بعد تسلمه جواباً رسمياً حول موقف الدولة اللبنانية من الترسيم، عمل المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، الذي يقود وساطة أميركية بين بيروت وتل أبيب في مكلف ترسيم الحدود، خلال زيارته لبيروت، على سحب فتيل التوتر والتصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، حيث كان ذلك سبب زيارته ولقاءاته في العاصمة اللبنانية.

والرد الشفهي الذي تلقاه هوكشتاين من رئيس الجمهورية ميشال عون، يتضمن مطالبة لبنان باعتماد الخطّ 23 واعتباره «خطاً أحمر» لا تراجع عنه، أي تمسك لبنان بالحصول على مساحة 860 كلم، والحصول على «حقل قانا» كاملاً.

Ad

ووعد هوكتشاين بالعمل على مساعدة لبنان للانتهاء من الترسيم، ليتمكن البلد من الاستفادة، في ظل الحاجة العالمية إلى الغاز، كما ناقش ملف إيصال الغاز المصري، والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية، وهو الملف الذي بات، حسب مصادر لبنانية، مرتبطاً بالتوصل إلى اتفاق حول الترسيم.

وتؤكد المعلومات أن هوكشتاين ركز، في لقاءاته، على ضرورة تجنّب أي تصعيد عسكري أو توتر على الحدود الجنوبية للبنان، خصوصاً بعد تهديدات الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله بضرب الباخرة اليونانية التي تنقب في «حقل كاريش».

وبحسب المصادر، فإن هوكشتاين كان واضحاً أمام المسؤولين اللبنانيين بأنه أخذ تهديدات نصرالله على محمل الجد، إلا أن الولايات المتحدة لا تريد حصول أي تصعيد عسكري بين «حزب الله» وإسرائيل، وترى أنه ليس من مصلحة أحد هذا التصعيد.

في المقابل، سمع هوكشتاين كلاماً بأن لبنان الرسمي لا ينوي المبادرة إلى تصعيد عسكري، وأن «حزب الله» أكد أنه يقف خلف الدولة.

وتقول مصادر رسمية لبنانية إنه لا وجود لأي مؤشرات على حصول حرب أو مواجهة مباشرة، خصوصاً أن إسرائيل تريد الإسراع في استخراج الغاز لتصديره إلى أوروبا، وأي تصعيد عسكري سيعني تعطيل هذه العملية.

وتفيد مصادر متابعة بأن حركة دبلوماسية مشهودة منذ أيام بين لبنان وإسرائيل، للجم أي محاولة لتصعيد الوضع أو دفعه إلى التشنج، وقد تلقى لبنان رسالة إسرائيلية عبر الأوروبيين بأن إسرائيل لا تريد التصعيد ولا الحرب، كذلك فإن «حزب الله» أوصل رسالة مماثلة برفضه للذهاب إلى أي مواجهة عسكرية، ولكن كان هناك تشديد من قبل الحزب حول ضرورة السماح لشركات التنقيب عن النفط بالبدء بالعمل في الحقول اللبنانية، ولاسيما في بلوك 9، لأنه لا يمكن القبول بوصول الإسرائيليين إلى مرحلة الاستخراج، بينما لبنان لم يبدأ بعد عمليات الحفر والتنقيب، وهو الموقف الذي كرره أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي شدد خلال استقبال الموفد الأميركي على أنه بموازاة حرص لبنان على استخراج ثرواته هو أيضاً يحرص على الحفاظ على الاستقرار.

وبحسب التقديرات، فإن رسالة التهدئة الإسرائيلية، التي تلقتها بيروت عبر الأوروبيين، سيستمع إليها هوكشتاين مجدداً في إسرائيل، على أن يعود إلى المنطقة قريباً.

● بيروت - منير الربيع