاهم بين هؤلاء على شخصية واحدة لتكليفها هو الخيار الوحيد الذي قد يحول دون التجديد لميقاتي.

لا ينفصل ذلك عن محاولات تجميع القوى، لإنتاج كتلة سنية أو كتلتين لتلافي حالة التشتت والضعف. وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى لقاء عقد بين الرئيس فؤاد السنيورة والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري وعدد من النواب السنة المنتخبين، للبحث في تشكيل إطار تنسيقي لكتلة نيابية، يتم التفاهم من خلالها على الخطوط السياسية العريضة.

وتشير مصادر متابعة إلى أن هذه المحاولات ستستمر في المرحلة المقبلة لأن مثل هذه التحركات يحتاج إلى وقت لتحقيق نتائج. في المقابل، أيضاً تستمر مساعي نواب آخرين من السنّة ككتلة نواب الشمال وبعض نواب بيروت وهم من المحسوبين رمزياً على تيار المستقبل لتشكيل كتلة، على أن يعقد هؤلاء النواب اجتماعاً يوم الاثنين المقبل لتحديد الموقف وفي محاولة للتفاهم على شخصية لتكليفها برئاسة الحكومة.

منير الربيع